الحماية المدنية: 484 تدخلا منها 142 تدخلا للنجدة والإسعاف على الطرقات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    النفطي يلتقي في نيويورك وكيل الأمين العام للأمم المتّحدة المكلّف بعمليّات السلام    للتونسيين: بلّغ عن أيّ تجاوز في أسعار اللحوم أو المنتجات الغذائية!    الاعلان عن نتائج المناظرة التونسية للمنتجات المحلية يوم 2 ديسمبر المقبل    عاجل/ دول تحذر مواطنيها المشاركين في "أسطول الصمود" من هجوم إسرائيلي وشيك عليها..    عاجل/ 50 مصابا في هجوم مسيّرة على إيلات ونتنياهو يتوعد الحوثيين..    عاجل - تمويل ليبيا: القضاء الفرنسي يدين ساركوزي و يقول كلمته    عاجل/ تقلبات جوية جديدة ستتواصل حتى الأسبوع القادم وستشمل هذه الولايات..    عاجل: 500 دجاجة في مذبحة عشوائية...ظروف ''مقزّزة'' تهدّد صحة التونسيين    عاجل: الحشرة القرمزية تكبر وتهدد المحاصيل، وعلاجها غامض!    عاجل : وفاة شقيق سمير الوافي    هل تعرف موعد العطلة القادمة في تونس؟    بنزرت: جدل واسع حول "تسارع" أشغال تهيئة قسم التوليد المغلق منذ 2019 مع اقتراب 15 أكتوبر    هيئة المحامين تدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية واتحادات المحامين الى التحرك الفوري والمساندة الرسمية لأسطول الصمود العالمي    عاجل: إغلاق مطار آلبورغ في الدنمارك وهذا هو السبب    ينتحل شخصية وكيلة جمهورية و يثر ضجة في الجزائر ...شنوا الحكاية ؟    بطولة العالم للتجديف – شانغهاي 2025: فضية لتونس عبر الثنائي خديجة الكريمي وسلمى الذوادي    أهالي قبلي الجنوبية يحتجون...وهذا هو السبب    اليوم: تواصل الاضطرابات الجوية والأمطار الغزيرة بهذه المناطق    تعرفش شنيا ما لازمكش تاكل قبل النوم؟    لأول مرة: سر طول عمر أكبر معمّرة في العالم... !    الرئيس الكولومبي يدعو إلى تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين ومحاسبة ترامب    تحذيرات دولية من هجوم وشيك على "أسطول الصمود العالمي"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تلميذ يعتدي على زميله بآلة حادّة في سيدي حسين..    نابل: دار الثقافة محمود المسعدي تازركة تحتضن تظاهرة "عالمنا فن" تحت شعار "إبداع يجمعنا، عنف يفرقنا" يومي 26 و27 سبتمبر الجاري    كميات البذور الممتازة المتوفرة تتجاوز 500 ألف قنطار في ظل توزيع قرابة 160 ألف قنطار الى حد الآن - مسؤول بوزارة الفلاحة -    القيروان: انطلاق انجاز السوق المركزي سيدي عرفة بكلفة تناهز 11 مليون دينار    رئيس الجمهورية: مشروع قانون المالية يجب أن يعكس الدّور الاجتماعي للدّولة    وزيرة الثقافة تدعو الى إطلاق حملة تنظيف واسعة للمناطق الأثرية تنطلق من تونس الكبرى    فاتحة البقاء    المحطة الشمسية الفولطاضوئية بولاية سيدي بوزيد تسجل تقدما في الإنجاز ناهز 83 بالمائة    عودة الغائب    يوم الجمعة بالمسرح البلدي بصفاقس...عرض «فيروزياد» تكريما لفيروز وزياد الرحباني    ولدت في تونس وتوفيت في فرنسا...رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلاوديا كاردينال    التدخين في تونس: أزمة صحية تبحث عن حلول    طقس الليلة.. سحب محليا كثيفة مع امطار رعدية بهذه المناطق    عاجل/ بالأرقام: تضاعف نسق بيع السّيارات الشّعبية.. وهذه العلامات الأكثر رواجا    الرابطة الأولى.. نتائج الدفعة الثالثة من مواجهات الجولة ال7 للبطولة    عاجل: تصفيات كأس العالم 2026 – هذا هو موعد مباراتي تونس ضد ساو تومي وناميبيا!    