تونس «الشروق» افتتحت بعد ظهر امس بالعاصمة فعاليات الدورة 22 لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقد تميّزت الجلسة الاولى بكلمة رئيس الدولة التي القاها نيابة عنه وزير الداخلية والتنمية المحلية.وسيبحث وزراء الداخلية العرب وعلى مدى يومين، جملة من الاستراتيجيات الامنية العربية المتعلقة بمكافحة الارهاب، او لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية او المتعلقة بالسلامة المرورية، او الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب. كما ينظر المشاركون ايضا في مشروع الاتفاقية لمكافحة الفساد والذي يتم في اطار التعاون بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب. وقد طغت مسألة الارهاب على كلمات رؤساء الوفود خلال الجلسة الاولى فقد اكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب على أهمية الامان في حياة المواطن العربي وعلى شمولية الامن العربي باعتباره كل لا يتجزأ. أما السيد محمد بن علي كومان، الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب فأشار الى تزايد حجم المهام والمسؤوليات التي تتحملها وزارات الداخلية في البلدان العربية في ضوء الأحداث والتطوّرات التي يشهدها العالم، معربا عن يقينه بأن هذه الدورة ستسهم في تعزيز المسيرة الامنية العربية. وعبّر السيد حبيب العادلي وزير الداخلية المصري ورئيس الدورة عن خشيته من ان تصبح مسارات النضال الوطني المشروع في مأزق حقيقي امام ما اسماه استثمار لا اخلاقي لمجريات الاحداث بعد ان نال الارهاب من استقرار دول وشعوب وأضر بمصالحها. وأوصى رئيس الدورة بمتابعة ورصد المتغيّرات الحادثة في طبيعة وأساليب النشاط الارهابي وحركة عناصره ومجموعاته وبتطوير الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب وعبّر عن رفضه ازدواجية المعايير في مجال مكافحة الارهاب او ربط الارهاب بدين او بثقافة معيّنة. اما وزير الداخلية العراقي فلح حسن النقيب، فقال انه سيقدّم مشروع قرار يتمنى ان يتبناه المجلس ويدين فيه ما اسماه بالعمليات الارهابية التي تستهدف قوات الشرطة قائلا ان تلك العمليات اودت بحياة اكثر من الف و300 رجل شرطة عراقي خلال سنة ونصف. ومن جانبه قال اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري ان التنسيق الامني بين البلدان العربية يمثل لبنة اساسية في بناء التضامن العربي الذي كانت بلاده تدعو اليه وحذّر الوزير السوري من فرط العقد العربي الذي يشكّل المدخل الاساسي للارهاب، سواء ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل او الارهاب الذي تمارسه الفئات الضالة. وألمح الوزير الى ما يحدث من خلط في مفهومي المقاومة الوطنية المشروعة والارهاب، قائلا ان الاختلاط في المفاهيم يحول دون هدف القضاء على الارهاب لأن شبكة الارهاب تتشابك مع شبكة المقاومة عند البعض مشددا على ضرورة الفصل بين مفهومي الارهاب والمقاومة. اما السيد حكم بلعاوي وزير الداخلية في السلطة الوطنية الفلسطينية فقد تحدّث امام نظرائه وزراء الداخلية العرب عن العدوان الاسرائيلي المتصاعد والمستمر، مشيرا الى الصمود الفلسطيني المستمد من امال وطموحات الشعب الفلسطيني ووصايا شهيده الرئيس ياسر عرفات. وشدد بلعاوي على انه من واقع الصعوبات التي يحياها الشعب الفلسطيني ونتيجة لما جسّده الاحتلال خلال الاعوام السابقة من تدمير لأدوات السلطة، يمدّ الفلسطينيون ايديهم للعرب والعالم من اجل ان يكونوا عنصرا فاعلا في ترسيخ الامن والسلام والاستقرار الشامل للجميع.