اعلان استقلال الطوارق وميلاد دولة «طرقية» في شمال مالي أدى الى اعلان حالة طوارئ في جنوبالجزائر ولكن التعاون بين الطوارق والجماعات القريبة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هو ما يثير القلق ليس في الجزائر وحدها بل في منطقة المغرب الاسلامي كلها. أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أكبر فصائل حركة تمرد الطوارق في مالي أمس استقلال أزواد شمال البلاد وفق ما صرح به متحدث باسمها لشبكة «فرانس 24» التلفزيونية الفرنسية وفي بيان نشر على موقعها الالكتروني. وقال موسى اغ الطاهر «نعلن رسميا استقلال ازواد اعتبارا من يوم الجمعة السادس من أفريل 2012» مؤكدا عزم الحركة على احترام الحدود مع الدول المحاذية. وأضاف المتحدث باسم حركة الوطارق قوله «لقد انهينا للتو معركة مهمة جدا هي معركة التحرير ستعيد ما ورد في بيان حركة تحرير أزواد الذي وقعه أمينها العام بلال أغ الشريف. ويذكر أن منطقة ازواد هي مهد الطوارق في مالي ولكن المجال الحيوي التقليدي للطوارق يخترق حدود دول عدة وهو ما جعل المتحدث باسم حركة تحرير ازواد يقول ان الحركة ستحترم الحدود مع الدول المحاذية. وتعني هذه الاشارة أن هذا الاستقلال محصور حاليا في دولة مالي التي تعاني من فوضى عارمة منذ أسبوعين على اثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس أمادو توماني توري. طوارئ في الجزائر وقد عزز الجيش الجزائري من تواجده على الحدود مع دولة مالي اثر اعلان استقلال ازواد وميلاد دولة جديدة على حدود الجزائر. ونقلت قناة «العربية» الفضائية عن مصادر جزائرية قولها انه تم تبعا لذلك اعلان حالة الطوارئ. كما نقلت القناة ذاتها عن مصدر أمني جزائري قوله ان الجزائر لا تعتبر اعلان استقلال دولة الازواد حدثا ما لم تتم الاجابة عن كثير من الأسئلة والشروط أولها طبيعة العلاقة مع تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر الجزائري قوله: يجب ان نعرف طبيعة هذه الدولة هل هي دولة القاعدة أم ماذا وعليهم ان ينصاعوا للمجتمع الدولي وعليهم الاستجابة لشروط اعلان الدول. ويعود جانب من حدة تصريح المصدر الجزائري على الأرجح لعدم حصول السلطات الجزائرية على معلومات تمكنها من تجديد مكان وجود القنصل الجزائري وعلام سايس وستة من معاونيه بعد اختطافهم أمس الأول من طرف مسلحين من جماعات قريبة من تنظيم القاعدة. وقد وصف متحدث باسم حركة الطوارق، عملية الاعتداء على القنصلية الجزائرية في غاو التي حررها مقاتلو الطوارق قبل ساعات فقط بالطعنة في الظهر. وفي تصريح نشرته صحيفة الوطن الجزائرية قال قائد الانقلابيين في العاصمة المالية باماكو آمادو سانوغو ان حكومة آمادو توماني توري هي المسؤولة عن التدهور الحالي في مالي موضحا ان الجزائر تبقى دولة صديقة وشقيقة لمالي وان خطر القاعدة يتهدد كل الدول وليس مالي والجزائر فقط.