هجم الموت سهوا فما كان ذاك... فجر التسليم... ولا رهان الفناء... قد أقسم الموت... في... ما مضى... أن لا يقترب.. من أنفاس... فكّت رموز البقاء... ومن ثغر... فتل خلد الوعد... وما تثاءب... كالماء الذي... يغادر البدن.. رحلت لكنّنا.. سنتابع غيابك.. في أخاديد الوطن... وتجاعيد الحلم مأساتنا... حضن تصقّع قبل أن ننام.. ونحلم ومأساتك... أن وسط الحلم... وخارج... بطن الأرض الحمراء... أيقظوك.. ورفعوك... رفعتك غيرة السماء... وفلسطين... طفل يتهجّى... اسم أبيه... وسنة الوصية مزّقت السماء... لحاف الصمت... وصاحت... لا وقت للوراء... رحل أبو الصهيل... وترك.. جياد الخلاص... كأفران بوح فاغسلوا... بحلم أبي عمّار النزيف... والغبار.. الليل... والنهار وفي نجع الفاجعة ألف ياسر.. ازرعوا فحبّة الأرض الواحد... هي ألف نطفة بقاء... كقارب صيد... في الصباح رحلت رحلت.. يا حبّا... اخترق القلوب... ولم تخترقه السنون إنّا كأشرعة القوارب سنلوح... وسنغري... عشاق الحرية... وفدائي الأرض قد اقترب المساء... ولا عود أو وعد... قبل العودة بلا موعد... ولا دعوة بعيدا عن الشواطىء وفي غفلة من ريح المرافىء... تعرّت اليابسة وكقوس كبرياء بين الشهداء... تمدّد أبو عمار.. تمدّد.. والأرض.. تتحسّس وجوده فيها... كنبتة المواسم.. فالحمل صادق... والوضع.. قريب.. قريب يا ابن المرافىء... من حقّ جسمك.. أن يختلي في الأرض... بالأرض ومن حقّ روحك... أن تختلي في السماء.. بالسماء ومن حقّك علينا.. شدو الأسئلة المحظورة كالتطامات البحر وسوق سفن الأبجديات إلى أحرف فلسطين كأسطول حرب... على خونة التاريخ يهجم... على الشاطىء.. في ذاك الصباح... تهاوى.. قصر طفل يتيم... أكان مصير البيت والحلم واحد؟ خنق الطفل بين يديه... رطوبة الرمل... وتحجّر الحلم تراجعت دموعه.. وتدفّقت رجولته... مسرعة.. مسرعة... فلا وقت لانتظار العمر وترجّل الطفل اليتيم براءته.. ليسألني... عن نخلة المتنبّي... وعن زيتونة أبي عمار أجبت أن الوردة... لا تنهشها وحشة الليل... وأنّ العطر... لا يخنقه.. خريف الجلد... وأنّ الفرح المحرّم... شمس.. لا تُسجن... وفي ذاك اليوم.. وعند المساء... أرملة ترقّم... ضفائر القريبات والجارات.. امرأة... تعوّدت زيجة الفقد... لكنّها.. ماصدقت ارتعشت أناملها وتلوّى معصماها كروح تأبى ا لرحيل... وتوأمها.. حطّ الرحال فتثلّج صقيع أنثاها.. واشتعل صبرها... لتخيط خيمة البقاء فوق ركام الحلم ووسط غبار البقاء ستورق الأرض... وسينبت الطريق وسيأكل.. كلّ من... تحت الأرض.. اختار الحياة كأول قبلة.. سأحمل وعد القدس... ورحيل الحبّ... قبل العرس وبشال العشق كأول حورية للأرض سأتوّج خصر الإباء وأرقص... وأراقص... كلّ شبان الكرامة... من صفد... إلى النقب... فنم أبا عمّار... لن ننام... وبين الرموش.. كحل الوصية نم.. فقبور الشهداء... كثقوب الناي... ستجرف كلّ الأنامل اليابسة.