قدّم المخرج المسرحي منير العرقي أول أمس الأربعاء 28 أفريل في قاعة الفن الرابع بالعاصمة، عرضا لمسرحيته الجديدة «أنطيقون» التي كتب نصّها الأصلي المسرحي الإغريقي الشهير سوفوكل.. ولعلّ أول ما قد يتبادر إلى الذهن هو لماذا هذا النص الإغريقي القديم. «الشروق» سألت منير العرقي في الموضوع.. لماذا «أنطيقون» والحال أن هناك شخصيات مسرحية كثيرة معاصرة ومتمردة؟ صحيح «أنطيقون» شخصية ثائرة ومتمردة ومعارضة وهي شخصية درامية إغريقية ولكن النص الذي اشتغلنا عليه أنا والكاتب سمير العيادي ليس النص الإغريقي فحسب الذي كتبه سوفوكليس وإنما ركزنا بشكل خاص على نص «جون آنوي» وهو نص معاصر وبصراحة شخصية «أنطيقون» هي من الشخصيات التي تعجبني كثيرا منذ أن كنت طالبا في المعهد العالي للفن المسرحي.. ولكن النص الأصلي الذي وضعه سوفوكل يعالج صراع الإنسان مع الآلهة. صحيح الصراع في النص الإغريقي عمودي ولكن جون آنوى حوّله إلى صراع أفقي... وفي مسرحيتي حاولت تعصير النص بإضافة عناصر كثيرة كاستعمال عدّة لغات من أجل كسر الإيهام وإدخال مواقف وصور توحي بالظرف الراهن.. فالحرب حاضرة في المسرحية وفيها إشارات واضحة إلى ما يحدث الآن في فلسطين والعراق.. فأنطيقون هي شخصية «اللا» تحمل كلّ هموم المواطن العربي فهي شخصية رافضة وغير ضائعة... ثائرة على الظلم.. وعموما تعالج «أنطيقون» الحرب في العراق وفلسطين. هذه ثاني تجربة لك مع الكاتب سمير العيادي ما سرّ هذا التواطىء؟ صحيح هناك تواطىء بيني وبين سمير العيادي وخصوصا في هذه المسرحية بالذات فبعد موندو شعرت أن هناك تواصلا وتفاهما بيننا في الكتابة والدراماتورجيا خصوصا.. وفي «أنطيقون» لم يكن سمير العيادي مؤلفا فقط بل كان ممثلا أو عنصرا من العمل... فهو يحضر التمارين يوميا ويعدّل وينقص ويضيف في النص.. وفي رأيي يجب أن يكون التعامل بين الكاتب والمخرج بهذا الشكل كما يجب أن يكون هناك تواصلا مع الممثلين وهو ما حدث بيننا وبين الممثلين حليمة داود وعبد اللطيف خير الدين وأحمد معاوية ونبيلة قويدر ومحمد علي دمق ودلندة بالكيلاني. هل هناك مواعيد قريبة للمسرحية؟ بطبيعة الحال وأذكر مثلا 24 ماي في مهرجان المسرح بقفصة..