"نوار الملح" أيعن ليلة أمس الأحد 27 أوت الجاري بمنطقة الملاسين بالعاصمة وقُطف لتكلل به نجاحات شباب تونسي تحدى مصاعب مختلفة ولكن يجمعهم حبهم للفن ولإنتاجه. اختتم ليلة أمس 27 أوت 2023 مهرجان "نوار الملح" فعاليات دورته التأسيسية بملعب علي البلهوان بالملاسين بتوزيع جوائز المسابقات الفنية المتنوعة وتقديم مونودرام "الملاسين ستوري" للممثل وابن المنطقة بلال البريكي ونص نور الدين الهمامي من إخراج ريان القيرواني. قضية المسرحية تتناغم ومبدأ المهرجان وهو حق الفئات المهمشة في الثقافة فتصور مسرحية "الملاسين ستوري" من خلال شخصياتها الرئيسية شباب المناطق المهمشة الذين كتب عليهم الولادة في ساحة الوغى ووتحت سهام المخدرات والتطرف والاستغلال والهجرة غير النظامية لتدافع عن حقهم في درع يحميهم، عن حقهم في المنشآت الثقافية. هذا الحق الذي سيفتكه بلال بطل "المونودرام" ويقتحم دار الثقافة بالطيران إثر ثورة 14 جانفي 2011 وينطلق في استقطاب شباب الملاسين وتجهيز مسرحية "الملاسين ستوري" وبعد عام من العمل تحاصر قوات الأمن المكان غاية إخلائه وذلك لعدم الالتزام بالتراتيب والإجراءات القانونية في نقد مباشر لبيروقراطية الإدارةالتونسية وتغليب المقاربة الأمنية على المقاربة الثقافية. قبل تقديم المونودرام انطلقت فعاليات الاختتام بالنشيد الوطني كما هو معهود ولكن ما يثير الانتباه أن صوت طفل في الحادية عشر من عمره تقريبا حين وصل لمقطع "هلموا هلموا لمجد الزمن" قال "هلموا هلموا كلٌّ يعود لأمه" قد تبدوا مزحة عادية ولكن تثير العديد من التساؤلات عن الشعور بالانتماء للوطن عن تمثل هذا المفهوم عن ما يربطنا بهذا البلد هل يمثل ذلك الطفل مشروع مهاجر لرفضه حالة دار الثقافة المكان الرئيسي لعرض الاختتام, لرفضه مشروع النفق غير المكتمل أمام ملعب علي بلهوان وقد أضحى مستنقعا لمياه الأمطار والأوساخ, أو لرفضه حالة الملعب نفسه؟ رغم محدودية التجهيزات بفضاء الملعب ورغم التقلبات الجوية ورغم بعض العثرات التنظيمية التي يجب أن تكون درسا لتجاوزها يمكن أن نقول أنّ "نوار الملح" قد أيعن في الاختتام وتوجت فعاليات المهرجان بتوزيع جوائز المسابقات الفنية المتنوعة. ويجدرالذكرأن لجنة التحكيم برئاسة المسرحي سامي النصري تكونت من الممثل البحري الرحالي والفنانة نوال بنصالح، والشاعروالروائي محمد بوحوش وممثلةعن منظمة اليونيسيف الراعية للمهرجان. وقد فاز بجائزة التميز في الفنون التشكيلية الرسام أشرف النمري وحازت الجائزة الثانية في فن الكتابة الكاتبة أريج بن حسين عن روايتها "من الظلام إلى النور" ممثلة لمركز الدفاع والإدماج الاجتماعي بسكرة أما الجائزة الثالثة فآلت إلى مركز الدفاع والإدماج الاجتماعي بالفحص عن العمل المسرحي "محاولات في التمثيل". "نوّار ملح" أزهر رغم ما واجه من صعوبات.