تشارك مئات من المنظمات غير الحكومية الأمريكية إلى جانب آلاف أخرى من المنظمات غير الحكومية في أكثر من مائة من دول العالم في الدورة الخامسة لمؤتمر «المنتدى الاجتماعي العالمي» الذي يبدأ أعماله اليوم الأربعاء في مدينة بورتو أليغري على الساحل الشرقي للبرازيل. ويعتبر المنتدى الاجتماعي العالمي (الذي يتواصل حتى الحادي والثلاثين من جانفي الجاري) قمة شعبية مضادة للمنبر الاقتصادي العالمي الذي يعقد في دافوس بسويسرا ويجمع نخبة من رجال السياسة والمال. وخلافا له فإن المنتدى الاجتماعي العالمي يعطي صوتا لأولئك الذين يشعرون بأن الحكومات والمؤسسات متعددة الجنسيات تقوم بتهميشهم، والذين يسعون الى تحقيق المزيد من الاحترام لحقوق الإنسان في مجتمعاتهم. ويتوقع منظمو المؤتمر في بيان أرسل إلى مراسلنا عبر البريد الإلكتروني، أن يزيد عدد المشاركين على مائة ألف يبحثون ويناقشون الاستراتيجيات لمواجهة الصفقات التجارية المثيرة للجدل في شمال وجنوب العالم التي تشكل آثارها مسالة تدخلات تؤثر على الناس العاملين أينما كانوا يعيشون. وتقول المديرة الميدانية لمنظمة مراقبة التجارة العالمية في واشنطن تيمي غيرسون إنه «مع إعادة انتخاب جورج بوش فإن كثيرا من الناس في العالم نفضت أيديها من الولاياتالمتحدة.» مشيرة إلى أن فترة بوش الثانية قد قوبلت بالامتعاض من جانب الكثيرين. ونقاد بوش لا يتفقون مع العديد من السياسات التي تتبناها حكومته بدءا من قرار شن الحرب على العراق وانتهاء بفشل الولاياتالمتحدة في المصادقة على بروتوكول كيوتو لخفض التلوث في العالم الذي يؤدي إلى ظاهرة الانحباس الحراري. ويسعى المشاركون إلى أفكار ملهمة ومبدعة في الكفاح ضد استغلال الشعوب وموارد الثروة الطبيعية. وتضيف غيرسون في حديث معها «إن جزءا من دورنا هو إظهار أنه توجد مقاومة هنا ودراسة ما الذي تعنيه أربع سنوات أخرى (تحت قيادة بوش) بالنسبة لنا جميعا.» مؤكدة أن «من المهم أن تشعر أنك جزء من الحركة العالمية وبخاصة بالنسبة لكثير من النشطاء في الولاياتالمتحدة الذين يشعرون بالعزلة الآن.» ويجتذب جدول أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي آلاف المجموعات التي تمثل الناس والعاديين بما في ذلك اتحادات العمال والمناهضين للديون والنشطاء من أجل البيئة والصفقات التجارية العادلة والمناهضين للعولمة الأمريكية والحروب ضد الشعوب. وكان المنتدى قد اجتذب في دورته الأولى في عام 2001 نحو 20 ألف مشارك، فيما زاد عدد المشاركين في دورته للعام الماضي في مدينة مومبي بالهند على 74 ألف. ويقول جون كاتا لينوتو من مركز العمل الدولي في واشنطن التي تعتبر راس حربة في الحملة الأمريكية المطالبة بإنهاء احتلال العراق «إن الكثير من الأمريكيين بشكل عام يفكرون بالتعاون الدولي والفقراء بسبب كارثة تسونامي، ولكن هناك قضايا أساسية جدا للبحث مثل المياه لكل شخص وإصلاح الأراضي، وسنكون مهتمين بما سيفعل ضد الحرب» ومثلما جمع المنتدى الاجتماعي الأوروبي في عام 2002 أكثر من عشرة ملايين متظاهر ضد الغزو الأمريكي للعراق فإن كاتالينوتو يأمل بأن ينظم منتدي بورتو أليغري يوما دوليا آخر للعمل ضد الحرب في الذكرى السنوية الثانية للحرب على العراق. ويوافق على القول بأنه على الرغم من أن الناس في حركة المجتمع المدني يعرفون عن المنتدى الاجتماعي العالمي إلا أنه يجري تجاهله من وسائل الإعلام الجماهيري.»