تنظر المحكمة الجنائية بالكاف قريبا في قضية تورط فيها أب وابنه بتهمة محاولة قتل خصمهما عمدا مع سابقية القصد طبقا لاحكام الفصلين 59 و201 من المجلة الجنائية. وتفيد الأبحاث المجراة في القضية ان الأب المتهم كان في خلاف مستمر مع المتضرر من أجل حدود الأرض ولم يجد حلا مناسبا غير اعداد خطة لازاحته نهائيا، فبقي يتحين الفرصة إلى أن جاء اليوم الذي قرر فيه تنفيذ عمليته فطلب من ابنه البالغ من العمر عشرين سنة أن يتسلح بهراوة وتحولا إلى الطريق التي كان يسلكها المتضرر عند عودته من المدينة على متن دراجته النارية. أخذا مكانا منزويا وظلا يتربصان إلى أن شاهدا المتضرر يقترب منهما وما أن صار حذوهما حتى انقض الشاب عليه بالهراوة على مستوى رأسه فسقط على اثرها في الحين متألما. ورغم ذلك واصل المتهمان تعنيف خصمهما ركلا بالأرجل وضربا بالعصا حتى فقد وعيه تماما ثم تركاه على حالته وعادا إلى موطن سكناهما اعتقادا منهما انهما تخلصا من خصمهما الذي ما انفك يسبب لهما الازعاج، إلا أن المتضرر استفاق بعد مدة زمنية من غيبوبته وشرع يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة من المتساكنين الذين هبوا إليه ونقلوه إلى قسم الاستعجالي بالمكان حيث تلقى الاسعافات اللازمة وأجريت عليه عدة عمليات جراحية كان لها الفضل في انقاذه من الموت. وقدرت نسبة العجز البدني المستديم ب8 حسب التقرير الطبي. وتم ابلاغ النيابة العمومية بالأمر فأصدرت إنابة عدلية تولى بمقتضاها المحققون البحث في القضية ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى تمكنوا من القاء القبض على الأب وابنه. وبالتحري معهما تمسكا بالانكار في سائر الأبحاث إلا أن كل الأدلة والحجج والمحجوز وشهادة الشهود وأقوال المتضرر كانت ضدهما وعلى هذا الأساس قررت دائرة الاتهام احالتهما على هيئة الدائرة الجنائية لمقاضاتهما.