يمثل الغاز بمختلف أنواعه ضرورة في حياتنا اليومية لا يمكن الاستغناء عنها لكن ماذا لو تحولت هذه الضرورة الى خطورة خاصة على ضوء الحوادث التي أصبحت يومية لأسباب عديدة ومتنوعة ومن هنا يبقى السؤال المطروح ماهي أسباب تسرّب الغاز وحدوث التسممات وكيف يتحوّل العصفور ذلك الطائر الرفراف الى فتيل يتسبب في حدوث إنفجارات وحرائق خطيرة توجهنا بالسؤال الى الدكتور المولدي عمامو مدير مركز الانعاش والطب الاستعجالي بمستشفى مونفلوري فأفادنا بأن حوادث الغاز أصبحت تمثل خطرا كبيرا ويزداد هذا الخطر خاصة خلال الموسم الشتوي بحكم الاعتماد على وسائل التدفئة المختلفة. معدل 90 حالة شهريا حول عدد الحالات الوافدة على المستشفى يقول الدكتور المولدي عمامو أنه في اليوم يستقبل المستشفى قرابة 3 حالات أي معدل 90 حالة في الشهر وهذا العدد في إرتفاع متواصل وحول مصادر التسمم فقد إعتبرها محدثنا مختلفة منها الزنزانة و «الكانون» أو نتيجة تسرب الغاز وحول أغلب الحالات المسجلة فقد أشار محدثنا الى كونها من الطلبة وذلك بسبب لجوء هذه الفئة الى تأجير شقق (ستوديو) والتي عادة ما تغيب الصيانة في مثل هذه الفضاءات. نتائج وخيمة حول نتائج حدوث التسمم يشير الدكتور المولدي عمامو الى أنه من الاحتمال الدخول في غيبوبة مطولة عند التسمم بالغاز والإصابة بالشلل بالاضافة الى فقدان الذاكرة والصرع وإصابة خلايا المخ وأيضا عدم التمييز بين الألوان وحول السبب في عدم القدرة على التمييز فيفسر الدكتور المولدي عمامو هذه الحالة بإحتراق خلية الذاكرة. الطيور وراء حوادث الغاز حول إمكانية تسبب الطيور في حوادث الغاز فيقول محدثنا أنه توجد حالات لحوادث مسجلة من هذا النوع وهي نتيجة تعشيش العصافير داخل «الشاروق» وبالتالي حصول إنسداد على مستوى فتحة الشاروق وهو ما يتسبب في أغلب الحالات في حدوث إنفجار وهنا ينصح الدكتور المولدي عمامو الى ضرورة تفقد هذه الفتحة قبل دخول كل موسم شتوي وترك الشاروق مفتوحا أما عن كيفية حدوث التسمم بالغاز فيشير الدكتور المولدي عمامو الى ضرورة التمييز هنا في عملية حدوث التسمم والتي تحصل نتيجة تسرب الطاقة أثناء عملية إحتراق المواد العضوية والعملية الكيميائية بالتالي خروج الأوكسيجين وفواضل ثاني أوكسيد الكربون ومن هنا تعويض ثاني أوكسيد الكربون الأوكسيجين ويحدث التسمم. وحول حصيلة الحوادث المسجلة خلال الموسم الشتوي يشير الدكتور المولدي عمامو الى إرتفاعها خاصة خلال هذه الفترة بالذات وذلك لأسباب عديدة أهمها ما يتعلق بسوء الاستخدام وعدم تنفيذ الصيانة الدورية والممارسات غير الآمنة وينصح الدكتور المولدي عمامو خاصة بتركيب السخان خارج المطبخ. 20 ٪ من الاطفال متضررون حسب آخر إحصائيات قام بها مستشفى الاطفال بتونس فإن نسبة التسمم بلغت عند الاطفال 47 ٪ منها 39 ٪ كانت نتيجة تسمم عن طريق تناول الأدوية المهملة داخل المنزل والبقية نتيجة حالات إختناق بالغاز أما بالنسبة لمستشفى الحروق البليغة فأشارت مصادرنا الى أن نسبة 20 ٪ من الحالات الوافدة على المستشفى هم من الاطفال وتعد حوادث الغاز حسب آخر الاحصائيات أخطر الحوادث التي يتعرض لها الطفل إثر الاختناق بإستنشاق الغاز أما عن كيفية التصرف عند حدوث مثل هذه الاخطار فينصح الدكتور المولدي عمامو بضرورة إخلاء المكان والتهوئة اللازمة وإطفاء مصادر الاستقبال. إجراءات وقائية للوقاية من حوادث الغاز ينصح الدكتور المولدي عمامو بضرورة الامتناع عن تركيب السخان داخل المطبخ وبالقرب من مصادر الحرارة مع الحرص على التركيب الذي يجب أن يستجيب لقواعد السلامة الفنية مع الصيانة الدائمة والتفقد المستمر لكل جهاز يعمل بالغاز ومراقبة قارورة الغاز والأنبوب الناقل والتأكد من عدم وجود تسرب للغاز وذلك عن طريق القيام بإختبار من خلال إستعمال محلول الماء والصابون عند إختبار إسطوانة الغاز لا إستعمال أعواد الثقاب. يبقى التوخي والحذر ضرورة ملحة لتجنب حدوث أي ضرر نتيجة تسرب الغاز الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياتنا