قرار جديد من القضاء بشأن بيكيه حول صفقة سعودية لاستضافة السوبر الإسباني    قيس سعيد يستقبل رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    ل 4 أشهر إضافية:تمديد الإيقاف التحفظي في حقّ وديع الجريء    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    سعيد: لا أحد فوق القانون والذين يدّعون بأنهم ضحايا لغياب الحرية هم من أشدّ أعدائها    جهّزوا مفاجآت للاحتلال: الفلسطينيون باقون في رفح    يوميات المقاومة...تخوض اشتباكات ضارية بعد 200 يوم من الحرب ..المقاومة تواصل التصدي    ماذا في لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة الاقتصاد والتخطيط؟    أخبار الترجي الرياضي ...مخاوف من التحكيم وحذر من الانذارات    أخبار النادي الصفاقسي .. الكوكي متفائل و10 لاعبين يتهدّدهم الابعاد    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    بداية من الغد: الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة من وإلى فرنسا    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    منوبة: الاحتفاظ بأحد الأطراف الرئيسية الضالعة في أحداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    اكتشاف آثار لأنفلونزا الطيور في حليب كامل الدسم بأمريكا    هذه الولاية الأمريكيّة تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة!    تسليم عقود تمويل المشاريع لفائدة 17 من الباعثين الشبان بالقيروان والمهدية    رئيس الحكومة يدعو الى متابعة نتائج مشاركة تونس في اجتماعات الربيع لسنة 2024    مركز النهوض بالصادرات ينظم بعثة أعمال إلى روسيا يومي 13 و14 جوان 2024    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    الاغتصاب وتحويل وجهة فتاة من بين القضايا.. إيقاف شخص صادرة ضده أحكام بالسجن تفوق 21 سنة    تراوحت بين 31 و26 ميلمتر : كميات هامة من الامطار خلال 24 ساعة الماضية    قرار قضائي بتجميد أموال شركة بيكيه لهذا السبب    فيديو صعود مواطنين للمترو عبر بلّور الباب المكسور: شركة نقل تونس توضّح    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    سيدي حسين: الاطاحة بمنحرف افتك دراجة نارية تحت التهديد    بنزرت: تفكيك شبكة مختصة في تنظيم عمليات الإبحار خلسة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    ممثل تركي ينتقم : يشتري مدرسته و يهدمها لأنه تعرض للضرب داخل فصولها    باجة: وفاة كهل في حادث مرور    نابل: الكشف عن المتورطين في سرقة مؤسسة سياحية    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين في البحر الأحمر..    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    كأس إيطاليا: يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته امام لاتسيو    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    نحو المزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي في ميناء رادس    فاطمة المسدي: 'إزالة مخيّمات المهاجرين الأفارقة ليست حلًّا للمشكل الحقيقي'    تحذير صارم من واشنطن إلى 'تيك توك': طلاق مع بكين أو الحظر!    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    وزارة المرأة تنظم ندوة علميّة حول دور الكتاب في فك العزلة عن المسن    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    فيروسات ، جوع وتصحّر .. كيف سنواجه بيئتنا «المريضة»؟    جندوبة: السيطرة على إصابات بمرض الجرب في صفوف تلاميذ    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الأديبة العراقية صبيحة شبر / حاورتها الشاعرة القطرية عنود الليالي
نشر في أوتار يوم 21 - 12 - 2010

هي أديبة وناقدة وروائية تنقش أوجاعها على جلد الورق تكتب فيكتب الألم نفسه تصرخ فيصرخ الحرف باكيا من أجلها صبيحة شبر المسافرة الراحلة عبر مساحات الحروف تمتطي صهوة القلم وترحل تنحت مدائن الصبر بجدران قلبها وتفتح نوافذ الأمل بروحها رغم الحزن ورغم الوجع ورغم كل الظروف المحيطة بها هي صبيحة شبر التي غزلنا معها هذا الحوار :
تحقيق الشاعرة والكاتبة الصحفية : عنود الليالي (قطر )
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
1- صبيحة شبر كاتبة وأديبة روائية أثبتت وجودها ولها بصمة في كل مكان فكيف تقدم صبيحة شبر نفسها للقاري
أنا امرأة عراقية الجنسية ، مسلمة الديانة ، عربية القومية، أحب كل الناس ما لم يسببوا الأذى لمن أحبهم.
2- متى بدأت الأستاذة صبيحة شبر بممارسة الكتابة وهل تذكر لنا أول تجربة صاغتها صبيحة على صدر أوراقها؟
بدأت الكتابة مبكرا، لست أدري متى ؟، اذكر أن كتاباتي في درس الإنشاء ،كانت تلقى التشجيع، من قبل أستاذة اللغة العربية، حيث تقرأ ما كنت اكتبه في دفتر التعبير، على مسامع التلميذات، ليس في قسمي فقط، وإنما أمام طالبات المدرسة جميعا، حيث كنا نحيي العلم، وهو رمز الاستقلال الوطني صباح كل يوم خميس.
3- من الذي شجع صبيحة شبر في بدايتها وكيف كانت الانطلاقة الأولى لك بالنشر؟
أول من شجعني على النشر هو والدي، ذلك الإنسان الرائع الذي جمع بين الحزم والحنان،والإرادة القوية، كنت متأثرة به كثيرا، كل ما فكرت بالإقدام على عمل، أحاول ان اعرف موقف أبي منه، فإذا رأيت أن عملي يسعده، قمت به، وان وجدت أن ذلك العمل لا يرضيه، تركته، بقي تعلقي بأبي طيلة حياته، حين توفاه الله، شعرت بفراغ كبير، رغم كبر سني.
