لا تخفى دلالة الآية الكريمة أن الأتقى هو الأفضل عند الله لقوله تعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (سورة الحجرات 4913) وعن خباب بن الأرت قال: أتيت النبي ص وهو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة ولقد لقينا من المشركين شدة فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم او عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق بأثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت ما يخاف الا الله أو الذئب على غنمه. ومن فضل من ثبت على إيمانه على التآسي مع قوله سبحانه وتعالى: {ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمون الكاذبين} (سورة العنكبوت 29 / 13). وقوله عزّ وجلّ {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} (سورة البقرة 214/2)، وقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وأن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} (سورة آل عمران 681/3). فأعلمهم الله سبحانه وتعالى أن مبنى الدين على الصبر وأن من تجرد لإظهار دين الله استقبلته المحن في نفسه وماله وعرضه وأهله. من أروع ما قال الرسول ص: الحمد والشكر كل امر لا يُبدأ فيه بالحمد فهو اقطع **** ان اشكر الناس لله تبارك وتعالى اشكرهم للناس. **** من اولى معروفا فليذكرْه، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره. **** من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير. **** لا تعجلوا بحمد الناس ولا ذمّهم، فإن احدكم لا يدري بما يُختم له. **** التحدث بنعمة الله شكر. **** أفلا اكون عبدا شكورا. **** الحمد لله حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه غير مكفيّ ولا مستغنى عنه.