في عصر تعدد الفضائيات يجد الاطفال متعة حقيقية ولذة لا توصف في «القفز» من قناة الى أخرى بحثا عن افلام الحركة، والرعب وأفلام الخيال العلمي غير مكترثين لا بعلامات التحذير ولا علامات المنع. فأي تأثير يمكن ان تحمله هذه النوعية من الافلام على الطفل؟ تبيّن الكثير من الدراسات ان مشاهدة التلفزة لمدة طويلة تكسب الاطفال سلوكات غير مقبولة اجتماعيا. فما يتلقاه الطفل وراء الادمان على مشاهدة افلام الحركة وافلام الرعب واشرطة الخيال العلمي يرجع بالضرر على تكوينه وعلى شخصيته. اذ يقرّ الدكتور محمد دحمان (مختص في طب الاطفال) ان هذه النوعية من الافلام تروّج لبعض القيم التي تمس بشخصية الطفل في بداية تكوينها وتصبح تصرفاته يغلب عليها طابع العنف والتشنّج حتى مع اقرب الناس اليه (والداه) وهو ما نلاحظه حتى في حركاته وهي حركات سريعة غير هادئة (حركية اكثر من المعتاد) والاسوأ ان الادمان على مشاهدة هذه الافلام يؤثر بالسلب على تركيزه وهذا لا ينفي قيمة هذه الافلام من حيث قدرتها على تنمية خياله. الدكتور عطيل بينوس (اخصائي نفساني) يؤكد من جهته ان خطر التلفزة على الطفل يكمن في تحوله الى مجرد متقبل سلبي يتلقى المعلومة دون سعي الى القيام بمجهود. واذا لم تُتبع مشاهدة الفيلم بمناقشة وحوار ورأي نقدي فإن التأثير السلبي سيكون حاصلا. ويضيف د.ع.ب: «المشكل الآخر يكمن في الفهم والتفسير الخاطئ لمحتوى الافلام فعلى شاكلة البطل قد تصبح كل الاعمال مشروعة والافعال بسيطة بالنسبة له بما في ذلك عمليات القتل والعنف لعدم تمييزه بين الواقع والخيال». **لا بديل الا الكتاب هذا التناقض الصارخ بين الواقع والخيال وامام ما تفرضه الافلام من حقائق مفروضة تقتل في الطفل ملكة التخيير والتفكير يدعو الاطباء الى تعويد الطفل على قراءة الكتاب والقصة بصفة خاصة فهي وحدها التي تغرس وتنمي فيه الخيال بعيدا عن كل مؤثرات الاخراج السينمائي. الى هذا فالأولياء مدعوون الى عدم تعويد الاطفال بالبقاء امام جهاز التلفزة لمدة طويلة والتنويع في انشطته الترفيهية وممارسة الألعاب الرياضية. الأهم من كل هذا وجب الحرص على مراقبة ما يشاهده الاطفال واختيار البرامج المناسبة بما يتماشى مع خصوصية تركيبتهم العمرية.