يبدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم التاسع عشر من الشهر الجاري زيارة رسمية لبريطانيا تستغرق ثلاثة أيام. وينتظره استقبالان مختلفان تماما عندما يزور العاصمة البريطانية. الأول هو الرسمي، إذ سيحتفي رئيس الوزراء، طوني بلير، بضيفه وصديقه، وسيرتب له لقاء مع الملكة اليزابيث الثانية. أما الاستقبال الأخر فهو الذي تعد له الهيئات الشعبية ممثلة في ائتلاف أوقفوا الحرب، والرابطة الإسلامية لبريطانيا، وحملة مناهضة الأسلحة النووية. وهذه الهيئات الثلاث هي التي نظمت اكبر مظاهرة مناوئة للحرب في تاريخ بريطانيا في شهر فيفري الماضي شارك فيها مليون شخص والتي تعتزم تجميع عشرات الآلاف من المتظاهرين بمناسبة زيارة بوش. وتبدأ نشاطات الاحتجاج يوم الأحد السادس عشر من الشهر الجاري بعرض لفيلم «ولد في الرابع من جويلية»، وهذا التاريخ هو يوم استقلال الولاياتالمتحدة، ويدور موضوعه حول حرب فيتنام من خلال سرد قصة أحد الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا فيها، واصبح جليس كرسي متحرك، وأحد نشطاء معارضة الحرب في فيتنام. وثمة مهرجان يحمل عنوان أوقفوا بوش سيقام يوم الثامن عشر من الشهر الجاري، ويشارك فيه الشاعر البريطاني الشهير هارولد بنتر، والوزير والنائب السابق توني بن، والنائب جورج غالويه، الذي فصله حزب العمال الحكم من الحزب بسبب معارضته للحرب. ويشهد يوم التاسع عشر من الشهر الجاري مجموعة من النشاطات منها موكب بديل لذلك الذي سيحظى به الرئيس الأمريكي يوم وصوله. وسيعرض فيلم بعنوان 11 سبتمبر الآخر، وهو عن الانقلاب الذي جرى عام 1973 في تشيلي بدعم من الولاياتالمتحدة، وجاء بالجنرال بنوشيه إلى الحكم. وفي مساء اليوم نفسه، ستقام أمسية شعرية وغنائية، يشارك فيها الشاعر العراقي سعدي يوسف. وابرز الاحتجاجات على زيارة الرئيس الأمريكي ستكون المظاهرة التي ستسير بعد ظهر يوم الخميس، العشرين من الشهر الجاري. وسيتجمع المتظاهرون في ساحة الطرف الأغر، حيث سينصب هناك تمثال لجورج بوش، ويتم إسقاطه. ويوم الحادي والعشرين ستنظم مظاهرة قرب السفارة الأمريكية للاحتجاج على احتجاز المئات في غوانتانمو، وعدم تمتعهم بحقوق قانونية وإنسانية. تجدر الإشارة إلى أن الترتيبات الأمنية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي قد أصبحت محل خلاف بين المعنيين في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، فقد أراد الجانب الأمريكي إغلاق شوارع منطقة كبيرة من العاصمة، بحيث لا يمكن للرئيس أن يرى المتظاهرين. وقد رفض الجانب البريطاني ذلك، معتبرا أن حماية أمن الرئيس هي مسؤوليته.