تنقسم صناعة الخبز في البلاد بين صنفين، المخابز المدعومة والتي تطبق التعريفة المحددة رسميا للخبز وأخرى تصنع الخبز، وفق أسعار مؤطرة بهامش ربح معين او بأسعار حرة. وتصنع المخابز يومياً 6.7 ملايين خبزة، منها 3.9 ملايين خبزة من الصنف الكبير، و2.7 مليون خبزة "باقات" ليتم بذلك استهلاك كميات من القمح اللين (الفارينة) في حدود 6.5 ملايين قنطار أي ما يعادل 65 ألف طن، حسب المعطيات الاحصائية الرسمية. ويبلغ السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم حوالي 465 مليماً للخبزة الواحدة، ويباع للعموم بسعر 230 مليماً، فيما تباع "الباقات" ب 190 مليماً مقابل سعر حقيقي يقدر بنحو 274 مليماً. وأمام وجود بعض الإشكالات على مستوى التوزيع، كثفت سلط الإشراف منذ بداية الصيف الماضي، على نحو خاص، جهودها للتصدي للمضاربة واحتكار هذه المادة الحيوية للمواطنين. وبالإضافة إلى التصدي لبعض الأطراف الذين وُجّهت لهم تهمة الاحتكار، وسعي السلط لدعم إمكانيات ديوان الحبوب وتوريد القموح بما يصل الى 3.7 مليار دينار نهاية نوفمبر الفارط، تم الإعلان مؤخرا على الاستعداد لإطلاق أصناف جديدة من الخبز المدعم في الأسواق، بهدف كبح المضاربة، وإنهاء إشكالات التزويد بصفة نهائية. وأعلنت وزارتا التجارة والفلاحة، في هذا الصدد، مؤخرا عن قرب الشروع في تسويق صنف مستحدث من الخبز المدعم يحتوي على كميات أكبر من الألياف المستخرجة من الحبوب "النخالة"، وهي ألياف صحية. كما أنه لا يمكن توجيه مكونات هذا الصنف الجديد من الخبز لأغراض صناعية او تجارية. لتكون الفائدة بذلك مزدوجة للمستهلك والمالية العمومية. واكد وزير الفلاحة، عبد المنعم بالعاتي، الأسبوع الفارط ان سلط الاشراف بصدد تنفيذ استراتيجية لحوكمة استعمال القمح اللين المستورد، عبر تغيير تركيبة الخبز المدعم، مؤكداً أنه يجري العمل على تغيير التركيبة مع المحافظة على تسعيرة هذه السلعة المدعمة. وكانت عدة أطراف لا سيما من المهنيين قد اقترحت منذ أشهر إيجاد صيغ تمكن من التمييز بين الفارينة المدعمة وتلك غير المدعمة التي تستخدم في صناعة الخبز الحر أو الحلويات، وذلك لإحداث فارق بين النوعين، بما يسمح بالسيطرة على أشكال التلاعب في الدعم علما أن الخبز الغني بالألياف من العادات الغذائية القديمة للتونسيين، حيث كانت الأسر تعتمد بشكل كامل على أصناف من خبز الشعير والسميد والنخالة، قبل أن تتوسع شبكة المخابز منذ سبعينيات القرن الماضي. ويُقدر عدد المخابز المصنفة أي تلك التي تصنع الخبز المدعم بنحو 3317 مخبزاً تشغل في الحد الأدنى 4 عمال، حسب كراس الشروط المنظمة لنشاطها وهي تستفيد من حصص شهرية تقدر ب 118 قنطاراً من الفارينة المدعمة لصناعة الخبز، لصالح شرائح واسعة من المواطنين، إلى جانب تزويد مؤسسات عديدة منها المستشفيات والمبيتات الجامعية وغيرها. الأولى الأخبار