كان يشجعني على القراءة والكتابة، وهو أول من علمني كيف أقرأ قراءة نقدية، أي لا أتبنى وجهات نظر الكاتب ، بدون إعمال فكر وتمحيص ، بل أناقش أفكار الكتاب ، متخذة ما يتناسب مع قيمنا ،ومبادئنا العربية الإسلامية ، كتبت موضوعا في عام 1960 وفكرت أن أنشره ، أرشدني والدي إلى الجريدة ، التي يجب أن أرسل لها ، وتتفق مع صغر سني آنذاك ، ونصحني أن أقوم بعملية الإرسال بنفسي ، إلى عنوان الجريدة بواسطة البريد ، وكنت حينها ، في الصف السادس الابتدائي
4 - لماذا اتجهت للرواية ولم تختاري الشعر علما أن أول ما نظمت كان شعرا وكنت بالرابع الابتدائي ؟
بدأت شاعرة ، اكتب الشعر العمودي ، كان المستمعون يصفقون لي ، مستحسنين ، حتى معلماتي للغة العربية ، وفي إحدى المناسبات ، كنت نظمت قصيدة وطنية في ضرورة حب الأوطان ، وكان هناك سيدة أرادت ان تشجعني ، طلبت مني أن أكتب قصيدتي ، في ورقة ، مع كتابة بعض الحروف ، إهداء لها ، كانت غرفة النساء الضيفات ،ملاصقة لغرفة الضيوف الرجال ، وكان احد الأقرباء ، وكان شاعرا ، استنكر موقف الضيفة المشجعة ، وقال ، وكيف يمكن ان يكون كلام طفلة شعرا ؟، من تلك اللحظة حرصت ألا يرى قصائدي احد من الكبار ، فتوقفت القدرة الشعرية العمودية ، في فترة الدراسة الثانوية ، حاولت ان اكتب شعر التفعيلة ، طلبت من أستاذتي( إحسان الملائكة) وهي شقيقة الشاعرة المعروفة( نازك) أن تبين لي رأيها بقصيدتي ، أجابتني انه يجب أن أحسن النظم للشعر العمودي ، الكلاسيكي ، أولا ، ثم أطور نفسي ، إلى شعر التفعيلة وهو نفس رأي الشاعرة القديرة ( نازك) والذي أثار احتجاج الكثير من شعراء الحداثة آنذاك
5 - قمت بنشر بعض المقالات والقصص القصيرة تحت اسم نورا محمد فلماذا اخترت هذا الاسم ؟ ولماذا تخليت عن نورا ؟!
نشرت باسم مستعار ( نورا محمد) المقالات والقصص السياسية ، وخفت أن انشرها باسمي الصريح ، وحين اشتد عودي ، وجدت انه من غير المناسب ان ننشر باسم مستعار ، وان على المرء أن يتحمل نتيجة رأيه ، وان يكون شجاعا
6- في الصف السادس الابتدائي وتقودين حملة تبرعات لعائلات الشهداء عام 1963 ألم تخافي وحدثينا عن هذه التجربة وماذا تركت بداخلك وأنت طفلة ؟
في ذلك الوقت كنت في السنة التاسعة( نسميه في العراق الثالثة متوسط)
كنا أربع طالبات ، نؤلف مجموعة مترابطة ،من هوايات واهتمامات واحدة ، متشابهة ، إحدى طالبات قسمنا ، أعدم أبوها ، لماذا لست ادري ؟ هل كان سياسيا ؟أم لا ، فكرت وأنا في ذلك السن ، أن أساعدها ماليا ، طرحت الفكرة على صديقاتي الثلاث ، رحبن بها ، بعد ان استشرن آباءهن ، ولكن إحدى الطالبات( ولم تكن صديقة لنا) سمعت بالفكرة ، ذهبت تشي بنا ، سمعت المديرة ، أجرت لنا استجوابا كانت الاعترافات ضدي ، أكثر بكثير من الحقيقة ، أنا لم اطلب التبرع إلا من صديقاتي الثلاث ، ولكن الموضوع انتشر في كل المدرسة ، المديرة كلفت ثلاث مدرسات ،بأن يقمن بالاستجواب ، أنا طبعا أنكرت ، لأني في الحقيقة ، لم افعل ما حاولوا اتهامي به ، من هذا العدد الكبير ، من الناس ، مديرة المدرسة في العراق ، تقوم بدور الأم ، تنصح ، وتحافظ على بناتها ، الغريب في هذه الحكاية ، إن مديرة المدرسة بدلا من إخبار والدي بالأمر ، كما هو المتبع عادة ، في مثل هذه الأمور ، استدعت بعضا من أفراد الحرس القومي ، قال لنا احدهم: ، من تذكر الحقيقة ، أعيدها إلى بيتها الآن ، وكيف اذكر الحقيقة ؟ وأكثر الأقوال كانت ملفقة ؟ نحن كما قلت كنا أربع طالبات ، واحدة منا حين جرى استجواب المدرسة ، منعها أبوها من مواصلة التعليم ، ولم اعرف عنها شيئا ، حتى هذه اللحظة ، الصديقة الثانية ، أخذت تبكي ، وتسيل دموعها مدرارا ، وكتبت بعض السطور ، لم اعرف ما هي ؟ فسمحوا لها بالانصراف ، بقيت أنا والرابعة ، هذه الصديقة الحبيبة قالت لي همسا ، حين تركنا المحققون لوحدنا :( كيف اذكر أحداثا لم نقم بها ، أنت صديقتي وسوف أظل بجانبك ، حتى النهاية)
هذه الصديقة الوفية طلبوا منها أن تعترف ضدي ، فرفضت أن تذكر شيئا ، ولكنها تعرضت للضرب أكثر مني،
أولياء الأمور استنكروا ذلك الحادث ، كيف لا تحمي مديرة المدرسة ، الطالبات اللاتي ، وثق أولياء الأمور بها ، تحرك الناس مطالبين بإطلاق سراحنا.
