الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف الذي يحتفل عالم الشعر العربي هذه الايام باطفا الشمعة السبعين من عمره أكّد أنه لن يعود الى العراق حاليا من محل اقامته في العاصمة البريطانية لندن وقال: أنا لم أترك العراق مستعبدا لأعود اليه مستعمرا، ووصف سعدي يوسف الاوضاع العراقية الحالية بأنها صعبة وتوقع ان يظل الاستعمال الامريكي في العراق طويلا «سواء مباشر او غير مباشر مشيرا الى أن المحتلين لم يدخلوه ليخرجوا، وتوقع فترة تصل الى نصف قرن تحت وطأة الاستعمار، وأكّد في المقابل ان الشعب العراقي سيظل يقاوم حتى لا يمتد ذلك الاستعمار الى قرن كامل. وفيما يتعلق بأحوال المشهد الادبي العراقي تحت الاحتلال حاليا قال سعدي في حوار هاتفي: المشهد العراقي او العربي لا أطيق ان اتابعه» وأضاف: ليس هناك من أدب عراقي حاليا فنحن في صدد الاستعمار او بمعنى أصح في مرحلة الاستعمار الاولى، ولا شيء يبدأ الان وشن هجوما على المثقفين العراقيين في رده على سؤال حول بيانهم الشهير في لندن ومدى تأثير عمليات الاستقطاب السياسي في غياب الخطوط العريضة للمشهد الفكري والسياسي وقال سعدي: لم أكن أعرف ان المثقفين العراقيين كان قد تم تأطيرهم بتلك الصورة «المشرف» الستعدادا لحتلال العراق، كما نفى تماما نجاح الاقلام العراقية في تصوير الازمة العراقية مشيرا الى أن الدمار شامل في العراق ولا احد يكتب منذ الاحتلال والكل في حالة انتظار وقالك علينا ان ننتظر طويلا لأن الخراب اصاب الثقافة الوطنية والوعي لم يكن بسيطا. كما أعرب الشاعر العراقي الكبير عن اسفه لالتحاق كثيرين من كتاب اليسار العراقي بموكب المستعمرين واشتغالهم بمرتبات لدى الادارة الاستعمارية مشيرا الى أن ذلك اليسار يمثل قلة في المؤيدين وكذلك في الانتاج الفكري والادبي وقال: ليس هناك من أدب عراقي في الوقت الحاضر. ونفى سعدي يوسف انه بسنوات عمره السبعين قد أضاف الى الادب العربي او النص الشعري وقال بتواضيعه: أنا ماض في الدرب الطويل الذي سار عليه اسلافي ورفاقي، وزاد على ذلك فرد على سؤال حول تقييمه للجيل الجديد من الادباء والعشراء العرب وقال: لا يحق لي أن اقدم نصائح، فأنا امرؤ احمق بصورة ما، ووجه رسالته الى العرب وصدام حسين والحكومة العراقية المؤقتة وقال «نحن جميعا في الجحيم ذاته».