في إطار نشاط نادي الفنون الدرامية احتضنت دار الثقافة ابن خلدون المغاربية مساء يوم الجمعة 14 جانفي 2005 لقاء مع الثنائي المسرحي الفنانة حليمة داود والكاتب المسرحي سمير العيادي وقد كان من المنتظر أن يشارك في اللقاء المخرج منير العرقي لكن تغيب لالتزامات مهنية... اللقاء تمحور حول مسرحية «انطيقون اليمامة الغراب» وهي آخر إنتاجات مسرح الشراع والتي حققت مؤخرا نجاحا باهرا في مهرجان المسرح العربي بعمان (الأردن) حيث فازت بجل جوائز المهرجان. إذن دعوة فريق هذه المسرحية من قبل منشط النادي الزميل كمال الشيحاوي جاءت مواكبة للحدث وذات أهمية كبرى باعتبار القيمة الفنية للعمل والمكانة التي تحضى بها الفنانة المسرحية حليمة داود وكذلك الكاتب المسرحي اللامع سمير العيادي. لكن ما يلفت الانتباه هو غياب أهل المسرح حيث لم نلحظ حضور أي مسرحي وهذه ظاهرة جديدة في الساحة حيث صارغياب المسرحيين عن عروض زملائهم (حتى في العرض الأول) مسألة عادية جدا. ومن المفارقات أن أهل المسرح يشتكون من غياب الجمهور في عروضهم فإذا كان أهل المسرح لا يشاهدون أعمال بعضهم فكيف يريدون أن يشاهد الجمهور أعمالهم. مشاغل مسرحية لقاء دار الثقافة ابن خلدون كان فرصة لإثارة بعض المشاكل والمشاغل المتعلقة بالفعل المسرحي في تونس وخصوصا التي تشغل بال أصحاب المؤسسات المسرحية التي تنتمي للقطاع الخاص. وقد اثارت السيدة حليمة داود بعضها مثل فضاءات التمارين وفضاءات العروض ومقاطعة المهرجانات للمسرح وكذلك غياب الجمهور. الفنانة حليمة داود أكدت أنها تجد الدعم اللازم من وزارة الثقافة وقالت: «لولا هذا الدعم من الوزارة لما أمكن لمسرح الشراع وبقية فرق المسرح الخاص مواصلة العمل». كما أثارت الفنانة نقطة مهمة وهي ارتفاع أسعار إيجار فضاءات العروض بالرغم من أنها فضاءات تابعة للوزارة أو لبلدية تونس. وطالبت الفنانة بإعادة النظر في هذه الأسعار التي تترواح بين 600 و900 دينار للعرض الواحد حتى يتسنى للفرق الحرة تقديم أعمالها للجمهور. الكاتب سمير العيادي تحدث في مداخلته عن علاقته بمسرح الشراع وعن ظروف إنتاج مسرحية «انطيقون» وذهب إلى القول أن مسرح الشراع يطرح على نفسه تقديم الإنتاجات الجادة التي تطرح قضايا ولها علاقة بالواقع. كما تعرض العيادي إلى مسألة المسرح الناطق بالعربية الفصحى وأكد أن العربية الفصحى ليست سببا في عزوف الجماهير عن المسرح مضيفا أنه بالإمكان تقديم مسرحيات ناطقة باللسان العربي الفصيح وناجحة جماهيريا وهو الحال بالنسبة لمسرحية «انطيقون» التي حققت نجاحات في تونس وفي الخارج.