بعد الفشل الأخير على مستوى الأندية كان لابد ان ننتظر رجة نفسية لتجاوز مخلفات العثرات السابقة والمنتخب كان على موعد مع هذه الفرصة وواجه منتخب جنوب افريقيا الذي يعتبر من أفضل المنتخبات الافريقية ولذلك كانت المهمة تبدو صعبة خاصة انها تزامنت مع عديد اغيابات جراء الاصابات (الطرابلسي بن عاشور الجعايدي النفطي الميساوي) وغيرهم. ولكن زملاء الجزيري أكدوا ان الزاد المعنوي كفيل وقادر أن يرفع الرأس مجددا. اختبار جنوب افريقيا كان الأخير من نوعه قبل النهائيات الافريقية أو على الأقل هذا ما تؤكده المواعيد الدولية القادمة لأنه لا وجود لأي يوم «فيفا» قبل شهر جانفي القادم. عندما يتنازل لومار حسب التشكيلة التي واجهت جنوب افريقيا والرسم التكتيكي بدا واضحا ان المدرب الوطني قد تفطن أخيرا ان تونس ليست فرنسا وان لاعبينا ليسوا هنري وتريزيغاي وزيدان غيرهم وان الرسم الذي قرر اعتماده منذ قدومه الى تونس بل حتى قبل ذلك ليس بالضرورة الرسم الامثل وليس هو المناسب حسب مؤهلات اللاعبين وقدراتهم الفنية والبدنية التكتيكية ولذلك تخلى المدرب على طريقته الشهيرة (4/2/3/1) وعاد الى (4/3/1/2) او (4/4/2) الكلاسيكية ويبدو ان المدرب اقتنع منذ اللقاء السابق عندما تخلى عن طريقته القديمة خلال الشوط الثاني من ذلك اللقاء. المهم الآن ان أداء المنتخب تحسن كثيرا وان تمركز اللاعبين أصبح أفضل وان النجاعة حضرت على عكس اللقاءات السابقة والخطوط كانت قريبة من بعضها البعض على عكس اللقاءات السابقة ايضا ولم يتمكن المنافس من خلق فرص باستثناء التصويب من بعيد. ثلاثي ممتاز رغم ان نجاح المنتخب كان جماعيا وهذا ما يؤكد عليه المدرب الوطني دائما بالنظر الى افتقارنا الى نجوم كبار فإن بعض اللاعبين برزوا بصفة خاصة مثل عادل الشاذلي العاطل عن النشاط في فريقه «سوشو» والذي كان أفضل عنصر تقريبا في اللقاءات الاخيرة وخاصة لقاء جنوب افريقيا (والجدير بالملاحظة بالنسبة الى هذا اللاعب هو انه متكامل فالجميع يتذكر انه كان مهاجما وسبق له ان لعب في صفوف المنتخب وسجل الاهداف وعاد في الفترة الاخيرة الى وسط الميدان ولعب كوسط ميدان دفاعي ثم بعد ان تغيب سليم بن عاشور تقدم وأصبح لاعب وسط ميدان ههجومي وقد أظهر براعة في هذا المجال). كما برز زياد الجزيري الذي جنبه المدرب اللعب في الرواق وقرّبه من مرمى المنافس والمعروف ان نقطة قوة هذا اللاعب تتمثل في خصاله البدنية مثل السرعة والقدرة على وضع المنافس في وضعية حرجة جدا. أما اذا لعب بعيدا عن مناطق جزاء المنافس فإنه يصاب بالارهاق بعد قطع أكثرمن 40 مترا في كل محاولة هجومية. الآن تراجع لومار وعول عليه كمهاجم ثابت وكان أفضل لاعب على الميدان، وكان وراء كل المحاولات سواء بالتمرير او التصويب. اللاعب الثالث الذي جلب الانتباه هو رياض البوعزيزي الذي قدم مردودا جيدا وعطاء غزيرا وبدا واضحا انه تحسن كثيرا بعد تحوله الى أوروبا وبالاضافة الى قدرة هذا اللاعب على استعادة الكرة وتضييق الخناق على المنافس فقد أصبحت له قدرة كببيرة على مد يد المساعدة في الخط الامامي. أصغر محور في الفترة الاخيرة بدا المدرب روجي لومار مهتما بالثنائي كريم السعيدي وكريم حقي وأكد في كل المناسبات السابقة ان هذا الثنائي ينتظره مستقبل باسم وأصبح يفضله على كل أصحاب الخبرة وفي لقاء جنوب افريقيا كان السعيدي الى جانب بدرة وكريم حقي من الجهة اليمنى بعد تعويض الزعلاني لبدرة عاد حقي الى محور الدفاع لينشط الى جانب السعيدي وقد مثلا أصغر محور دفاع في تاريخ كرة القدم التونسية لأنهما لم يتجاوز لعشرين وكانا في الموسم الفارط محور دفاع منتخب الأواسط. غيابات بالجملة في جنوب افريقيا المنتخب الوطني قدم مردودا جيدا بالمقارنة مع المقابلات السابقة وعرف تحسنا على مستوى التمركز والاندفاع والنجاعة ولكن هناك ملاحظة لابد منها وهي ان منتخب جنوب افريقيا سجل عديد الغيابات نذكر منها : كوينتين فورتين (مانشستر يونايتد) ستيفن بيونر (أجاكس أمستردام) بارتليت (شارلتون) مارك فيش (شارلتون) طرفة من اللقاء ضمن تشكيلة المنتخب التي واجهت جنوب افريقيا حضر اللاعب السابق للافريقي خالد السعيدي وهذا ما يؤكد ورقة التشكيلة التي توزعها لجنة الحي الوطني وكذلك المذيع الذي كان يطلب من الجماهير التشجيع طوال اللقاء والذي قدم تشكيلة المنتخب قبل انطلاق اللقاء وأكد أن خالد السعيدي في التشكيلة الأساسية والمقصود هو كريم السعيدي طبعا. دقائق ساخنة دق4 : كرة بين عادل الشاذلي والجزيري وهذا الاخير يوزع على طبق لبراهم لكن الدفاع يتدخل في اخر لحظة. دق18 : كلايتون يسدد من بعيد والحارس يضع الكرة في الركنية بصعوبة. دق29 : ماكارتي يسدد بقوة لكن بجانب المرمى. دق31 : اضطراب في دفاع جنوب افريقيا الجزيري يمرر للبوعزيزي والدفاع يتصدى له بطريقة غير شرعية لكن الحكم يطلب مواصلة اللعب. دق38 : ماكارتي يصوب بقوة وبومنيجل يتدخل. دق42 : عمل ممتاز من الجزيري الذي مهد لبراهم وهذا الأخير يسجل الهدف الاول. دق56 : كريم حقي يصوب بقوة بعد مخالفة ولكن الكرة على العارضة. دق62 : كريم حقي يوزع من الجهة اليمنى وناجح براهم يصعد فوق الجميع لكن أحد المدافعين يتدخل مرة أخرى بطريقة غير شرعية والحكم يطلب مواصلة اللعب مرة أخرى. دق64 : الجزيري يفاجئ المدافع والحارس معا وسدد بطريقة فيها الكثير من الدهاء لكن بجانب المرمى. دق77 : كرة مرتدة من الدفاع والزيتوني يصوب بجانب المرمى. دق88 : على بعد حوالي مترا أنيس العياري يستفيد من كرة مرتدة ويصوب بقوة ويسجل الهدف الثاني الذي كان رائعا.