جاء أبي وقال : إن ابنتي بريئة مما تتهمونها به ، وان كنتم تحبون ان تضربوا الناس ، خذوني بدلا منها.
سألونا من نعرف من المناوئين لهم ، كنت اعرف الكثير ، لكني آثرت عدم الإفشاء ، أخرجونا بعد حوالي عشرين يوما
7 - كم من الوقت تحتاجين لكتابة رواية و ما هي طقوسك ككاتبة ؟
كل رواية تختلف عن الأخرى طقوسي إنني انشد الهدوء ، أحيانا يدق الهاتف ، أو يأتيني احد أفراد المنزل ،طالبا شيئا مما يسبب انقطاع سلسلة الأفكار ، كما يقولون ، لهذا أحرص على الكتابة ،حينما يكون أفراد الأسرة مشغولين، بمشاهدة برنامج تلفزيوني ، لا أحب مشاهدته ، أو إني أضحي أحيانا بالمشاهدة ،من اجل أن اكتب شيئا ، وكثيرا ما تأتيني الأفكار في وقت ليس مناسبا للكتابة ، أؤجلها إلى حين أخلو إلى نفسي ، وأتمكن من التعبير ،عما رسمته من أحداث
8- بدأت منذ عام 1960 فلماذا صبيحة لم تتوج أعمالها الروائية بعمل تلفزيوني أسوة بباقي الرواة ؟
هذا يعود لأسباب عديدة ، منها إنني وجهت اهتمامي ، للقصة القصيرة والمقالة والنقد الأدبي ، وتركت الرواية ، بدأت أتوجه إليها في الآونة الأخيرة ، لان الرواية تحتاج إلى الهدوء ، وأنا قلقة دائما ، مسئولة عن توفير احتياجات الأسرة ،كما إنني بعيدة عن الوطن ، الذي أحبه ، الفكرة في تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني ، قد يكون حافزا لي ، كل كتاباتي الآن انشرها على النت ، وأفكر بالكتابة للصحافة الورقية ، مستقبلا ، وهذه الفكرة تقود إلى الرواية ،والتحول إلى العمل التمثيلي
9- من الروائي الذي يخطف قلب وعقل صبيحة حين تقرأ له ؟
الروائيون الذين يستحقون الإعجاب كثر ، سواء كانوا عربا ، أم أجانب ، قرأت للكثير من الروائيين العرب ، أمثال نجيب محفوظ ، يوسف السباعي – محمد عبد الحليم عبد الله- يوسف إدريس- طه حسين ، بالإضافة إلى الأقلام الروائية الكبيرة التي نجدها اليوم ، في العراق مثلا فؤاد التكرلي- غائب طعمة فرمان- فيصل عبد الحسن ، وهناك الكثير ، من الروايات التي تمتع النفس ، وتغني العقل ، وتسر القلب ، كما قرأت الكثير من الروايات المترجمة ، إلى العربية لكبار الكتاب ، أمثال دستويفسكي – تورجنيف- أميل زولا- بلزاك
10- تملكين القدرة على صياغة الرواية والقصة القصيرة كما لديك القدرة على النقد برأيك كيف نطور النقد لخدمة الرواية / القصة ؟
للنقد شروط يجب أن تتوفر في الناقد ، بالإضافة إلى الثقافة العالية ، وإتقان فن الرواية أو القصة ، ومعرفة بالبيئات التي تتناولها الروايات ، والإنسان ابن البيئة ،كما يقول علم النفس وعلم الاجتماع ، والناقد مبدع أيضا ، بما يتصف به من شروط الإبداع ، والقدرة على الحكم على العمل الأدبي أو لصالحه ، بعد القراءة الواعية والتحليل الدقيق ، والناقد يجب أن يكون منصفا ، بعيدا عن المحاباة ، بحيث يضر بالعمل الإبداعي ، وليس قاسيا فيسيء إلى المبدعين
النقد يحتاج إلى دراية ، تأتي بعد مران طويل وقراءات متواصلة كثيرة ،وثقافة عالية.
