«تهذيب» اللهجة، او استعمال المصطلحات العربية بدل العامية في المسلسلات التونسية، هي في نظر المخرج التلفزي حمادي عرافة أفضل بكثير من استعمال الفرنسية التي تعد غريبة عنا. ومثلت اللهجة في مسلسلي رمضان هذه السنة، سواء في «دروب المواجهة» لعبد القادر الجربي، أو «إخوة وزمان» لحمادي عرافة، اشكالا كبيرا قوبل بانتقادات عديدة من قبل النقاد وحتى المشاهدين. «الشروق» تحدثت الى المخرج حمادي عرافة، حول حدود التصرف في اللهجة... كما تناولت معه عددا من المواضيع بخصوص مسلسل «اخوة وزمان» فكان الحوار التالي: - الى أي حد يمكن التصرف في لغة أو لهجة الحوار بالنسبة للعمل الدرامي وخصوصا اذا كان تونسيا، موجها بدرجة اولى الى التونسيين؟ في نظري، التصرّف في الحوار ضروري، واستعمال اللغة العربية من حين لآخر، أكثر ضرورة... صحيح تبقى اللهجة المحلية هي وسيلة التخاطب الاولى ولكن هناك عبارات وحالات لا يمكن التعبير عنها بالعامية... فانت مثلا استعملت الان مفردات عربية كثيرة دون ان تشعر... العامية غير قادرة على التعبير في بعض الاحيان... وحسب رأيي واختياراتي الفنية بطبيعة الحال، لا يجب ان تكون لغة الحوار مغرقة في المحلية... وأنا شخصيا غير مستعد للكلام، أو استعمال اللغة الفرنسية كما هو الشأن في بعض الاعمال وهذا مبدئي... وعموما تبقى هذه القضية غير مقنعة في نظري، لأن المصريين والسوريين ذاتهم، لا يستعملون اللهجة المحلية مائة بالمائة في اعمالهم الدرامية... فالقاموس اللفظي السوري او المصري، ليس هو نفسه ما نراه في الاعمال الدرامية... وأنا بصراحة لست مستعدا لاستعمال حوار مثلما هو الشأن في مسلسل «العمة نور»: عربي... مصري... انقليزي... امريكي! - قبل الموافقة على انجاز او اخراج مسلسل «اخوة وزمان» تردّدت كثيرا... لماذا هذا التردد؟ وكيف تختار مشاريعك؟ صحيح ترددت كثيرا لما عرض علي سيناريو مسلسل «اخوة وزمان» ولكنني ترددت كذلك لما عرضوا علي سيناريو مسلسل «دروب المواجهة»... وفي النهاية كما ترى فضلت الاول على الثاني، لأني بصراحة لا أقبل عملا غير مقنع... فأنا أبحث دائما عن الاضافة، وعن عمل يثري مسيرتي الفنية. - وما هي مقاييس اختياراتك...؟ جودة العمل بطبيعة الحال... يجب ان تتوفر فيه المتعة... وعناصر الدراما... كما يجب ان يكون مقنعا في رسالته. - هناك اسماء تتكرر دائما في اعمال حمادي عرافة مثل الممثلة نادرة لملوم والممثل سمير العيادي والموسيقار حمادي بن عثمان لماذا هذا الاختيار؟ اولا الاسماء التي ذكرتها تتمتع بموهبة وكفاءة، وأنا بصراحة أفضل التعامل مثلا، مع حمادي بن عثمان لاني اقدره كثيرا واقدر موسيقاه... ثانيا نادرة لملوم عملت معي في مسلسل واحد و»اخوة وزمان» هو ثاني مسلسل لها معي... أما سمير العيادي، فلو كانت تربطني به علاقة شخصية لكنت منحته دور البطولة وليس اربعة أيام تصوير. خياراتي موضوعية وليست ذاتية كما يروّج البعض، فأنا مثلا لا أرى الممثل منصف لزعر في اي عمل من اعمالي، لأن اداءه لا يقنعني، ولو بقي الوحيد في الساحة الفنية فلن يكون له حضور في اعمالي...