لم يترك فريق جندوبة الرياضية للإثارة نصيبا بعد أن احتلّ المركز الأول في الطليعة إثر انتهاء مرحلة الذهاب وبعد أن ابتعد بثماني نقاط عن أبرز ملاحقيه، لكن هل كانت في الحسبان أن يحقق أبناء الشمال هذه القفزة النوعية وهل راهن عليهم أحد قبل انطلاق الموسم؟ قطعا لا، لأن جندوبة الرياضية عرفت عديد الصعوبات و المشاكل خلال المواسم الأخيرة وتجنّبت النزول بمشقة في نهاية الموسم الماضي بفضل استفاقتها خلال مرحلة الإياب. هذه المعطيات جعلت الفريق ينطلق في بداية الموسم الحالي ضمن كوكبة الأندية التي من شأنها أن تلعب الأدوار الثانوية وأن تسعى الى احتلال مرتبة مشرفة في نهاية السباق، خاصة أن الجلسة العامة التأمت في موعد متأخر مما كان من شأنه أن يؤثر على استعدادات الفريق. **من قابس بدأت الحكاية يمكن القول أن الانطلاقة الناجحة، رغم أنها فاجأت الجميع، كانت وراء تألق جندوبة الرياضية وتميّزها خلال النصف الأول من السباق. وقد كان للإنتصار الأول الذي عاد به الفريق من قابس أمام المستقبل المحلي وقعه الايجابي إضافة إلى «العمل» الكبير الذي قام به المدرب محمد الجلاصي الذي أكد كفاءته وجدارته بتحمل هذه المسؤولية، ذلك أنه عرف كيف يضع في أذهان اللاعبين أن فريقهم لا ينقصه شيء حتى يكون في صفّ المتميزين من أجل المراهنة على الصعود. من هنا كان التأكيد خلال الجولات اللاحقة إذ يجدر بالتذكيرأن الفريق لعب 13 مباراة حقق خلالها تسعة انتصارات وأربعة تعادلات ولم يذق الى حدّ الآن طعم الهزيمة. لعلّ الأرقام وحدها تكفي لإبراز ماحققته جندوبة الرياضية التي حافظت تقريبا على نفس الزاد البشري للموسم الماضي باستثناء رحيل المهاجم سلامة القصداوي الذي انتقل الى الترجي الرياضي التونسي وقدوم السينغالي مختارنداي لتعويضه. كما يجدر التذكير بأن المجموعة تعزّزت خلال الفترة الأخيرة للإنتقالات بلاعبين جديدين وهما محمد الطرهوني ويامن مهاوش القادمان من الملعب التونسي، وهو ما يعني أن الفريق عازم على مواصلة مسيرته الوردية بنفس العزيمة من أجل تحقيق حلم راود طويلا أهالي مدينة جندوبة وأضحى تحقيقه شبه متأكد بشرط أن يتسلّح اللاعبون بالتواضع وحب العمل وبذل الجهد والمثابرة الى حين بلوغ خط الوصول. **حصيلة رائعة للتذكير، فإن حصيلة جندوبة الرياضية تعتبر مثالية مثلما تجسّمه هذه الأرقام: 13 مباراة: 9 انتصارات و4 تعادلات الأهداف المسجلة: 16 هدفا (الترتيب الثاني) الأهداف المقبولة: 5 أهداف (الترتيب الأول في الدفاع) هدّافو الفريق: أربعة لاعبين تمكنوا من تسجيل 12 هدفا يتقاسمونها بالتساوي (3 أهداف لكل منهم). كما يجدر التذكير بأن جندوبة الرياضية ستلعب فوق ميدانها في سبع مناسبات خلال مرحلة الإياب مقابل ستة تنقلات الى أريانة وجربة ومدنين وجرزونة والقيروان وزويتن (الأولمبي للنقل). **في انتظار الدعم رغم أن الفريق حقق نتائج رائعة فاقت التوقعات، فإن الوضع المالي للجمعية يظلّ في حاجة الى مزيد الدعم وهو ما يجب أن يدركه الجميع خاصة في أوساط الأحباء الميسورين، ذلك أن تتالي الانتصارات وضرورة توفير كل