لاحظ خالد حتّر مدير مركز «أرض الأردن» للدراسات وشقيق الشهيد ناهض حتّر الذي اغتالته «داعش» عام 2016 إن استعداء تنظيم الإخوان للفكر والوعي كان الدافع وراء اغتيال الشهيد محمد البراهمي. وتابع في حوار مع «الشروق» بمناسبة الزيارة التي يؤديها لتونس كضيف شرف على فعاليات مهرجان محمد البراهمي للثقافة العربية إن خصال الشهيد البراهمي ورفضه للمساومة على المبادئ والثوابت كانت تمثل خطرا على مشروع الإخوان الذين يعتبرون كل من يشتغل على الفكر والوعي عدوا لهم. كما شدد على أن تنظيم الإخوان يمثل جزءا أساسيا في المشروع الصهيو أمريكي ملاحظا أن هذا التحالف قديم حيث قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر» عام 1973 « سنصنع لهم إسلاما يناسبنا» في إشارة إلى تنظيم الإخوان ومشتقاته. ولاحظ في المقابل إن المنطقة العربية والعالم عموما تشهد تراجعا ملحوظا للهيمنة الأمريكية مشددا على أن عالم القطب الواحد قد انتهى فعليا فيما تتسارع التحولات الإستراتيجية حتى في القارة الأوروبية. وأضاف في هذا الصدد إن أوروبا بدأت تتخلص من الوصاية الأمريكية التي استمرت عقودا طويلة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأكرانية ولاسيما صعود مستويات التضخم وتواتر الإضرابات والأزمات الإجتماعية. وتابع أن روسيا تتعمد إطالة أمد الحرب في أكرانيا للحفاظ على بؤرة توتر تستزف بها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بهدف التمدد في مناطق أخرى من العالم ولاسيما إفريقيا والشرق الأوسط ملاحظا أن روسيا لم تستخدم إلى حدّ الآن ترسانة أسلحتها المتطورة. وخلص إلى التأكيد على أن العالم يتغير بنسق سريع مرجحا أن يكون وقف تسعير النفط بالدولار الضربة القاضية للولايات المتحدة وملاحظا أن هذه الأخيرة تحمل بذور الانهيار بداخلها بعد أن وصلت إلى ذروة الهيمنة. وذكر في هذا الصدد بأن الصين تمثل أكبر دائن للولايات المتحدةالأمريكية. كما أشار إلى أن قرار روسيا القاضي بوقف تصدير الحبوب من أكرانيا بالتزامن مع تخفيض الهند لصادرات الأرز يؤكد مركزية تحالف البريكس في العالم الجديد مرجحا أن ينبثق هذا الأخير عن مسار بناء مبادرة حزام وطريق المعروفة بطريق الحرير. كما رجح أن تؤدي التحولات العالمية الراهنة إلى خروج القوات الأمريكية من سوريا في أجل قريبا مؤكدا في المقابل أن العرب يواجهون تحديات جسيمة مرتبطة بتبعات الهيمنة الأمريكية الطويلة رغم بداية انحياز دول مؤثرة للعالم الجديد. كما كشف في هذا الإطار أن السودان بصدد تجاوز مؤامرة حاولت تنفيذها إسرائيل عبر قوات الدعم السريع لتحويل البلاد إلى مستنقع للفوضى. واعتبر من جهة أخرى قيام مسار 25 جويلية في تونس ارتدادا لسقوط حكم الإخوان في مصر مؤكدا أن الشعب التونسي مختلف عن غيره حيث يرفض الهيمنة الدينية والتبعية. الأخبار