كان الرئيس الايطالي في طريقه الى الولاياتالمتحدة عندما دكّ انفجار مبنى القوات الايطالية فيالناصرية... وهو ما يعني ان المقاومة العراقية تختار الهدف والمكان والتوقيت المناسب بالخصوص ليكون للعملية صداها الاعلامي والسياسي، العملية تتضمن رسالة تريد المقاومة ايالها الى المعني بالأمر بقطع النظر عن حجم الخسائر التي تحدثها... قبل أسابيع هاجمت المقاومة نزل الرشيد بينما كان رأس الافعى «وولفويتز» ينام في احدى غرفه... الامريكان قالوا وقتها ان التزامن ليس الا صدفة سعيدة حالفت المقاومة لان تحركات وولفويتز تتم في كنف السرية القصوى. وها هي المقاومة تضرب عسكر ايطاليا في الساعة التي خطى فيها الرئيس «نشامين» خطوته الأولى لمصافحة بوش... ليس هناك صدف سواء كان ذلك في الرشيد او في الناصرية هناك رسالة... والتوقيت يحمل العنوان. ايطاليا الشعب كانت ضد الحرب وعبرت عن ذلك بمسيرات ضخمة شارك فيها الملايين اما ايطاليا برلسكوني فقد كانت صدى لما يقوله بوش ورامسفيلد بل وذهب الحد بسلفيو الى حد سب حضارة الاسلام ثم عاد واعتذر وعاد وسب ولست ادري ان كان قد اعتذر عن اعتذاره... مثله مثل ازنار كانا يتسابقان للنفخ في النار... والآن ماذا يقول برلسكوني... فالكارثة الجماعية التي حلت بالجنود الايطاليين ستجعل ملايين المناهضين للحرب يعودون الى الشارع مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس بناء على توقعات وانما على بيت الاموات... وستطرح اسئلة عديدة... ماذا يفعل الايطاليون هناك... هل يصدقون انهم يشاركون في حرب تحرير...؟ هل حقا هم ذهبوا الى العراق لاعادة اعماره...؟ اذن لماذا هم في ثكنة؟ ولماذا انفجرت مخازن أسلحتهم فزادت في تمزيقهم... من يعمّر يرسل المهندسين والمعلمين والبنائين والاموال والاطباء... لا الجنود المدججين... هم يدافعون عن المحتل عن الولاياتالمتحدة والعراقي يعرف انهم هناك لمساعدة المحتل وتخفيف عنائه لا لتحرير العراقيين... هم جاؤوا طمعا في فتات يبقى بعد ان تشبع الشركات الامريكية... هم جاؤوا بعقلية نصرة المسيحي للمسيحي واليميني المحافظ لليميني المحافظ والمؤمن ب»الهيكل» مع المؤمن ب»الهيكل»... والرابط هو مدى العلاقة الحميمة لبرلسكوني باسرائيل وبالخصوص بشارون والجماعة الدينية... فهم يسمونه «صديقنا وصديق امريكا» وهو الذي يؤكد لشارون ان موقع اسرائيل هو في المجموعة الأوروبية وبرلسكوني هو من قال أن «مناهضة الصهيونية تعني معاداة السامية»... وقد نال اكثر من تكريم من المنظمات اليهودية سواء في الولاياتالمتحدة أو اسرائيل... الشعب الايطالي قريب جدا من العرب ومياه المتوسط بالمد والجزر الثقافي قربت بين الضفتين وبرزت عدة نقاط تقاطع وتشابه في عديد المجالات وحتى في السلوك والكلام باليدين والولع بالكرة... لكن... عندما يكون الجندي الايطالي في ارض غير ارضه محاربا بالوكالة ومتذيلا لمحتل وفي خدمة مصالح اسرائيل من المؤكد انه سيصلى نارا ومن الطبيعي ان تضع صناديق الاموات العائدة الى ايطاليا حدا للكذب على الرأي العام، الديمقراطية والتحرير واسلحة الدمار الشامل والمقابر الجماعية... فما أكثر المغفلين... والآن عندما ينادي المنادي «بلاصة للعراق... بلاصة للعراق» من يجرؤ على نجدة الولاياتالمتحدة... تركيا تراجعت... اليابان تراجعت ولن يبقى الا عسكر بوش... الى حين... أي مسافة تأمين الهروب من العراق... أمس حداد في ايطاليا... وفي العراق الحداد كل يوم...