«لقي عروسان مصرعهما خنقا بالغاز». «العثور على شاب فارق الحياة بسبب اختناق بالغاز». تتصدّر هذه الأخبار يوميا أعمدة الصحف ويصل عدد ضحايا حوادث الاختناق التي تسبّبه وسائل التدفئة الحديثة مثل المدافئ التي تعمل بالغاز والوقود والتقليدية مثل الكانون وغيره حوالي ال 300 مصاب كل عام في تونس العاصمة لوحدها دون اعتبار لحالات الوفاة. هذا ما يكشف عنه الدكتور المولدي عمامو مدير مركز الاسعاف الطبي الاستعجالي والانعاش (C.A.M.U.) لجريدة الشروق فما هي الأسباب التي تؤدي الى حدوث هذه الكوارث؟ وهل صحيح أن الحوادث كما يعتقد البعض تعود لعشوائية بعض المساكن التي تكون ضيّقة «وحماماتها» محدودة المساحة وغير مزوّدة بالتهوئة؟ وكيف نتفادى حوادث الاختناق والتسمّم وما تخلفه من مصائب وخسائر؟ تدفع برودة الطقس الى استعمال مختلف وسائل التدفئة ويشير السيد مولدي عمامو الى أن أثقل حصيلة تسجل في الفترة الممتدّة بين شهري ديسمبر وجانفي ويقدّر عدد المصابين في تونس العاصمة بحوالي 300 مصاب سنويّا دون اعتبار لحالات الوفاة التي قد تنجم عن الاختناق والسبب الرئيسي لحالات الاختناق الغازات المحروقة وبالأخص أوّل أوكسيد الكاربون ويتكوّن عندما يكون هناك نقص في الأوكسيجين في الغرفة التي يتمّ فيها استعمال الجهاز ويمكن أن ينشأ عن طريق الفحم وينتج عنه غاز أوّل أوكسيد الكاربون القاتل. وينفي مدير مركز الاسعاف الطبي الاستعجالي ما يتردّد حول دور بعض المساكن التي تكون محدودة المساحة وحماماتها ضيقة في حصول هذه التسممات او الاختناقات. ويوضح أن أهم عوارض الاصابة أو الاختناق تظهر في صداع على مستوى الرأس ورنين على مستوى الأذن او ما يُعبر عنه ب «زنزانة» وفقدان التوازن والاتجاه ومن ثمّة فقدان الوعي والاغماء والصّرع وقد تُسبب في أخطر الحالات في الشلل او الموت، ودقيقة واحدة زمن كافية ليلفظ المصاب أنفاسه في حال تسرّب الغاز في غرفة غير مزوّدة بالتهوئة ولتفادي هذه الفواجع والكوارث ينصح الدكتور المولدي عمامو بتوفير التهوئة ووجوب صرف هذه الغازات عن طريق قنوات تسمح بذلك وتجنّب وضع جهاز تسخين الماء في بيت الحمام أو في المطبخ وفيما يتعلّق بجهاز التدفئة بالغاز فإنه يفضّل أن تتم عملية اشعاله خارج الغرفة وأن لا تتم عمليّة إدخاله الا بعد فترة وجيزةوملازمة الحذر عند الدخول للاستحمام. وبمثل هذه الاجراءات لا تتحول وسائل التدفئة من نعمة الى نقمة ولا يكلّفنا بالتالي البرد ثمنا باهظا.