ما نشاهده في فضائياتنا العربية من برامج تلفزية ومسلسلات وأشرطة سينمائية تحوّل جلّه الى «أسلحة فتاكة» تخرب وتدمر كل شيئ حتى الروابط العائلية... فهل أصبح من الضروري اليوم أن نتسلح بنظرة نقدية لكل ما يعرض علينا حتى نستفيد من الجيد منه ونتلافى كل ما يمكن أن يهددنا؟فليس كل ما تبثه علينا القنوات العربية مفيدا بالضرورة بل له انعكاساته السلبية أيضا على الاسرة (رجالا ونساء وأطفالا). ويبدو أننا في حاجة الى التعامل مع هذه البرامج الفضائية وخاصة المسلسلات والاشرطة التلفزية والسينمائية والاغاني المصورة بنظرة تحمل مقدارا كبيرا من النقد خاصة وأن محتواها يقدم نماذج وصورا مغلوطة لا وجود لها في الواقع. والاشكال يكمن في نظر الدكتور عماد رقيق الاخصائي في الامراض النفسية والعصبية في ذلك الانجراف الاعمى للنسوة خاصة بغية التقليد والتأثر بمحتوى ومضامين البرامج وهو تأثر غالبا ما يدفعهم الى الهروب عن الواقع. وبعض الزوجات يسقطن في فخ مقارنة وضعهن بأوضاع نموذجية أخرى وقد تجد ملاذا للخروج عن الواقع والعيش في عالم من الاوهام كأن تحلم بزوج غني رومانسي وتظل في انتظار هذا الزواج الى أن تسقط في العنوسة. ويؤكد الدكتور ع.ز ان هذه البرامج التلفزية التي تسعى الى شد المشاهد قصد تحقيق الربح المادي محتوياتها ذات تأثير سلبي على الاطفال والشباب المراهقين فكل منهم في هذه الفترة الحساسة من عمره مهووس بحب التميز والظهور وجلب اهتمام الغير وقد يجد في أبطال أشرطة السينما والمسلسلات ما يؤثر عليه ويجعله يندفع الى تقليد هؤلاء الابطال في تصرفاتهم ولباسهم وطرق عيشهم وأسلوبهم في الحياة بشكل عام. ** قتل للحوار الدكتور عطيل بينوس يحذر من جهته من التأثيرات السلبية لبرامج الفضائيات يقول: «من ناحية الادمان على مشاهدة الافلام وغيرها من البرامج هي طريقة للهروب، هروب أحد الاطراف سواء كان الزوج أو الزوجة من المشاكل وهذا الاسلوب يقتل لغة الحوار بينهما. من ناحية أخرى فإن هذه الفئة التي تتأثر بالتلفزة وتحاول استنباط نماذج وأمثلة من أبطال الافلام هي فئة تتميز بضعف الشخصية وسرعة التأثر الى حد أنها تتخذ من ثقة الشريط منهجا أو نموذجا تحاول اتباعه أو تطبيقه على الواقع الذي غالبا ما يكون مختلفا تماما عن الحياة التي ترسمها وتصورها برامج الفضائيات ولهذا فإن مشاهدتها يجب أن تترافق بنظرات نقدية. ولكن هل بإمكان كل مشاهد ان يكون لديه الزاد المعرفي الذي يكفل له التعامل مع هذه البرامج وفق رؤية نقدية وتلك مسألة أخرى.