تعليم الأبناء والسهر على نجاحهم هي من هواجس التونسي وكذلك امتلاك المسكن اللائق. واذا أمكن للدولة التونسية أن تحقق الاكتفاء الذاتي، ان صح التعبير في الحفل التربوي بفضل شبكة المدارس والاعداديات المنتشرة في كل قرية ودشرة، فإن الجهود ما زالت متواصلة لتوفير المساكن الاجتماعية لمن تعوزهم الامكانيات. والكثير من هؤلاء تضطرهم صعوبات الحياة على الاحتماء بمساكن «غير اللائقة». والظاهرة المثيرة للانتباه أن هذه المساكن تنبت في الأراضي التي لا تصلح بالمرة للسكن، كالسباخ ومجاري الأودية وما شابهها من الأراضي العارية التي يحصل أحيانا أن تتحول الى ما يشبه الأحياء فتجد السلطات الادارية والبلدية نفسها أمام خيارات صعبة لا مفر منها، وهو ما يسمى بالهدم حماية للمتساكنين أنفسهم من المخاطر التي تتهددهم خاصة في مواسم الأمطار الغزيرة وحماية للنسيج العمراني. وتزداد المشكلة حدة عندما يكون الأمر متعلقا بمواطنين لا مداخيل قارة لهم ولا أمل لهم في امتلاك غرفة حتى على وجه الكراء، ومن هنا جاءت المقاربات الاجتماعية والانسانية كحل توفيقي بين ضرورة تعويد المواطنين على احترام تراتيب البناء وأمثلة التهيئة وضرورة معالجة الحالات الاجتماعية الصعبة بتهيئة بعض المقاسم وبناء مساكن عصرين لائقة لفائدة سكان الأكواخ، وهو ما تم هذه الأيام في منطقة رواد الشاسعة والمعروفة بسباخها وأوديتها والتي يخشى أن تتضخم فيها الأحياء القصديرية التي عادة ما تبدأ ببعض الأكواخ المتناثرة لتتحول في بضعة سنوات إلى أحياء بأكلمها مثلما حدث في نهاية الستينات والسبعينات في بعض المناطق المعروفة والتي تحوّلت الى أحزمة سوداء على حساب المناطق الخضراء التي كان من الفروض أن تبقى المتنفس الطبيعي لتونس الكبرى. وقد تحركت السلطات المعنية بمنطقة رواد في الوقت المناسب بالعمل على تطويق ظاهرة البناء الفوضوي قبل فوات الأوان وعملت بالتوازي مع ذلك، على ضبط قائمات في المحتاجين أكثر من غيرهم وايوائهم في مساكن تم تشييدها في برج الطويل من معتمدية رواد. وتم ذلك في اطار مشروع رئاسي جديد من المشاريع الرائدة التي سهر على انجازها الصندوق الوطني للتضامن 26-26 بالتعاون مع الهياكل الجهوية والمحلية. وبلغت كلفة هذا الانجاز 300 الف دينار، صرفت لانجاز 15 مسكنا حضريا بكلفة 20 ألف دينار للمسكن الواحد. وتسلم المنتفعون مفاتيح بيوتهم الجديد في نهاية الأسبوع المنقضي، في موكب احتفالي بهيج تخللته مشاعر الفرحة والاستبشار والتعبير عن بالغ الامتنان والعرفان بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي. وقد أبرز السيد الطاهر المبروك معتمد رواد مدى حرص السلطات الجهوية والمحلية بولاية أريانة على تجسيد السياسة الاجتماعية الرائدة التي أرسى دعائمها سيادة رئيس الجمهورية، من خلال برامج مدروسة تراعي الحاجيات الخصوصية والحالات المتأكدة كما تراعي مقتضيات التهيئة العمرانية والسهر على سلامة البيئة والمحيط.