11- ما هي أساسيات النقد التي تتبعينها وهل تفضلين نقد الرواية على الشعر أم كلاهما ؟
للنقد طريقتان ، الأولى تقرا النص وتحلله ، مبينة ما فيه من أفكار ومعان ، وما يضمه من جمال ، ثم إصدار الحكم النهائي ، له أو عليه ، ولكن النقد الحديث يكتفي بالقراءة الواعية للنص ، وتحليل ما فيه من أفكار ومعان ، وتقريبها إلى ذهن المتلقي ، وترك عملية الحكم للقاريء ، وأنا أتبع الطريقة الثانية ، أي نص يثير في الإعجاب يمكن ان أتناوله بالتحليل ، سواء كان رواية أم قصص قصيرة ، أم ديوانا شعريا ، أجد النقد أحد الأجناس الأدبية الجميلة ، قريبا من نفسي
12- هل تعرضت صبيحة شبر للنقد وما أبرز الأعمال التي قمت بنقدها
نعم ، أنا عضو في موقع الكاتب العراقي كان سابقا يصدر مجلة ( نصوص عراقية) مرة كل شهر ، تتضمن عادة الأجناس الأدبية ، المعروفة لأدباء عراقيين وعرب ، كنت أنا أتناول القصص القصيرة ، قراءة وتحليلا ، بقيت مستمرة على هذا العمل الذي أحبه ، حتى دمجوا الأقسام كلها ، في موقع ( الكاتب العراقي) بعد ذلك كتبت عدة دراسات نقدية ، عن مواضيع نقدية تستأثر بالاهتمام ،كما تناولت قصائد بعض الشعراء المشهورين أمثال فدوى طوقان ، ونازك الملائكة ، بلند الحيدري ، والسياب ، وعملي الإشرافي في العديد من المواقع ، يتطلب مني رأيا نقديا ، أطمح الآن إلى دراسات نقدية وقراءات ، لدواوين الشعراء الشباب ، الذين استطاعوا أن يكوّنوا لهم بصمة شعرية واضحة
13- برأيك هل لدينا نقاد يسيرون على منهج النقد ؟ وما تقييمك للنقد حاليا ولنقد الشاعر لزميله الشاعر ؟
نعم لدينا نقاد مجيدون ، ولكنهم قليلون ،أغلب ظني إن هذا عائد ، إلى أنهم يسيرون حسب الطريقة الثانية ، في النقد ، أي عدم إصدار الأحكام ، ونقد الشاعر لزميله الشاعر ، ليست عيبا ، بشرط ألا يبالغ في إضفاء الصفات الجميلة ، على العمل الأدبي ، فيصيب المبدع بالغرور ، ويظن تلك المجاملة حقيقة لا جدال فيها ، ومما لاشك فيه إن النقد الأدبي ، خاضع للذائقة الفردية ، التي يتميز بها الناقد ، والتي صقلتها التجربة والثقافة العالية ، وهناك شرط لتناول الأعمال بالقراءة ، أن تكون قد أثارت الإعجاب حقا ، كما هو وضع الأعمال الإبداعية الأخرى ، فالكاتب لا يستطيع أن يتغزل بامرأة يكرهها ، هل يمكنه ذلك ؟ لا أظن ، والأعمال الإبداعية كلها ، من أدب بنوعيه الشعر والنثر ، وموسيقى ورسم ونحت ، لا يمكن أن يبدع فيها المرء ، إلا إن كان المبدع يحب الموضوع ، الذي يكتب فيه ، والمبدعون عادة يتميزون برهافة الحس ، و اضطرام المشاعر ، ولا يمكن لهم أن يتصفوا بالموضوعية مائة بالمائة ، كما يكون العالم مثلا ، هنا الفرق بين العلم الذي يتميز بالثبات والموضوعية ، والفن الذي يتصف بتوهج العواطف وثورة المشاعر ، لهذا كان الإبداع الفني والأدبي قادرا على حث الجماهير الشعبية وقيادتها ، أكثر مما يستطع العالم أن يفعل
14 - ذكرت بحوار سابق لك بأنك بدأت الكتابة بالصحافة العراقية عام 1960 ثم توقفت ولم تذكري الأسباب هل لنا بمعرفة سبب توقفك ؟
مررت بفترات من التوقف ، كل مرة كان لها أسباب ، في عام 1960 كنت اكتب المقالة ، ولم أكن قد بدأت كتابة القصة ،أو النقد أو البحث ، توقفت بعد ذلك التاريخ بعامين ، لأني لم أجد منابر للنشر أولا ، ولأن قراءاتي لم تكن كثيرة ،بحيث استطيع أن اكتب بالصورة ، التي أنال بها إعجاب القاريء ، أحيانا يفرض القاريء نوع المواضيع ، التي يتطرق إليها الكاتب والشكل الذي يكتب فيه ، بعد فترة النشر الأولى ،تعرفت إلى أناس جدد يهتمون بالثقافة ، ونصحوني إنني إن كنت ، أريد أن أجود في أدواتي الفنية ، وان اجعل مواضيعي جديدة ، وليست مكررة ، علي أن أقرا كثيرا ، وفعلا أرشدوني إلى ضرورة القراءة ،في كل أنواع المعرفة ، من تاريخ وسياسة – وعلم اجتماع وعلم نفس ، بالإضافة إلى العلوم الدينية ، وان استمد معارفي مما وصل إليه العرب ، في تاريخهم المجيد ، كما يجب أن اطلع على الآداب الأجنبية ، وهؤلاء الناس أدين لهم بالكثير ، بعضهم جعل مكتبته مفتوحة ،أمامي انهل منها ما أريد ، مع إرشادي طبعا إلى نوعية الكتب ، التي يجب أن اطلع عليها ، كما أن تشجيع القراءة في العراق ، بشكل جميل ليس يوجد ، ما يضاهيه في كل البلدان ، كانت مكتبة عامة في كل منطقة سكنية ، نستعير الكتاب الذي نريد، لقاء مبلغ بسيط من المال ، يعيدونه لنا حين نعيد لهم الكتاب ، وفي المدرسة كانت هناك مكتبة ،فيها الكثير من الكتب في مختلف فروع المعرفة
حين بدأت كتابة القصة القصيرة ، وكنت طالبة في السنة الثامنة( الثاني المتوسط) قرأتها أمام الطالبات ، أعجبت بها المدرسة والصديقات ، الذي أريد أن أقوله إن التشجيع لابد منه لمواصلة الكتابة ، خاصة للنساء ، المرأة العربية من لديها ؟ يسهر على إبداعها ويشجعها ، البيت أولا ، ثم المدرسة ، وأنا وجدت التشجيع من الاثنين معا.
