نظم مكتب تونس للكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الموافق ل 8 سبتمبر من كل سنة، ملتقى دولي تحت شعار "ايجا تعلم" بمشاركة مجموعة من الخبراء من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأوضح مدير مكتب تونس للكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، صفوان عليات، أن هذا الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على المفهوم الشامل لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، مشيرًا إلى أن تعليم الكبار لا يقتصر فقط على محو الأمية، بل يشمل أيضًا تعزيز القدرات، والتكوين المستمر، وتكريس مبدأ التعلم مدى الحياة. وأضاف أن الملتقى سيمثل فرصة لتبادل الخبرات بين مكونين وفاعلين في مجال تعليم الكبار من مختلف الدول الحاضرة، وتعزيز أسس التعاون والشراكة على المستويين الوطني والإقليمي الى جانب التطرق إلى الأطر السياسية والتشريعية المنظمة للتعلم وتعليم الكبار مع تقديم تجارب مقارنة لدول أخرى إضافة إلى تقديم تجارب مقارنة من بعض الدول ومقاربات تربوية مبتكرة. ولفت صفوان عليات إلى أن تونس تمتلك تجربة متميزة في مجال تعليم الكبار، وقد أولت في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بمفهوم التعلم مدى الحياة، بالشراكة مع مكونات المجتمع المدني مشددا على أن تعليم الكبار والتكوين المستمر يتيحان فرصا حقيقية للاندماج في الحياة الاجتماعية، من خلال اكتساب مهارات حياتية تتجاوز حدود القراءة والكتابة. وأكد أن مفهوم تعليم الكبار هو مفهوم شامل يرتبط بالتعلم مدى الحياة والتعليم المستمر، ويهدف إلى إدماج غير المتعلمين في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وذلك في ظل التحولات الرقمية، والتغيرات المناخية، ومتطلبات التنمية المستدامة. ولفت إلى أن مكتب تونس للكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار قد عقد عدة شراكات مع وزارة الفلاحة و الموارد المائية والصيد البحري والاتحاد الوطني للمرأة التونسية، بهدف تكوين ومرافقة أكبر عدد ممكن من المتعلمين في مراكز تعليم الكبار، لتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الاقتصادية الخاصة الى جانب تنظيم دورات تكوين لفائدة المكونين. من جهتها، اعتبرت رئيسة الجمعية التونسية للتربية وتعلميات العلوم والتكنولوجيا، كوثر رصاع، أن هذا الملتقى مهم لتشبيك العلاقات الدولية لافتة الى ان الجمعية ستخصص بالمناسبة يوما لتثمين البحث العلمي في ميدان تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة من خلال محاضرة علمية ومائدة مستديرة سيتم فيها استدعاء خبراء في مجال تعلم الكبار والعلوم الانسانية والأساسية في محاولة لتفكيك الآراء المتقاطعة حول هذا المجال. وشددت على أن من أبرز المقاربات المعتمدة الجديدة لتعليم الكبار هي المقاربة السيميوديداكتيكية والتي تعتمد على الرسم كأداة معرفة من أجل مساعدة المتعلمين على إنجاز مشاريعهم الاقتصادية الخاصة وتوليد معرفة جديدة بالخصوص في صفوف النساء الريفيات اللاتي أغلبهن غير متعلمات. وأكدت كوثر الرصاع أهمية التكوين، خاصة وأن البحوث المنجزة في هذا المجال أثبتت ضرورة تدريب المكونين في بيداغوجيا الكبار، أو ما يُعرف ب"أندراغوجيا"، من أجل تحسين طرق التعامل مع المتعلم الراشد وتقديم تعليم يتماشى مع خصوصياته حسب تقديرها. من جهته أبرز خبير مجال تعليم كبار وتعلم مدى الحياة من المغرب والمدير السابق للكنفدرالية، سعيد دكالي، أن هذا الملتقى سيساهم في الدفاع عن الحق في التعلم للجميع، مبينا أن تونس والمغرب يمكن أن يتشاركا تجاربهما في سبيل تحسين وتطوير هذا المجال لوجود أرضية اجتماعية وجغرافية وثقافية مشتركة. وشدد على دور المجتمع المدني في تطوير مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، وبالخصوص المساهمة في مزيد تعليمهم مهارات أخرى تتماشى مع حاجيتهم وتطوير حسهم الفكري للتعامل أولا مع الحياة اليومية ثم الادماج في سوق الشغل الأخبار