القاهرة خاص «الشروق» : سباعي ابراهيم دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الإدارة الأمريكيةالجديدة التي ستبدأ ولايتها لأربع سنوات أخرى مع مطلع عام 2005 لإعادة النظر في بعض جوانب سياستها الخارجية التي أدت إلى خسارة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتأييد الرأي العام العالمي في تحركاتها. وأعرب موسى عن أمله أن تبني الولاياتالمتحدة سياسة جديدة فيما يتعلق بالوضع في العراق والأراضي الفلسطينيةالمحتلة لتعويض ما تم خسارته خلال السنوات الأربع الماضية مشيرا إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش تصب في اتجاه رؤية أمريكية جديدة للتعامل مع الأوضاع بالمنطقة. وأكد أن المصلحة المشتركة بين الجانبين العربي والأمريكي تحتم وجود علاقات إيجابية بينهما خلال السنوات الأربع القادمة وهذا لن يتحقق إلا بتحرك الجانبين لتقريب المواقف والمعالجة المتوازنة للصراع العربي الإسرائيلي. وقال موسى في لقائه السنوي بوسائل الإعلام المختلفة وحضرته «الشروق» ان عام 2005 سيكون عام ترقب وانتظار لما ستكون عليه السياسة الإسرائيلية والأمريكية فيما يتعلق بالقضايا العربية الجوهرية خاصة القضية الفلسطينية وأشار إلى أن بعض الدبلوماسيات العربية تقدمت بمحاولات لتشجيع إسرائيل عن التخلي عن سياساتها السلبية والخروج من النفق الذي وضعت إسرائيل نفسها فيه وحذر من التعامل بسذاجة مع الخطوات الإسرائيلية المتوقع الإقدام عليها في المرحلة القادمة حيث أن المطلوب خطوات كبيرة من جانب إسرائيل وليس مسكنات «اسبرينية» لأن المقابل في الجانب العربي سيكون خطوات كبيرة أيضا. وأوضح أنه إذا ظهرت خطوات إيجابية تعبر عن تغيير إيجابي نحو السلام في السياسة الإسرائيلية سيرحب بها الجانب العربي ومشيرا إلى أن موضوع الانسحاب من قطاع غزة خطوة تظل في إطار المسكنات «الاسبيرنية» على حد تعبيره. وقال إن الدعوة لاستئناف عملية السلام يجب ألا تكون لمجرد الجلوس على مائدة التفاوض بل يجب اتخاذ خطوات واضحة ومحددة مؤكدا أن الوقت الآن هو الوقت المناسب لإنهاء هذا الموضوع لكن يجب أن نتعرف على شكل التسوية وحل جميع المشاكل العالقة. وأشار موسى إلى أن المبادرة العربية للسلام مازالت قائمة وهي أساس أي تحرك قادم في التعامل العربي الإسرائيلي. وأكد على ضرورة وجود شبكة أمان عربي لدعم المواقف العربية في قضيتي فلسطين والعراق لأنه بدون هذه الشبكة سيكون أي حل لهما ناقصا إذا حدث ضغط أو إجبار خارجي لفرض حل معين يرفضه العرب والفلسطينيون. من جهة أخرى وردا على سؤال «الشروق» حول موقف الجامعة العربية من الوضع في العراق والدور الذي تلعبه في الفترة القادمة خاصة إزاء الانتخابات؟ أجاب موسى أن الجامعة العربية لم تتلق حتى الآن أي طلب رسمي عراقي للمشاركة في مراقبة الانتخابات القادمة ولكن وصلتنا آراء مختلفة من مختلف الأطراف مع وضد إجراء هذه الانتخابات في موعدها والجامعة تسعى لتتمكن من مراقبة هذه الانتخابات. وحذر موسى من تدهور الأوضاع في العراق حاليا مؤكدا أنه قد يسير إلى الأسوء موضحا أن العراق يحتاج إلى من يساعده للوقوف على قدميه ولا يحتاج إلى سياسات تزيد من انقسامه مشيرا إلى ضرورة اليقظة من وجود سياسات تؤدي إلى نزاع طائفي أو تسييس الدين ويجب على جميع الدول المعنية والمجاورة للعراق اتباع سياسات مرضية وبها شفافية. وأكد موسى أن الانتخابات العراقية ليست هدفا في حد ذاته أو أنها ستؤدي لإنهاء جميع الخروقات لأنها قد تؤدي إلى مشكلة أعمق موضحا إلى أنه يجب ألا تتم على أساس استبعاد أو تجنيب أطراف وحتى تكون ذات مصداقية يجب أن يشارك فيها الجميع معترفا بأن كل القوى بما في ذلك الولاياتالمتحدة تدرك أن الانتخابات ليست عصا سحرية ستنهي كل المشاكل.