في أثناء الدراسة الجامعية ، كتبت بعض القصص ، ولكني لم انشرها ، خوفا من النقد القاسي ، حين تخرجت من الجامعة ، كانت عندي مجموعة من القصص ، لم يطلع عليها احد ، أخبرت والدي إنني اكتب القصة القصيرة ، وأريد أحدا مختصا، يبين لي رأيه فيما أكتب ، كان لأبي صديق عزيز عليه، قاص وصحافي اسمه ( جليل العطية) اشتغل فترة مستشارا صحفيا ، في السفارة العراقية في الكويت ، عرض أبي قصصي عليه ، فأعجبته ، ونشر بعضا منها في المجلة، التي كان يصدرها واسمها( العراق) ، وهذا شجعني أن أرسل قصصي للمجلات ، والصحف الكويتية آنذاك( كنت تلك الفترة مدرسة في المدرسة العراقية في الكويت) مثل البيان والطليعة والمجالس ، ثم طبعت أولى مجموعاتي القصصية ( التمثال) من مطبعة ( الرسالة) في الكويت
صدرت مجموعتي وقوبلت بأحكام متناقضة ، بعض النقاد يقول إنها أحسن ، ما كتب في القصة القصيرة ، والبعض الآخر يقول : إنها لا ترقى إلى مستوى فن القصة ، وهناك نوع ثالث ،كان منصفا برأيي فيما قاله في الحكم حول مجموعتي الأولى.
أصدرت مجموعتي الأولى عام 1976 ،وتزوجت عام 1977 وكنت قد كتبت عددا من القصص ، تركتها في العراق ، ولست ادري ما حل بها ، كانت مسودات ، بعد الزواج انشغلت بمسؤوليات كثيرة ، لم أكن مكلفة بها قبل الزواج ، أعمال المنزل الكثيرة ، بالإضافة إلى أعباء الوظيفة والتسوق ، حين رزقني الله بابنتي البكر ، كانت تربيتها والسهر بجانبها متعبا لي ، بالإضافة إلى الأعمال الكثيرة الأخرى ، قلت كتاباتي تلك الفترة ، واقتصرت على الكتابات السياسية التي كنت انشرها باسم مستعار ( نورا محمد)
حين رغبت بالعودة الى النشر من جديد ، كان القاريء قد نسي اسمي الحقيقي ، فكنت أرسل مواضيعي إلى الصحف والمجلات ،، فلم احظ بالنشر ،إلا من قبل بعض المجلات ، وهي ( القصة) في مصر و( الفينيق) في الأردن و( الميثاق) في المغرب ، ولقد جربت إرسال قصصي ، إلى كل الصحف والمجلات العربية دون جدوى ، حتى ظهر النت ، وظهرت مواقع أدبية كثيرة تشجع الإبداع
15- وماذا قدمت لك الصحافة العراقية حينها وما رأيك الآن بواقع الصحافة العراقية في ظل الظروف التي أصابت العراق ؟
في بدايتي للنشر ، قدمت لي الصحافة العراقية آنذاك الكثير ، كانت تنشر مواضيعي ، التي ابعثها لها بواسطة البريد ، اذكر ذلك الوقت كنا نسمع بأخبار الثورة الجزائرية ، التي نالت إعجاب الشعوب العربية ، بنضالاتها المتواصلة ، وتضحياتها الجسام كانت أخبار البطلات أمثال جميلة بوحريد تلهب حماس الشعب العراقي كتبت عدة مقالات عن الثورة الجزائرية ، فما كان من مدير التحرير ، إلا أن كتب مقالا في تشجيعي عنوانه ( مثال في الوطنية وحب الجزائر) مدحني فيه، لأني اكتب عن ثورات عربية ، ضد الاستعمار ، أؤيد فيها نضال الشعوب ولا سيما المرأة العربية ، التي أثبتت كفاءتها في هذا الميدان
حين عدت للنشر في عام 1972 ، شجعني الكثير من المعارف والأصدقاء والصحافة التي أرسلت لها مواضيعي
هذا في الماضي ، في الحاضر أتمنى أن تشهد الصحافة العربية نهضة كبيرة ، وتساهم في حث المواطنين على الوحدة الوطنية ، والوقوف صفا واحدا مما يراد للوطن ،من طرق للهيمنة على الثروة الوطنية ، والنيل من الاستقلال
16-عراقية النبض مغربية الإقامة عربية الهوية وعانيت من الترحال فماذا سكب الترحال بداخلك وهل للغربة دور في نفسية الكاتب وتوجهات قلمه؟
تعرفت إلى دول كثيرة ، ووجدت أن الشعوب العربية رغم الحدود الموجودة ، إلا إنها تتشابه في الكثير من الخصال الحميدة ، والنضال المشترك من اجل التقدم ، والغربة رغم أن لها مفعولين ، الأول ايجابي والآخر سلبي ، الايجابي أنها تصقل الموهبة ، وتجعل الكاتب يعبر عن حبه لوطنه ،واشتياقه لربوع ذلك الوطن ، ولها تأثير سلبي ، إن المبدع يشعر انه وحيد في هذا العالم ,، قد يفشل في إيصال صوته إلى القاريء الذي يرغب في مخاطبته