سيدي حسين: إيقاف التلميذ الذي طعن زميله    تيك توك يكشف سر قاعدة الأصدقاء السبعة: كيف تبني صداقات متوازنة؟    لقاح mRNA الروسي للسرطان: هل هو بداية النهاية لهذا المرض؟ اكتشف التفاصيل!    قد يسبب الخرف والسكتات الدماغية: احذروا "الميلك شيك"..    سيدي حسين: أب يحتجز ابنته لسنة كاملة والنيابة تأذن بإيقافه    "حتى التراث من حقّي": تظاهرة ثقافية بمركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس    ظهر اليوم...تطورات في الوضع الجوي تشمل هذه الجهات    عاجل: الأولمبي الباجي يواجه الترجي بدون المنتدبين الجدد وهذا هو السبب !    كأس الرابطة الانقليزية : إيساك يسجل هدفه الأول مع ليفربول وطرد إيكيتيكي في الفوز على ساوثامبتون    عاجل/ في حملات أمنية شملت كامل تراب الجمهورية: الداخلية توقف هؤلاء..    برشا تشويق في الرابطة: 4 ماتشوات في نفس الوقت وهذه أبرز المواجهات    البطولة الإسبانية : تعادل إسبانيول مع فالنسيا 2-2 وأتلتيك بلباو مع جيرونا 1-1    مبابي وفينيسيوس يتألقان في فوز ريال مدريد 4-1 على ليفانتي    عاجل: الموت يغيّب كلوديا كاردينال عن عمر ناهز 87 عاماً    الموت يغيّب الممثلة كلاوديا كاردينالي    عاجل : هذا هو موعد شهر رمضان 2026 فلكيا    يا توانسة.. هلّ هلال ربيع الثاني 1447، شوفوا معانا دعاء الخير والبركة الى تدعيوا بيه    السينما التونسية تتألّق في مهرجان بغداد السينمائي... التتويج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدفوعة بأزمة "أزواد" ومشروع انفصالي يهدد أمنها: هل تعود الجزائر إلى وساطة 2015؟
نشر في الشروق يوم 25 - 09 - 2025

تعيش الجزائر على وقع تحديات أمنية معقدة في ظل تصاعد التوترات في شمال مالي واشتداد القتال قرب حدودها الجنوبية، خاصة بعد بروز جبهة تحرير أزواد التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الجزائري.
هذه الجبهة، التي تشكلت نتيجة لتحالف عدة حركات انفصالية طوارقية في شمال مالي، لم تعد تقتصر على مطالب محلية، بل تجاوزت ذلك إلى تهديد استقرار دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر، خاصة مع تسجيل تحركات واتصالات بين هذه الجماعات وطوارق الجنوب الجزائري، ما ينذر باحتمال تصدير العدوى الانفصالية إلى الداخل.
ما يزيد من خطورة الوضع هو الدور الفرنسي المزعوم في هذه التطورات، حيث وجّهت الحكومة المالية اتهامات مباشرة لفرنسا بأنها وراء إنشاء ودعم هذه الجبهة الانفصالية من أجل زعزعة استقرار البلاد. هذه الاتهامات لم تأت من فراغ، فقد شهدت مالي في أوت 2025 حادثة اعتقال فرنسي يُشتبه في عمله لصالح المخابرات الفرنسية، إلى جانب عدد من الجنرالات والمدنيين الماليين، بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم والتنسيق مع حركات متمردة في الشمال، ما أضفى مصداقية أكبر على الرواية المالية بشأن التدخل الفرنسي في شؤونها الداخلية.
في السياق نفسه، أكدت تقارير إعلامية، من بينها تقارير لقناة الجزيرة، أن فرنسا تدعم حركات أزواد قانونيًا وسياسيًا على الصعيد الدولي، حيث ساهمت في تقديم شكاوى ضد الحكومة المالية أمام المحكمة الجنائية الدولية، تتهم فيها الجيش المالي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في شمال البلاد. هذه التحركات تأتي بالتوازي مع تحركات عسكرية على الأرض، حيث سيطرت جبهة تحرير أزواد على عدة مدن استراتيجية في الشمال، وهو ما يهدد ليس فقط وحدة مالي، بل يفتح المجال أمام تمدد الفكر الانفصالي إلى جنوب الجزائر، خاصة وأن روابط الدم والقبيلة لا تزال حية بين طوارق الجزائر وطوارق أزواد.