وسائل النجاح للاعبين تتطلب تضحيات جمة قد تفوق الامكانات الحالية للهيئة المديرة التي تقوم، والحق يقال، بعمل جبار في انتظار أن تمتدّ اليها أيادي القادرين على الدعم المالي. ورغم أن السيد محسن العشي رئيس الجمعية أشعر الجميع بذ لك حين خامرته فكرة تقديم استقالته وهو ما يستدعي وقفة كبيرة من الأطراف المعنية. كما يحق التنويه بالدعم المعنوي المتواصل من طرف الأحباء، سواء في جندوبة أو خلال تنقلات الفريق داخل الجمهورية وهو ما شكّل دفعا كبيرا للاعبين وسهّل مهمتهم في أكثر من مناسبة. **ماذا قالوا عن المسيرة الموفقة؟ * السيد محسن العشي (رئيس الجمعية) «لم تكن مهمتنا سهلة نظرا الى وضعية الجمعية ولا أنكر أنني لم أقبل بالمهمة إلا انطلاقا من حبي وإخلاصي لجمعيتي ووعود عديد الأطراف بمساعدتي، وفي هذا الإطار تمّ بعث هيئة عليا للدعم قد تساعدنا في مهمتنا وتضمن لنا النجاح. أعتبر أن اللحمة الموجودة بين اللاعبين منذ ثلاثة مواسم ساهمت في تحقيق هذه النتائج الممتازة، لكن علينا مواصلة العمل بنفس الجدية لتفادي مفاجآت غير سارة». * نور الدين المعروفي (رئيس لجنة الأحباء) «في الحقيقة، انبهرنا بما حققه فريقنا منذ بداية الموسم ان المهمة لم تكن سهلة، أعتبر نجاح جندوبة الرياضية عملا جماعيا ساهمت فيه كل الأطراف وهي مناسبة لتوجيه تحية خاصة ا لى رئيس الجمعية والإطار الفني واللاعبين، وأخرى الى السلط الجهوية وإلى جميع الأحباء الذين لم يبخلوا بتشجيعهم وشدّ أزر جمعيتهم في كل الظروف». * محمد الجلاصي (مدرب الفريق) «عند انطلاقة الموسم ونظرا الى الصعوبات التي مرّ بها الفريق في الموسم السابق، سعينا الى الظهور بوجه مشرف بهدف احتلال مرتبة مشرّفة. لم نكن نفكر في الصعود في مثل تلك الظروف، لكن بعد أن تيسّر لنا تحقيق هذه النتائج والابتعاد عن أبرز منافسينا في أعلى الترتيب، أصبح من الضروري التفكير في الصعود وبذل جهود إضافية من أجل تحقيق هذه الغاية. بالنسبة الى ما تبقى في السباق، علينا عدم استسهال أي منافس كما يجب علينا كسب كل المباريات التي سنجريها في جندوبة. إجمالا، أعتقد أننا قطعنا شوطا هاما نحو التتويج والصعود، لكن لا بدّ من مواصلة العمل وبذل مجهودات أكبر وتجنّب الغرور». * باتريك سنداي (صانع ألعاب) «لقد آمن اللاعبون بحظوظهم منذ البداية وأمكن للفريق استغلال اللحمة القوية التي يكونها اللاعبون منذ عدة مواسم. ما تحقق الى حدّ الآن كان نتيجة جدية وتضحيات كل الأطراف وأذكر هنا بصفة خاصة المدرب ورئيس الجمعية. مرحلة الذهاب زادت في ثقتنا في امكانياتنا ونحن قادرون على مواصلة السباق بنفس العزيمة لبلوغ الهدف المنشود». * أنيس العرفاوي (مهاجم) «استخلصنا الدروس مما حدث في الموسم السابق وانطلقنا هذا العام بروح انتصارية وثقة في امكانياتنا. حاليا، يمكن القول أن الأجواء طيبة جدا وتتّسم بالتفاؤل خاصة أن اللاعبين يجدون الدعم الكامل لدى المسيرين، وهذه العوامل ستجعلنا نؤكد تفوقنا وسيطرتنا على السباق وجدارتنا بالصعود رغم أننا واعون بأن الأهم يتمثل في مواصلة الطريق بنفس الجدية».