مدنين: حركية عبور مكثفة عبر الطريق الرومانية تزامنا مع توقف نشاط بطّاحات جزيرة جربة بسبب الاضراب    حجز 542 كلغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك بولاية تونس..    تونس: تراجع في إنتاج ''الزقوقو''...الأسباب    عاجل/ وافقت عليه حماس: تفاصيل مقترح وقف اطلاق النار في غزة..    دليلك القانوني في فرنسا: كيف تحمي نفسك من الترحيل والاحتجاز؟    الدعم الجزائري لجبهة "أزواد" ..هل ينقلب الى نقمة ؟    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الرابعة ذهابا    عاجل : النجم الساحلي يتعاقد مع اللاعب الدولي الليبي نور الدين القليب    النادي الصفاقسي: اصابة اللاعب علي معلول وغيابه عن لقاء نجم المتلوي    فتح مناظرة بالملفات للتسجيل في اختصاص ثان للحصول على الشهادة الوطنية للإجازة من أحد المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية    قرطاج الدولي يفتح أبواب السينما للأطفال: عرض مجاني لفيلم La Princesse et la Grenouille    مختصّة في قانون الشغل تنصحك: هذا شنوّا تعمل إذا تعرّضت للطرد التعسّفي وهذه حقوقك    بطولة إفريقيا لرفع الأثقال: ياسمين الرضواني تحصد ست ميداليات منها ثلاث ذهبية    إستعدادا لتصفيات المونديال: دعوة ثلاثي النادي الإفريقي لمنتخب ليبيا    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الجمهورية برئيس المجلس الرئاسي الليبي..    خزندار: إيقاف عنصر إجرامي محل مناشير تفتيش لفائدة عدة محاكم    الحماية المدنية تطفأ 87 حريقا..    عاجل : أمريكا تلغي أكثر من 6000 تأشيرة دراسية    هدير عبد الرازق ترد على اتهامات "محتوى غير أخلاقي": لجأت إلى القضاء لحماية سمعتي    العودة المدرسية: كل التلاميذ عندهم نفس الكراسات وبنفس العدد    دخول قسم الطب الباطني الجديد بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة حيّز الاستغلال    تونس: إيقاف مسافر حاول الاعتداء على سائق مترو    فاجعة: وفاة طفل بسبب أكلة..!    المشروبات شديدة السخونة.. "خطر خفي" يهدد صحتك    عامر بحبة: ارتفاع الحرارة أيام قليلة فقط ولا وجود لموجة حرّ    غازي معلّى: الأزمة الليبية لن تُحل إلا بحوار سياسي شامل    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    رئيسة الحكومة تحل باليابان للمشاركة في قمّة "تيكاد9"..    يهم التونسيين : هكذا سيكون طقس اليوم الثلاثاء 19 أوت    صدمة علمية: مشروباتنا اليومية مليئة بالبلاستيك...تفاصيل!    ألكاراز يفوز ببطولة سينسيناتي للتنس بعد انسحاب سينر في النهائي    النجم الساحلي يضم لاعب الوسط الليبي نور الدين القليب    ماكرون.. مكان لقاء بوتين مع زيلينسكي سيحدد خلال ساعات    لدى استقباله المنفي.. سعيد يؤكد ان الوضع الليبي شأن داخلي خالص    قربة: في انقلاب حافلة خاصة بالعملة: وفاة عاملة وإصابة 20 آخرين    في مهرجان قرطاج: «ثلاثون» يعيد الحياة لإرث فاضل الجزيري    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    ترامب يتعهد بتحقيق السلام وزيلينسكي مستعد لاجتماع ثلاثي    أسعار الزقوقو    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    إنجاز علمي رائد يعيد لمريض سكري قدرته على إنتاج الأنسولين    وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الأولية للطلبة المعنيين بالتبادل الطلابي مع المغرب والجزائر    الليلة: سماء صافية والحرارة تتراوح بين 23 و32 درجة    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    بعد سلسلة من العروض الموسيقية الراقية: مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية يودع جمهور الدورة 38    مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يفتح باب الترشحات يوم 20 أوت للمشاركة في دورته الخامسة عشرة المهداة إلى روح المخرج يوسف شاهين    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    تبلغ قيمتها 360 ألف دينار: قاصر يسرق مجوهرات وهواتف جوالة من مركز تدليك..    أسعار البيض تتراجع: 4 بيضات لا تتجاوز 1200 مليم    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    عاجل/ بشرى للتونسيين: كلغ العلوش ب38.900 دينار بداية من هذا التاريخ..    5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    وصول الفنانة الإماراتية أحلام إلى تونس    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق : متى يستفيق العرب من أوهام السلام مع الصهاينة ؟
نشر في الشروق يوم 18 - 08 - 2025

في وقت يزداد الزخم الدولي تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن ما يُعرف ب"حل الدولتين"، يخرج الكيان الصهيوني بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ليعلن بوضوح أنه لا مكان لدولة فلسطينية على الإطلاق، بل إن هدفه هو استكمال السيطرة على قطاع غزة بالكامل وتقسيم الضفة الغربية بمشروع استيطاني خطير جدا، في خطوة تعكس جوهر العقيدة الصهيونية القائمة على التوسع والعدوان، لا على التعايش أو السلام الذي يتبناه للأسف بعض العرب الى اليوم رغم تجاوز اسرائيل لكل الخطوط الحمراء .
