تختلف مدة تركيز الأطفال في الفصل الدراسي باختلاف أعمارهم. وتشير الدراسات الدولية إلى أن القدرة على التركيز تتطور مع التقدم في العمر. وفيما يلي تقديرات تقريبية لمدة التركيز القصوى للأطفال حسب العمر: دون سن 3 سنوات: 2 إلى 5 دقائق. من 3 إلى 4 سنوات: 5 إلى 10 دقائق. من 5 إلى 6 سنوات: 10 إلى 25 دقيقة. من 7 إلى 8 سنوات: 15إلى 40 دقيقة. فوق 9 سنوات: 20 إلى 50 دقيقة. مدة تركيز الأطفال ليست ثابتة، إذ تؤثر عوامل كالتغذية والبيئة والاهتمام بالموضوع. لذا، يجب تكييف الأنشطة ومدة الدروس وفق أعمارهم واحتياجاتهم لتحقيق أفضل النتائج. استراتيجيات لتحسين تركيز الأطفال لتحفيز التركيز لدى الأطفال، يمكن اتباع هذه الاستراتيجيات التي تناسب المعلمين وأولياء الأمور بناءً على الدراسات التربوية والنفسية: -بالنسبة للمعلمين: دمج الأنشطة التفاعلية مثل الألعاب التعليمية، الفيديوهات، والتجارب العملية لجعل التعلم ممتعًا. تحقيق توازن بين التفكير المكثف والإبداع لتحفيز العقل وتنمية المهارات. استخدام تقنية «بومودورو»: : تعتمد هذه التقنية على تقسيم الحصص إلى فترات قصيرة (20-25 دقيقة) تتخللها استراحات قصيرة (5 دقائق) لاستعادة النشاط، مع إضافة أنشطة حركية لتحفيز الذهن وزيادة التفاعل. استخدام الرسومات والمخططات ومقاطع الفيديو لتبسيط المعلومات. تعزيز المشاركة من خلال الألعاب التفاعلية وربطها بمواقف حياتية. -بالنسبة للأهل: توفير مكان هادئ للدراسة وتقليل التشتيت الناجم عن الأجهزة الإلكترونية. تقديم وجبات غنية بالبروتين والخضروات والفواكه استخدام كلمات إيجابية تدعمه وتشجعه، مع تعليمه كيفية التعامل مع الضغوط عبر النقاش والتفاعل الإيجابي. المشكلات التي يمكن أن تسببها صعوبة التركيز المستمرة بحسب دراسة أجرتها «World Health Organization» (WHO)، الأطفال الذين يعانون من صعوبة التركيز لفترات طويلة قد يكونون عرضة ل: اضطرابات فرط الحركة (ADHD). مشاكل سلوكية واجتماعية مثل القلق أو الاكتئاب. كيف يمكن أن يؤدي إلى فرط الحركة واضطراب نقص الانتباه (TDAH): 1. تراكم الإحباط: إذا استمر الطفل في مواجهة التحديات دون حلول، قد يؤدي ذلك إلى تصاعد شعور بالإحباط والملل. هذا الشعور قد يدفع الطفل إلى البحث عن تفريغ طاقته من خلال حركات غير منظمة أو سلوك اندفاعي. 2. تحفيز زائد للحركة: بعض الأطفال، عند فقدان القدرة على التركيز، قد يلجؤون إلى النشاط الجسدي كوسيلة للتعبير عن توترهم أو التخلص من الملل، مما يؤدي إلى سلوكيات شبيهة بفرط الحركة. 3. الإجهاد النفسي: إذا تعرض الطفل لضغط نفسي دائم نتيجة صعوبة التركيز، قد يزيد ذلك من فرص تطور أنماط سلوكية مضطربة قد تُشخص لاحقًا على أنها TDAH. المشكلات الأخرى التي يمكن أن تسببها صعوبة التركيز المستمرة المشكلات الأكاديمية: ضعف التركيز يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي، حيث يعيق متابعة الدروس ويقلل الدافعية والاهتمام بالتعلم. المشكلات الاجتماعية : صعوبة التركيز تعيق تفاعل الطفل في الأنشطة الجماعية، مما قد يسبب العزلة وتراجع مهاراته الاجتماعية. المشكلات النفسية: ضعف التركيز يُسبب القلق ويضعف ثقة الطفل بنفسه، ومع تكرار الفشل قد تتحول مشاعر الإحباط إلى اكتئاب. المشكلات السلوكية: قد يدفع الإحباط الناتج عن ضعف التركيز الطفل إلى سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين أو نفسه. ما يمكن فعله للوقاية من تطور المشكلة وفقًا لدراسات من جامعة هارفارد وغيرها، يمكن الوقاية من تطور مشكلات التركيز باتباع هذه الخطوات: فهم احتياجات الطفل الفردية: تحديد قدرات الطفل واحترام حدوده الزمنية، مع تقديم أنشطة تتناسب مع اهتماماته، يساعد على تحسين التركيز بشكل طبيعي وممتع. التدخل المبكر: عند ملاحظة صعوبات مستمرة في التركيز أو فرط الحركة، يُوصى باستشارة أخصائي نفسي أو طبيب أطفال لتقييم الحالة وتقديم الدعم المناسب. تدريب المعلمين: تدريب المدرسين على تقنيات إدارة الصفوف وتقليل مصادر التشتت يساعد في تعزيز انتباه الطلاب. تذكّر أن كل طفل يمتلك إمكانيات فريدة تحتاج إلى رعاية وتوجيه . كن الداعم الأول لطفلك، وساعده على تحويل القلق إلى إنجاز، والسعي نحو أحلامه بثقة. فبيدك أن تصنع الفرق في حياته، خطوة بخطوة!