17- ماذا ينقص الأديب العربي في وقتنا الحاضر ؟
ينقصه أمور كثيرة ، فرغم أن الأديب العربي ،اثبت موهبته الساطعة ، في قول الكلمة الجميلة والمعنى الرائع ، وان لنتاجه دورا كبيرا في التأثير على المتلقي ، ألا أن الأديب العربي ، لا يحظى بالاهتمام ، الذي يتمتع به الكاتب أو الشاعر ، في البلدان الأوربية مثلا ، حيث يحتفي بالأدباء ، وتمنح لهم الحوافز المعنوية والمالية ، وتعمل لهم المهرجانات ، ويحصلون على السفرات ، للتعرف فيما بينهم ، كما ان كتبهم تطبع وتوزع في العالم كله ، رغبة من دولهم في نشر نتاج مبدعيها ، وتسليط الأضواء على إبداعهم ، كما إن نتاجهم يترجم إلى اللغات العالمية ، ويمنحون فرص التفرغ للكتابة ، فأين الأديب العربي من كل هذه الامتيازات ؟ نجده محروما من فرص الاهتمام ، والرعاية والطباعة الغالية الثمن ، التي لا يستطيعها الكثير من المبدعين ، كما أن المبدع في عالمنا العربي موزع بين أعباء الوظيفة ، وقلة الحريات التي لا يستطيع المبدعون بدونها أن يعبروا ويجودوا ، بعض مبدعينا لهم عشرات المؤلفات ، لكن لا أحد يتمكن من الاطلاع على نتاجهم الأدبي ، لأن ترجمة الإبداع العربي إلى اللغات الأخرى يخضع للشللية والمصلحة الخاصة.
18- من يعجبك حاليا من الأقلام التي تكتب القصة والشعر ومن تتابعين؟
يعجبني الكثير ، أنا مشرفة على القصة والمقالة ، في كثير من المواقع الثقافية والأدبية والمنتديات ، استطاع النت أن ينقل لنا النتاجات الأدبية الجميلة ، التي تثير الإعجاب ، كما أن النت جعلنا نتواصل مع الأقلام المبدعة ، في كل أنحاء الوطن العربي ، وان نطلع على كتبها ، فنكسب ثروة كبيرة ، من الآداب الرائعة ، في كل أجناس الأدب العربي شعرا ونثرا.
19- ما هي عيوب الرواية و ما هي محاسنها برأيك كروائية وما رأيك بالأدب الغربي؟
أنا من دعاة أن يكون للأدب غاية ، وان تكون للكلمة رسالتها ، فما معنى أن نروج للأدب العبثي ، أو ذلك الذي يدعو للجنس المكشوف ؟ نعم ، الحب من أسمى العواطف وأجلّها ، ولولاه لما استطاع الإنسان ، أن يبدع في كل الميادين ، يمكن أن نطلع على الرواية الغربية ، وان ندرس قوانينها ، ولكن لا يعني هذا أن نقلدها ، على المثقف العربي أن يكثر من القراءة الواعية لأمهات الروايات العالمية ، وان يمتلك القدرة على القراءة النقدية ، والتحليل الدقيق ، فليس كل كتاب مطبوع يتضمن أدبا رائعا ، وليس كل ما يلمع ذهبا ، علينا أن نميز بين الغث والسمين ، وهذا نستطيعه بواسطة القراءة ، وللرواية كما القصة القصيرة ، أنواع : منها الشاعرية والنفسية والاجتماعية والفلسفية والتاريخية ، هذا من حيث الأفكار ، أما من حيث التقنية ، يجب ان تتضمن الأسس الواجبة في الرواية
20- ما رأيك بوضع العراق في الوقت الراهن كونك عراقية ماذا يحتاج العراق لكي ينهض ويعود كما كان؟
العراق موطن الحضارات ، وصانع الأمجاد ، يمكنه أن ينهض من جديد ، ويلعب دوره كاملا ،على الصعيدين العربي والعالمي ، ويكون ذلك بان يعود العراق إلى أهله ، وألا يفرق بين مواطنيه ، الجميع عراقيون يتمتعون بالامتيازات ، ويقومون بالواجبات الملقاة ، على عاتق كل مواطن ، وان يحاسب المسيء عملا ، وليس قولا ، يجب أن نحترم حرية الرأي والتعبير ، ما دامت لا تضر بحريات الآخرين.
21 -لك مقالات سياسية غاضبة وذكرت بأن أحد السلطات البعثية أعدمت العديد من أفراد أسرتك حدثينا عن هذه المرحلة القاسية وعن دور الحزب في قيادة الوطن وهل يحق للأحزاب أن تدير الشعوب ؟!!!