كما أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار تصريحات نتنياهو الأخيرة المتعلقة بقيام رؤية "إسرائيل الكبرى" على حساب العرب، مجرد موقف سياسي عابر أو رد فعل لحسابات انتخابية أو أزمات داخلية، بل هي تعبير دقيق عن رؤية مركزية في المشروع الصهيوني منذ بداياته، رؤية تؤمن بأن فلسطين والأردن ومصر وأجزاء من الدول المجاورة هي جزء مما يسمى "إسرائيل الكبرى". وهذه الرؤية ليست فقط خارجة عن القانون الدولي، بل تمثل خطرا وجوديا على المنطقة وشعوبها، وتكشف الوجه الحقيقي لكيان لا يؤمن إلا بالقوة، ولا يفهم إلا لغة الاحتلال.
الأخطر أن نتنياهو لا يتحدث من فراغ، بل مدعوم من تيار ديني متطرف داخل الولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية، يرى في إسرائيل كيانا مقدسا، وليس مجرد حليف سياسي وهو ما يعطي الضوء الأخضر لجرائم الاحتلال، ويمنح نتنياهو حرية التحرك دون خوف من ردود أفعال دولية حقيقية. بل إن مسؤولين أمريكيين زاروا المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية مؤخرا وباركوا التوسع الاستيطاني بوصفه جزءا من "الوعد الإلهي"، في مشهد يعكس مدى التواطؤ السافر.
وفي هذا الإطار يتساءل البعض عن الأسباب التي جعلت نتنياهو يجاهر برؤية "إسرائيل الكبرى" على الهواء مباشرة في خضم الحرب والاضطرابات المتسارعة في المنطقة. والجواب بسيط ومؤلم في آنٍ واحد: لأن معظم الأنظمة العربية رغم كل جرائم الاحتلال، لم تتخذ موقفا حقيقيا ، بل إن بعضها ذهب نحو تعميق العلاقات مع الكيان الصهيوني، بشكل معلن أو سري، متذرعا ب"المصلحة"، وكأن كرامة الشعوب والحقوق التاريخية أصبحت عبئا يجب التخلص منه.
وبينما تتصاعد الخلافات العربية–العربية لأسباب تافهة أحيانا، ولأسباب مفتعلة من قبل اذناب الصهاينة في حالات أخرى، يتم التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي المجرم بخجل مريب، فعوض سحب السفراء، وقطع العلاقات، وتبني موقف سياسي موحد، يتم دعم الصهاينة بشتى الطرق، سواء الاقتصادية أو العسكرية. ولهذه الاسباب لم تعد القيادة الصهيونية تخفي مشاريعها الخطيرة، لأنها تعلم أن الموقف العربي لن يكون في مستوى التهديدات والمخططات التي تُحاك ضد دول المنطقة.
فما يُسمى بمشروع "إسرائيل الكبرى" لم يعد مجرد حلم صهيوني ديني يُطرح في الاجتماعات المغلقة أو في خطب الأحزاب، بل بات خطة واقعية على أرض الواقع.
فالصهاينة احتلوا قرابة 6 مناطق استراتيجية في لبنان، وأنشأوا قرابة 9 قواعد عسكرية في جنوب سوريا، واليوم بدأوا في تنفيذ مخطط احتلال غزة بالكامل، وصادقوا على مخطط لتقسيم الضفة للسيطرة على القدس . وسيأتي الدور، طبعا، على الدول العربية الأخرى.
ورغم ذلك، لا يزال الصمت سيد الموقف، غير أن العرب سيدفعون ثمن هذا الصمت باهظا، ما لم يستفيقوا من أوهام السلام والتطبيع مع الصهاينة. فمشروع "إسرائيل الكبرى" قد تجاوز مرحلة التنظير، ودخل حيّز التنفيذ، وبدأ قادة الكيان فعليا في ترجمته على أرض الواقع.
ناجح بن جدو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.