لجأ شيعة العراق الى استصدار فتوى تكفر كل من لا يصوت لفائدة قائمتهم في مسعى إلى ترغيب العراقيين في الانتخابات المرتقبة في موفى هذا الشهر. لكن العملية الانتخابية تبدو على الأرجح على حافة الانهيار بعد استقالة ثلثي موظفي مفوضية الانتخابات في تكريت واستقالة جميع أعضاء اللجنة الانتخابية في محافظة الأنبار التي تشتد فيها عمليات المقاومة. وينتاب المسؤولين الأمريكيين قلق كبير لاحتمال فشل الانتخابات العراقية. وأقر رئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي أمس اللأول بأن التدهور الأمني في البلاد قد يمنع سكان بعض المناطق من الادلاء بأصواتهم في الانتخابات المزمع اجراؤها نهاية الشهر الجاري. فتوى شيعية وتسعى الطائفة الشيعية في العراق إلى اقناع العراقيين بضرورة المشاركة في هذه الانتخابات حتى أنها لجأت إلى أسلوب الترغيب والترهيب تحت اسم المرجعية. وقال عضو البرلمان العراقي المؤقت حسين الصدر إن قائمة الإئتلاف العراقي التي تمثل الأحزاب الشيعية تستخدم اسم المرجعية الشيعية لأغراض انتخابية. وأوضح الصدر أن قائمة الإئتلاف العراقي التي يتزعمها رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم روجت فتوى نسبتها الى المرجعية تقول إن من لم ينتخب قائمة الإئتلاف العراقي مصيره جهنم وأن من يحب الحسين عليه أن ينتخب القائمة الشيعية. وأكد الصدر وهو من الشيعة المرشحين على قائمة رئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي أن هذه الوسائل غير المشروعة في كسب الأصوات تخلق أجواء غير نقية الأمر الذي يعرض الانتخابات برمتها للطعن في مشروعيتها من قبل عدة جهات. وأضاف الصدر أن القوى السياسية الأخرى ستتبع جميع الوسائل لعزل قائمة الإئتلاف العراقي عن المرجعية وان اقتضى الأمر تسمية الأشياء بأسمائها دون خوف أو مجاملة أو استحياء حسب تعبيره. استقالات جماعية وقبل 18 يوما من اجراء الانتخابات يبدو أن الوضع الأمني غير مهيئ لذلك تماما حيث تتالت الاستقالات وتضاعفت المخاوف من فشل العملية برمتها. وأفاد مصدر في مكتب المفوضية العليا للانتخابات في تكريت أمس أن ثلثي موظفي المفوضية قدموا استقالاتهم. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن 11 موظفا يشكلون نصف عدد الموظفين في مركزي تكريت وناحية العلم قدموا استقالاتهم بسبب تهديدات بالقتل في حال استمرارهم في العمل في المفوضية واستجابة للدعوات المتصاعدة بمقاطعة الانتخابات في أغلب مدن صلاح الدين. وكان 11 من موظفي المفوضية في بيجي و24 موظفا في سامراء قدموا استقالاتهم تجاوبا مع نداء هيئة علماء المسلمين بمقاطعة الانتخابات وبذلك يصبح عدد الموظفين الذين قدموا استقالاتهم حتى يوم أمس 46 موظفا يشكلون ثلث الموظفين العاملين في المفوضية من غير الأعضاء المعينين من بغداد. وفي محافظة الأنبار قال أعضاء اللجنة الانتخابية إنهم قدموا استقالاتهم جميعا بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من جهات عازمة على تقويض الانتخابات. وقال عبد العزيز الراوي الذي كان يرأس اللجنة المنظمة للانتخابات المؤلفة من 13 عضوا إنهم قدموا استقالاتهم للمحافظ مشيرا الى أنهم يتلقون تهديدات مستمرة بالبريد وبالهاتف. وتهون المفوضية العليا للانتخابات في العراق من شأن أنباء الاستقالات الجماعية لمسؤولي الانتخابات في منطقة المثلث السني حيث تشتد عمليات المقاومة وتتعالى الأصوات الرافضة للانتخابات. ورغم ذلك كرر وزير الخارجية العراقي المعين هوشيار زيباري قوله إنه «لا تأجيل لموعد الانتخابات» وقال زبياري في حديث لصحيفة «الأهرام» المصرية نشرته أمس أنه ليست هناك نية في تأجيل الانتخابات مضيفا «ستجرى الانتخابات بمن يشارك فيها والذين سيقاطعونها سيخسرون أصواتهم».