تعيش عديد العائلات التونسية في هذه الفترة ظرفية مادية صعبة بسبب تتالي الأعياد والمناسبات واضطر البعض الى التداين لتوفير علوش العيد والبعض الآخر أجبر على الاستنجاد بتسبقة مالية لتلبية حاجيات أطفاله فيما اضطرّ البعض الآخر الى صرف راتبه في منتصف الشهر.. لكن ماذا بعد العيد؟ جيوب بعض التونسيين فارغة هذه الأيام هذا ما أكده السيد سعيد القيزاني الذي قال: «تتالي المناسبات من عطلة الصيف ومناسبات الأفراح والعودة المدرسية والجامعيةوشهر رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى أرهقت الأسرة بالمصاريف ولا عزاء لها سوى الالتجاء الى «السلفة» والتداين.. كما أن كثرة المصاريف تدفع بالعديد من التونسيين ذوي الدخل الضعيف الى العمل الموازي لتوفير مبلغ مالي لمجابهة نفقات مختلف هذه المناسبات». ويكشف السيد منصف الشريف: «المناسبات تتالت وأتت في ظرفية زمنية ضيقة لم تترك لنا المجال لاعادة ترتيب وضعيتنا المادية وتحقيق نوع من التوازن وهذه الضغوطات أجبرتنا على الاقتراض والسلفة وممّا زاد الطين بلّة وصول فاتورة الكهرباء والغاز والماء وغيرها من الآداءات». أما السيد محمد بن منصور فإنه يؤكد على أن كثرة الانفاق بلا تخطيط ودون اكتراث أو مبالاة على المناسبات والأعياد يؤدي الى الوقوع في مآزق مالية وصعوبات مادية. ويدعو الى ضرورة الترشيد في الانفاق والاستهلاك والتقليص من بعض المناسبات. بدوره يشير السيد نجيب ونيش: «تكثر الضغوط في هذه الفترة على التونسي وتستنزف من ميزانيته الكثير فالآداءات وفواتير الماء والكهرباء ومصاريف الأعياد والكراء والتنقل أصبحت تفرض عليه الحصار وتدفعه الى الاقتراض. ويعتبر نجيب أن هذه الوضعية لم تعد تقتصر على فترة ما بعد العيد فحسب بل على امتداد كامل أيام السنة. ويقول السيد كمال: «الشهرية» أو الراتب الشهري في هذا الوقت لم يعد لها أي ثقل فهي بالكاد تستطيع توفير بعض الحاجيات أما ضروريات الحياة الأخرى من مصاريف الأعياد والمناسبات والعودة المدرسية فإن المسؤول عن الأسرة يضطر الى الاقتراض. ويؤكد السيد منصف على أنه رغم حرصه على تفادي بعض المصاريف من ذلك أنه لم يقدم على شراء علوش العيد وعزف عن السفر الى مدينته في أقصى الجنوب لمشاركة أهله وأقاربه الاحتفال بالعيد، إلاّ أنه لم يسلم من الوقوع في ضائقة مالية فسرها بسبب ضعف القدرة الشرائية.