رغم عمليات التحسيس المتواصلة ومنذ سنوات عديدة ظلّ الموت بثاني أكسيد «الكربون» مسجلا حضوره ببلادنا كلما حلّ فصل الشتاء هذا باستثناء حالات الإغماء والغيبوبة الطويلة. وذكر الدكتور محمد الفاضل غويل مدير المصلحة الوطنية للإسعاف ومتطوّع بمركز الإسعاف الطبي بمنفلوري أن عدد الاحالات التي تصل الى المركز ليلا تصل الى حدود 20 شخصا. ولاحظ أنه في عديد الحالات تصل الى مركز الاسعاف الطبي عائلة كاملة وأحيانا أخرى مجموعة من الطلبة بالمبيتات الجامعية الخاصة سواء إناثا أو ذكورا. وقال أن: «الزنزانة والاختناق بغاز السخان أو وسيلة التدفئة هي الأسباب الرئيسية للإختناق والموت». وأضاف أن انعدام التهوئة أثناء استعمال هذه الوسائل هو السبب الذي يضاعف الكارثة ويؤدي الى الموت لأن المواطن يخشى البرد فيغلق كل المنافذ وإن كانت صغيرة لهدف البحث عن الدفء لكنه لا يعرف أن قليلا من البرد يحول دونه ودون الموت المحقق. وأشار في نفس السياق إلى أن الحالات الوافدة على مركز الاستعجالي طالبة الإسعاف تنتمي لجميع الشرائح المثقفة وغيرها وهو ما يفترض عدم نجاح وسائل التوعية والتحسيس بالصفة الكافية في تحذير المواطنين من خطورة تسرّب الغاز. وأفاد الدكتور أن الإصابة بالتسمّم بثاني أكسيد الكربون تمرّ بمراحل حيث تبدأ بالصداع الخفيف فالصداع الشديد الى أن تصل الى القصور عن الحركة والإغماء فالدخول في غيبوبة والإصابة بنوع من الجلطة القلبية ثمّ الموت. واعتبر الدكتور أن الوقاية من مخاطر الغاز تكمن فقط في تهوئة المكان وصيانة المعدات للتأكد من عدم تسرّبه. وفي حالة الإصابة لا بدّ من الإسراع إلى فتح النوافذ لاستنشاق الأكسجين وفي الحالات المتقدمة يستوجب إعلام الإسعاف لنقله مباشرة الى المستشفى والتمتع بالأكسجين عبر أجهزته الخاصة. وختم بأن أكثر الحالات تأتي إلى الاستعجالي في مراحل متقدمة جدا.