كل العرقيين على اختلاف أفكارهم ،وتوجهاتهم كان لهم من الضرر نصيب كبير ، خاض العراق حروبا طويلة ضد الجيران والأخوة ، فماذا كسبنا منها ؟ الحرمان من الموارد التي حبانا الله بها ، وتفكك الوحدة الوطنية ، ومجيء الاحتلال ، لا يمكن للحزب الواحد أن يحكم العراق ، أثبت الواقع فشل هذه الفكرة ، يمكن ان تقوم الأحزاب ، وان ينضم إليها من يريد ، ويجدها تمثل إرادته وميوله ، ولكن ليس من مصلحة العراق ، كبلد وشعب ، أن يفرض عليه حزب واحد ، وهو المعروف من القدم ، انه يضم أقواما ، يمثلون مختلف الأفكار والرؤى ووجهات النظر ، وهذا التنوع رصيد غنى وبناء حضارات ، وعامل قوة وتقدم .
22 -لماذا برأيك هذا الشقاق القائم بالعراق ومن هو المسئول عن ذلك ؟
سياسة ( فرق تسد) هي المسئولة ،عن الوضع المتدهور في العراق ، مما يجعل من واجب المفكرين ، والكتاب والأدباء أن يبذلوا الجهد لتوحيد هذا الوطن الجميل. ، وان يحاولوا نسيان الإساءات القديمة ، فلا نفع في تذكرها الآن.
23 –لماذا يتم تهميش الكاتب العربي حين يتطرق للأمور السياسية والاجتماعية في بلده من قبل النظام السائد؟
لأنهم لا يريدون الرأي المخالف ، ولا يحبون المناقشة ، بل يؤمنون بسياسة الفرض والإكراه ، والناس ليس كلهم يسيرون بمثل هذه السياسة ، فالأحرار دائما يأبون الإرغام ،ويحبون أن يؤدوا الأعمال ، أن كانوا مؤمنين بصحتها ، وعلى المفكرين العرب ، ألا يصيبهم التعب من الجولة الأولى ، فمن يمكن أن يغير الأوضاع إلى الأفضل ؟ ويساهم في إدخال شعوبنا إلى التقدم المناسب لها ؟ ، وليس كما يريدون فرضه من ثقافة الاستهلاك ، وهذه المهمة عسيرة جدا ، بالنظر لما يعانيه المثقف العربي ، من التهميش و إجباره على الابتعاد، عن المساهمة الفعالة في بناء الأوطان ، وأنا أذكر المثقف العربي ،لان العرب يمثلون الأكثرية ، في الأرض الواسعة الممتدة ،من الماء إلى الماء ، وهذا لا يعني أبدا ، أننا يجب أن نبعد القوميات الأخرى ، التي شاركتنا في الحياة ، وعمران البلاد وإقامة الحضارات المختلفة ،التي شيدت على هذه الأرض الطيبة المعطاء.
24-ما دور الأديب / الشاعر / الناقد إزاء خدمة مجتمعه والدفاع عن قضية وطنه ؟
دور الأديب كبير ، في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية ، لأنه لا يلجأ إلى الأسلوب المباشر ، الذي لا يرضي الكثيرين ، إنما يستعمل المجاز ،و الكلمات الجميلة ، للدخول إلى قلوب القراء ، وعقولهم ، لشرح ما هو مظلم من وضعنا الحالي ، وكما أن الأدب عادة ، لا يقدم وصفات جاهزة ، للأمراض المركبة ،التي يعاني منها مجتمعنا العربي ، ولكن تحليل الجوانب المظلمة ، وإبراز ما كان مضيئا ، يساعد القراء في تقديم ما يهمهم ، فيتضح أمامهم وبشكل جميل.
25-ضاع عمري من إحدى ما كتبت ماذا يعني لك العمر وهل تختلف مشاعر الكاتب وتتغير مع تقدم العمر؟
( ضاع عمري) قصة قصيرة كتبتها ، لبيان مساويء القمار ، في مجتمعاتنا ، المقامر يخسر ثروته ، التي كان يجب أن يقدمها لفائدة عائلته ، ويقضي الليالي الطويلة مقامرا ، بدل أن تكون جلساته قرب أفراد أسرته ، وللقمار مساويء اقتصادية كثيرة ، إضافة إلى أضرارها الاجتماعية ،التي تفتك بالأسرة ، وتهدد سلامتها ، والقمار ليس مقصورا على فئة عمرية ، دون غيرها ، الشباب قد يصابون بهذه الآفة الكبيرة ،كما الشيوخ ، وهذه القصة لا تتناول كبار السن ، الذين يحتاجون إلى عناية كبيرة ، فهم في مجتمعنا مهمشون ، لا ينالون العناية التي يستحقونها ،من تطبيب ورعاية نفسية ، وتكوين صداقات والقيام بالسفر ، كبار السن محرومون ،من هذه المعاملة التي يتمتع بها الكبار ، في المجتمعات الأوربية ، وعلينا أن نهتم بهؤلاء ، الذين أفادوا مجتمعاتهم ، حتى أدركهم كبر السن ، فلم يستطيعوا المواصلة ، ولكن رغم وضعهم التعب ، فان الحاجة تحتم عليهم أن يشتغلوا دائما.
