لا يمكن ان ننكر اليوم أن الجرائم الصهيونية، سواء في لبنان أو الضفة الغربية أو غزة أو سوريا أو غيرها من الدول العربية، تتم برعاية أمريكية كاملة ودعم غير محدود. هذا الدعم يظهر من خلال توفير الأسلحة اللازمة لتنفيذ عمليات الإبادة، بالإضافة إلى التغطية على إرهاب قادة هذا الكيان في المحافل الدولية، وعرقلة جهود القضاء الدولي لمحاسبتهم. و الأدهى والأمر أن القيادة الصهيونية الحاكمة في اسرائيل تطبّق ما ترسمه الإدارات الأمريكية من مخطّطات لزعزعة الشرق الأوسط بهدف تفتيت الدول العربية و إضعافها وتقسيمها بما يتماشى مع مصالحها للوصول في الأخير إلى تجسيد حلم ما يسمى باسرائيل الكبرى ضمن الخطة الامريكية التي بشّرت بها كونداليزا رايس عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية والقائمة على إعادة رسم الخرائط والعمل على مخططات التقسيم والانفصالات . وما يحصل اليوم في غزةوجنوبلبنان يصب في جوهر المخطط الأمريكي الساعي الى توسيع خريطة اسرائيل وهو ما تحدث عنه الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب الذي قال حرفيا قبل أقل من شهر : "عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، أجد إسرائيل بقعة صغيرة جدًا. في الحقيقة، قلت هل من طريقة للحصول على المزيد من المساحات؟ إنها صغيرة جدًا". اذن فهدف الأمريكان سواء الجمهوريون او الديمقراطيون هو خدمة الكيان الصهيوني خادم مصالحهم في الشرق الاوسط ، والمخطط الخطير والكبير سيستهدف عديد الدول العربية بعد لبنانوغزة والضفة وسوريا وسيتم العمل على توسيع الاحتلال الاسرائيلي في عديد الدول في المنطقة ، على اعتبار أن الصهاينة يجاهرون بوجود ما يُعرف ب "إسرائيل الكبرى"، حيث يعتبرون أن "إسرائيل الصغرى" تقتصر على فلسطين. في حين أن "إسرائيل الكبرى" تشمل في تصورهم كامل فلسطين، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب الأردنولبنانوسوريا. كما تشمل بعض الخرائط أجزاء واسعة من العراق، وصولًا إلى نهر الفرات أو حتى دجلة. كما تتضمن هذه الرؤية مصر حتى الفروع الغربية لنهر النيل، بما في ذلك دلتا النيل. كما تمتد هذه الأطماع الصهيونية أيضًا إلى شمال السعودية حتى المدينةالمنورة، وتشير بعض الكتابات اليهودية إلى طموحهم في التوسع إلى مسافة تصل إلى 112 كيلومترًا جنوبالمدينة. وحتى بعض الخرائط تشمل مناطق من جنوبتركيا في هذه الرؤية التوسعية الصهيونية . هذه المطامع الصهيونية ليست مجرد أوهام، وكلمات ترامب وغيره من القادة الصهاينة عن توسيع خريطة اسرائيل لا يمكن اعتبارها مجرد هراء. فهناك العديد من الأدلة التي تشير بوضوح إلى أن إسرائيل تسعى فعلاً لتحقيق مفهوم "إسرائيل الكبرى". و من بين هذه الأدلة الخرائط التي يرفعها نتنياهو في المنابر الدولية والتي تبيّن توسع مساحة اسرائيل على حساب بعض الدول العربية إضافة إلى وجود خريطة كبيرة معلقة على باب الكنيست والتي تزعم ان حدود الكيان يمتد من نهر دجلة في العراق الى نهر النيل في مصر بالإضافة إلى الخريطة الموجودة على العملة الصهيونية التي تظهر خريطة دولة اسرائيل الكبرى تضم دول الأردنولبنانوفلسطين بالكامل وأجزاء كبيرة من دولتي سورياوالعراق والسعودية وجزءا من شبه جزيرة سيناء. اذن المخطط الصهيوني والامريكي اليوم لا يستهدف حركات المقاومة في لبنانوفلسطين فقط والهدف ليس اجتثاث حزب الله وحماس وغيرهم من الفصائل المقاومة للاحتلال ، بل المخطط سيستهدف الوطن العربي برمته، وهو ما يستوجب وقفة عربية حازمة قبل فوات الأوان ، وإلا فإن الارهاب الصهيوني لن يستثني أحدا وسيقلب المنطقة رأسا على عقب . ناجح بن جدو