يرى بعض التونسيين في تتالي الاعياد والمناسبات المتسبب الرئيسي في ارهاق الميزانية بمصاريف قد تبدو غير ضرورية، فهل ان التونسي أصبح يضجر بالفعل منها؟ بمعنى آخر هل تمثل هذه الاعياد والمناسبات كدرا حقيقيا له؟ يعتبر السيد احمد البديري وهو أب لأربعة أطفال : «أن المشكل يكمن في كثرة عدد الاعياد وتتاليها فمن شهر رمان الى عيد الفطر ورأس السنة الادارية وعيد الاضحى وقبل كل هذا مصاريف العودة المدرسية ليبقى الضحية الوحيد هو صاحب العائلة المطالب بتوفير مبلغ الكراء لتسديد الآدءات وآخر لمصاريف العلاج، مما يجعلنا نضطر الى الاقتراض في بعض المناسبات (عيد الاضحى خاصة) لتحقيق نوع من التوازن في الميزانية». السيد ونّاس اليوسفي صاحب أسرة وأب لطفلين تتحول عنده ظاهرة تتالي الاعياد والمناسبات الى معضلة حقيقية حيث يقول : «أقسم لك ان مصروفي اليومي في حدود دينارا وحتى وإن أعزم في بعض الاحيان على الضغط على المصاريف فإن مقدم عيد او مناسبة ما تخلف اضطرابا ومديونية يصعب تجاوزها بسلام... إن كثرة عدد الاعياد هي السبب على ما أعتقد في اختلال ميزانية التونسي؟ ويؤكد السيد فيصل على ان التونسي يحب هذه الاعياد والمناسبات لا لشيء الا لأنها فرصة للالتقاء وتبادل الزيارات ولتجسيد صلة الرحم ولكن الاحتفال بها يصعب وتخلف له أضرارا مادية لذلك فإنه من المحبّذ الاستعداد لمصاريف الاعياد مسبّقا والتغافل عن بعض الحاجيات لتوفير مبلغ الاضحية. **التقليص في المناسبات ازاء ما يخلفه تتالي المناسبات وكثرتها من ضغط على العائلة يدعو البعض الى التقليص منها فالسيد طارق الهمامي يقول : «أنا لا اعترف الا بالعيدين أي عيد الفطر وعيد الاضحى وما عدا ذلك فإن تخصيص مبالغ لصرفها في مناسبات أخرى دخيلة على عاداتنا يعتبر عادة سيئة ومظهر من مظاهر التبذير التي نحن في غنى عنها. الامر من كل هذا ان بعض التونسيين يجبر على اقتراض الاموال من أجل الاحتفال بمناسبات ليست من مناسباتنا ولا من عاداتنا وطبيعي ان يخلف ذلك عجزا وصعوبات مادية داخل الاسرة». * رضا بركة