قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس ان الحرب الأمريكية الفاشلة في فيتنام قبل ثلاثة عقود مضت وفّرت دروسا يمكن ان تستفيد منها الولاياتالمتحدة في حربها بالعراق معترفا في الوقت نفسه بأن الحرب الاخيرة «صعبة وطويلة». وقد وصل الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الى فيتنام للمشاركة في قمة زعماء آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في زيارة أعادت الى الأذهان ذكريات مؤلمة عن الحرب الدامية التي شهدها ذلك البلد وخسرتها الولاياتالمتحدة قبل أكثر من ثلاثين عاما... وفي الوقت الذي يتعرض فيه الجنود الامريكان الى ضربات موجعة في العراق رفض البيت الابيض المقارنة بين الحرب السابقة في فيتنام والحالية في العراق. وبعد أيام من اعترافه بوجود تشابه بين الوضع في العراق وما جابهته القوات الامريكية في حرب فيتنام «واجه» الرئيس الامريكي جورج بوش أمس السؤال نفسه، أي حول ما اذا كان يمكن المقارنة بين الوضعين وذلك بعد محادثات مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد. * دروس فيتنام لكن بوش أجاب قائلا بأن أحد الدروس هي ان الولاياتالمتحدة تريد ان تحقق نجاحا فوريا في العالم، ومضيفا «إن المهمة في العراق ستأخذ وقتا». وبوش هو ثاني رئيس أمريكي يزور فيتنام بعد الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000 منذ عرضت شاشات التلفزيون في كافة أنحاء العالم صور المروحيات الامريكية تقلع من سايغون. ويتضمن جدول بوش زيارة الى مقر الحزب الشيوعي حيث سيمرّ بصور هوشي منه الذي يعتبر أبا فيتنام المعاصرة.. كما سيزور مركزا أمريكيا أقيم للبحث عن رفات الجنود الامريكيين الذين قتلوا أو فقدوا أثناء القتال في فيتنام. وصرّّح المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو أن «المثير للاهتمام هو ان الفيتناميين غير مهتمين بهذه المسألة» في اشارة الى الحرب في فيتنام». وأضاف انه في فيتنام «يوجد جيل من الشباب واقتصاد ديناميكي ولن تكون الزيارة للنظر في الماضي بل للنظر في المستقبل الى مجالات التعاون والاهتمام المشترك في ما يتعلق مع الفيتناميين». وقد شهدت العلاقات بين البلدين تحوّلا كاملا منذ عام 1975 وبذل بوش جهودا كبيرة لدفع الكونغرس الى اقرار مشروع قانون في وقت سابق من هذا الاسبوع لتطبيع العلاقات التجارية مع فيتنام. * مسألة وقت الا أنه لم يتم اقرار المشروع لأسباب اجرائية غير ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس طمأنت القادة الفيتناميين لدى وصولها هانوي بأن اقرار القانون هو مسألة وقت. الا ان المقارنات بين الحرب في فيتنام والحرب في العراق لا تزال ماثلة. وقال نغويين تران تانغ بينما كان ينتظر رؤية موكب البيت الابيض «بوش هو رئيس يذكرنا بالماضي لأنه هو ووالده يتصرفان بعدوانية على نحو ما». وأدانت هانوي بشدة الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وتنبأ العديد من المحاربين السابقين في فيتنام بأن تطول الحرب وان تتخللها حرب عصابات وخسائر فادحة في صفوف القوات الغازية. وبعد ثلاث سنوات لا يزال نحو 150 ألف جندي أمريكي في العراق الذي بدأ ينزلق الى حرب أهلية فيما يرتفع عدد القتلى بين الجنود الامريكيين من يوم الى آخر. وكان بوش قد أقرّّ بنفسه الشهر الماضي بأن تصاعد العنف في العراق يمكن ان يقارن بهجوم تيت عام 1968. الا ان المسؤولين الامريكيين حاولوا التقليل من هذه المقارنة، وصرّحت رايس للصحفيين أثناء توجهها الى هانوي «إن المقارنات التاريخية من هذا النوع ليست مفيدة مطلقا ولا اعتقد انها صحيحة».