أخبار تونس- تعتبر تونس من الدول التي ساهمت بقدر كبير في الحضارة الإسلامية على المستويين الفكري و الاجتماعي ويكفي المجتمع التونسي فخرا أنه يضم جامع “الزيتونة” أقدم جامعة في العالم الإسلامي والجامع الكبير بالقيروان أول جامع في منطقة الغرب الإسلامي والذي يحتوي أول منارة (صومعة) في تاريخ المساجد الإسلامية. وخلال شهر رمضان تحرص الجمعيات الدينية والخيرية في تونس على تنظيم العديد من المسابقات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته بين الحفظة والمقرئين من كامل أنحاء الجمهوريّة إذكاءً لروح المنافسة على حفظ كتاب الله الكريم تطبيقا لقوله تعالى “إنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”. وتعد مسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره، التي تنطلق دورتها الثامنة لهذه السنة بداية من 8 سبتمبر لتتواصل إلى يوم 15 من نفس الشهر تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي، من أبرز المسابقات في العالم الاسلامي. ويشارك في هذه المسابقة محكمون وقراء يمثلون 20 دولة إسلامية وعربية وهي تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا ومصر والسودان وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان وإيران وتركيا واندونيسيا. وتشتمل هذه المسابقة التي يحتضنها جامع الزيتونة المعمور على خمسة فروع تتمثل في الأولى في حفظ كامل القران الكريم مع الترتيل وتفسير الجزء الثامن منه أما المسابقة الثانية فتقتضي حفظ كامل القران الكريم مع الترتيل فيما يهم الفرع الثالث حفظ أربعين حزبا من القران الكريم مع الترتيل. وللفوز بجائزة الفرع الرابع يتوجب على المشارك حفظ ثلاثين حزبا من القران الكريم مع الترتيل وأخيرا الصنف الخامس الذي يقتضي حفظ خمسة عشر حزبا من القران الكريم مع الترتيل. وتمثل هذه التظاهرة الهامة التي شرع في تنظيمها منذ سنة 2002 دليلا على العناية التي توليها القيادة السياسية للدين الإسلامي وشعائره ومناسباته عامة ولكتاب الله الحكيم خاصة. وتحرص النخب السياسية في تونس على الإعلاء من منزلة كتاب الله عبر التشجيع على حفظه وتلاوته وتفسيره كما أذن الرئيس زين العابدين بن علي بتلاوة القرآن الكريم في رحاب جامع الزيتونة المعمور ليْلا ونهارًا وبدون انقطاع على مدار السنة. وقد تدعمت هذه المبادرة الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي بانجاز “مصحف الجمهورية التونسية” في طبعة متميزة وذلك باعتماد رواية قالون ووفق مواصفات تونسيةأصيلة من حيث أشكال الخطّ وأناقة الإخراج. كما تجلت هذه العناية بكتاب الله العزيز عبر إحداث “إذاعة الزيتونة للقران الكريم” يوم 13 سبتمبر 2007 وهي إذاعة تهدف –حسب باعثيها- إلى نشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والتحابب بين البشر. وإضافة إلى مسابقات القرآن الكريم يشهد هذا الشهر أنشطة مكثفة تعكسها المسامرات الدينية ومهرجانات الموسيقى الروحية.. كما تأتي هذه المسابقة مع الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 وهو ما سيضفي بعدا عالميا على هذه المسابقة فضلا عن إبراز دور القيروان في نشر الدين الإسلامي الحنيف و حفظ كتاب الله العزيز. يذكر أن التونسية أسماء الجنيدي السيورى قد حصلت مؤخرا على شهادة تفوق في المسابقة الهاشمية الدولية الرابعة للإناث لحفظ القران الكريم و تلاوته و تفسيره لسنة 2009 ،والتي التأمت من 1 إلى 5 أوت بالأردن .و شارك في هذه المسابقة ثلاثين دولة عربية وإسلامية.