الجزائر بدورها ليست غريبة عن هذه السيناريوهات، فقد سبق لها وأن اتهمت باريس بشكل صريح بمحاولة زرع الفتنة ودعم جماعات طوارقية في الجنوب الجزائري للمطالبة بالانفصال، وذلك ضمن مخطط فرنسي أوسع لضرب الاستقرار الداخلي وإضعاف الموقف الإقليمي للجزائر. ولم تكن هذه الاتهامات مجرد تصريحات إعلامية، بل تم استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر أكثر من مرة للاحتجاج على هذه الممارسات، ما يعكس درجة التوتر الحاصل بين البلدين.
التهديد يتعاظم في ظل هشاشة الوضع الأمني على الحدود الجزائريةالمالية، حيث تنشط جماعات مسلحة، بعضها ينتمي لتنظيمات إرهابية والبعض الآخر لحركات انفصالية، وهو ما يؤكد أن أمن الجزائر لم يعد مهددًا فقط من الخارج، بل من الداخل أيضًا، خاصة بعد رصد تحركات لما تسمى "حركة تحرير جنوب الجزائر"، وهي مجموعة مسلحة طائفية تدّعي تمثيل سكان الجنوب وتطالب بالحكم الذاتي أو الانفصال، ما يشير إلى أن بعض الأطراف قد بدأت فعلاً في محاولة استنساخ النموذج الأزواي داخل التراب الجزائري.
كل هذه المعطيات تدفع الجزائر إلى التحرك بشكل استباقي لاحتواء الخطر قبل تحوّله إلى تهديد فعلي لوحدة الدولة. ومن بين أهم الآليات التي يمكن للجزائر اعتمادها، إعادة تفعيل دبلوماسيتها النشطة والعودة إلى دور الوساطة الذي لعبته سنة 2015، حين نجحت في رعاية اتفاق السلام بين الحكومة المالية وحركات أزواد. هذا الدور ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى، إذ يُمكن أن تساهم الجزائر في جمع الأطراف المتنازعة مجددًا على طاولة الحوار، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وعلى رأسها التدخل الفرنسي الذي أضحى محط رفض من باماكو والجزائر في آن واحد.
إلى جانب ذلك، يجب على الجزائر أن تُكثف جهودها الأمنية على الحدود الجنوبية، عبر تعزيز تواجد الجيش والاستخبارات، ومراقبة تحركات الأفراد والتجارة غير المشروعة، إلى جانب دعم المجتمعات المحلية في الجنوب لخلق حاضنة وطنية تُفرغ أي دعوات انفصالية من محتواها.
كما ينبغي على الدولة أن تولي اهتمامًا أكبر بمطالب سكان الجنوب، سواء من حيث التنمية أو العدالة الاجتماعية، لتفويت الفرصة على كل من يسعى لاستغلال تلك المطالب لتغذية النزعة الانفصالية.
في ظل هذا الوضع المعقد، فإن الصراع في أزواد لن يُحلّ دون إرادة سياسية حقيقية من الحكومة المالية، كما صرّح بذلك رئيس جبهة تحرير أزواد بلال أغ الشريف، الذي أكد أن الحل النهائي ممكن إذا توفرت الرغبة الصادقة في الاعتراف بحقوق شعب أزواد. وهنا، يمكن للجزائر أن تلعب دورًا محوريًا في دفع هذا المسار نحو حل سياسي يُنهي دوامة العنف، ويُجنّب المنطقة الانفجار الشامل، مع ضمان أمنها القومي ووحدة أراضيها.
التحدي الآن أمام الجزائر هو قدرتها على الموازنة بين الدفاع الصارم عن حدودها وسيادتها، وبين لعب دور إيجابي في تحقيق السلام في الجوار. فالمخاطر القادمة من الجنوب لا يمكن مواجهتها بالقوة وحدها، بل بمنظومة متكاملة تجمع بين الأمن، التنمية، العدالة، والدبلوماسية، وهي الأدوات التي إن استُخدمت بذكاء، كفيلة بإجهاض أي مشروع خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد، مهما كان مصدره أو غايته.
الأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.