26-حدثينا عن انتاجاتك المطبوعة وعن جديدك القادم ، وماذا تحملين بجعبتك؟
مجموعتي القصصية الرابعة، عنوانها ( التابوت) سوف تصدر قريبا ، من مطبعة( دار ليلى) في مصر ، لقد أرسلوا لي غلاف المجموعة ، ووافقت عليه
عندي رواية أنهيت كتابتها ، تحتاج إلى مراجعة أخيرة ، واكتب الآن في رواية أخرى ، بطلتها طفلة في السابعة من العمر ، المشكلة التي أعاني منها ، كما هو حال الكتّاب عموما، في أنحاء كبيرة من الوطن العربي ، إن الكاتب حين يوفر أجرة الطباعة ، وهي ليست بالأمر الهين ،الذي يستطيعه أغلب الكتاب ، تبدأ مشكلة أخرى ،لا تقل عن الأولى خطورة ، وهي مشكلة التوزيع ، تظل الكتب أمام كاتبها ،تهزأ منه ، لأنه لم يستطع أن يوزعها ، في أنحاء العالم العربي ، ليطلع عليها القراء ، وماذا يريد الكاتب من طبع نتاجه الأدبي ؟ أليس رغبة في قراءته ؟
27- وجّه أحد الأدباء والمؤرخين العراقيين نداء استغاثة لكوكبة من العلماء والشخصيات والمثقفين والأدباء لإنقاذ حياته إثر تعرضه لجلطة دماغية، ولكن لم يجد الرد واحتضر وحيدا! وهو بروفيسور وأديب وشاعر وناقد ومؤرخ معروف برأيك كيف نحافظ على الرموز ونخدمهم كما خدموا المجتمع وأثروه بمجلداتهم وكتبهم الهادفة؟
أعرف الكثير من هؤلاء ،الذين يحتاجون إلى الرعاية ، يبذل الواحد منهم سنين عمره ، وبهجة حياته ، في أعمال تفيد وطنه وأمته ، فإذا جاءه المرض ، لا يجد نفسه قادرا على العلاج ، في وضع صعب ، ليس لدينا مؤسسات جماهيرية،تقوم بدور العناية بالمبدعين وتقديم المساعدة الواجبة لهم ، وأظن أن عملا كبيرا مثل هذا هو من واجبات الدول ، والعراق مر بظروف صعبة كثيرة ، والعراقيون وجدوا أنفسهم وحيدين ، بعد سقوط النظام ، تعرض العلماء والمفكرون العراقيون ،لأشرس حملة لتهجيرهم عن البلد الحبيب ، الذي عشقوه ، وحين يمتنع العالم أو الكفاءة الكبيرة عن مغادرة الوطن ، تقوم رصاصة غادرة لاغتياله ، وكم سقط من المثقفين والكفاءات العراقية.
28- ما رأيك بالسرقات الأدبية وهل تعرضت للسرقة وكيف نحافظ على الحقوق الفكرية والمعنوية للكاتب؟
السرقة الأدبية نوع من الظلم الكبير، يتعرض له الأديب، دون أن يجد الطريقة الصائبة ، لصيانة حصيلة كفاحه، من أعمال السرقات والسطو، تعرضت للكثير من هذه الأعمال، لهذا أقدم على نشر الموضوع الواحد، في عدة منابر، حتى لا يتمكن احدهم من نسبه إلى نفسه، ورغم هذا إنني اعثر على الكثير من هذه السرقات، في بعض المواقع التي ترضى أن تكتب بأسماء مستعارة،حين أبحث عن اسمي في ( جوجل) أفاجأ، أجد الكثير من الصحف الورقية والالكترونية،قد أعجبت بموضوعي، فنشرته مع صورة لي واهتمام كبير، يسعدني كثيرا، واجد أخرى سطت على مواضيعي، ونسبتها لأقلام أخرى مجهولة، لم اعد افعل شيئا ، فالموضوع الذي سرقوه، سبق لي نشره، في عدة مواقع أدبية باسمي، وماذا ينفع السارقة أو السارق، أن سمع بعض كلمات الاستحسان،لجمال موضوع لم يقم بكتابته؟، إنما نهبه من موقع آخر أكثر شهرة وكفاءة.
29-ختاما هل منك كلمة توجهينها لأوتار وللقاريء الكريم ؟
أسعدني وجودي في ( أوتار)، تعرفت على أقلام جميلة عديدة، من كل أنحاء الوطن العربي، أتوقع لهذه المجلة الالكترونية، أن تكون ورقية، ولها موقع الكتروني، كما هو حال كبريات الصحف في الوطن العربي، وان تحظى ترجمة الإبداع العربي إلى اللغات الأخرى بالاهتمام، نحتاج إلى جهود كبيرة لنقل إبداعنا العربي المميز، وتعريف القاريء الغربي بما يكتبه أدباؤنا العرب، من نتاجات رائعة تستحق الإعجاب ، وان ينظر إليها بعين الإنصاف، كلمتي للقاريء العربي أن يكثر من القراءة، أن يمتلك الرؤية النقدية ، للكتاب المطبوع الذي يتصف بجاذبية كبيرة، وهناك رأي يرى، ان كل عمل مطبوع،يتضمن عملا ، تتوضح الجودة فيه، وهذا الرأي تدحضه الحقائق، فكم من كتب مطبوعة، لا تحمل لنا ثقافة عالية، ولا أدبا رفيعا،ولا نظرة علمية للعالم يمكن ان تفيدنا
- شكرا جزيلا لك أيتها المبدعة الرائعة ( عنود الليالي)على هذه الأسئلة الجميلة ، التي أسعدتني كثيرا الإجابة عنها ، أتمنى لك التوفيق الدائم ،والإبداع المميز المتواصل ، ومزيدا من النجاح صديقتي الرائعة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.