ضبطت مصالح المراقبة الاقتصادية والصحية خلال النصف الاول من شهر رمضان أكثر من خمسة آلاف مخالفة لها صلة ب «الغش» و»الاحتكار» و»عدم اشهار الاسعار»، وهو رقم مرتفع ومخيف يعكس حقيقة ما عرفته أسواقنا من تلاعب ومزايدات منذ اول يوم في شهر الصيام حيث عمد بعض الباعة والتجار «المحترفون» و»غير المحترمين» الى الدس والمغالطة والكيل بمكيالين... فخلطوا اغث بالسمين ومزجوا السليم بالعليل وزلزلوا «الموازين» ورفّعوا الاسعار على نحو عجيب واخيرا اعتمدوا قاعدة «البيع المشروط» فربطوا بين «الطماطم» و»الفلفل» وبين «البصل» و»القرع وأقاموا صلات قربى وعلاقات مودّة بين مختلف المنتوجات برغم انه ما كان لها ان تلتقي أبدا الا في قواميس أمثال هؤلاء «البارعين» المبدعين «المبتكرين». والغريب ان اصحاب «هذا الصنيع» نسوا وربما تناسوا أنّهم في شهر فضيل يجب ان تختفي خلاله من حيث الاصل جميع المظاهر السلبية والسلوكات الهجينة المخالفة لأسس «الاستقامة» وحسن السيرة ونقاوة السريرة وصفاء النيّة، والتوجّه الى الدعاء و»طلب المغفرة» والانقطاع عن السيئات... وحسب علمي فإن هؤلاء «الغشاشين» قد خسروا وما ربحوا شيئا على الاطلاق(!) أضاعوا فروضهم الدينية الواجبة فأفطروا شهر الصيام وهم يظنّون أنهم صائمون بانقطاع عن الاكل والشراب فحسب(!) وذهب عنهم الاجر جرّاء ما اقترفوا من ذنوب وآثام في بيعهم المغشوش... وحتى أرباحهم «المادية الملموسة» تبقى محل «مضاربة وتخمين» لأن مصالح المراقبة واقفة بحزم للضرب على أيدي العابثين وتسليط العقوبات على مرتكبي المخالفات، من ذلك انه تم غلق ما يزيد عن 300 محل الى حدود يوم السبت الفارط... وهكذا فإن «الغشاشين» يفرّطون بيدهم اليمنى» المكاسب المالية التي غنموها بيدهم «اليسرى» زورا وبهتانا. والحال أنه كان بامكانهم ابقاؤها في دائرة «الحلال»وفي نطاق المعقول والقانون... فهلا استفاق هؤلاء من غفوتهم ونهضوا عن كبوتهم وعاشوا غانمين وفي راحة بال.