موسكو واشنطنطهران (وكالات) اعتبر رئيس مركز الامن الدولي في روسيا أن الولاياتالمتحدة لن تقدم على تنفيذ عملية عسكرية «مجنونة» على طهران لكنها قد تقوم بتوجيه ضربات صاروخية ضد المنشآت النووية الايرانية. وحذّر مسؤول عسكري ايراني في هذا الصدد من أن الولاياتالمتحدة ستواجه 10 ملايين «استشهادي» في حال قرّرت مهاجمة ايران. وتزايد الحديث بقوّة هذه الايام حول احتمال ان تقدم الولاياتالمتحدة على شن عملية عسكرية على ايران بسبب برنامجها النووي. توقعات... ومخاوف وقال رئيس مركز الامن الدولي في موسكو ألكسي أرباتوف في هذا الاطار أنه من المستبعد أن تقدم الولاياتالمتحدة على «سيناريو مجنون» مثل القيام بعملية عسكرية كبيرة في ايران نظرا لوجود العديد من العوامل التي قد تؤدّي الى خروج الوضع السياسي عن نطاق السيطرة ومنها المقاومة المستميتة التي سيبديها الايرانيون لصد المعتدين». لكن الخبير الروسي لم يستبعد في المقابل احتمال قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات صاروخية وجوية الى المنشآت الايرانية التي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية. من جهته رأى جوزيف تشيرينشيون، الخبير في نزع الاسلحة في مؤسسة «كارينغي» أنه ليس هناك شك في أن الرئيس الامريكي جورج بوش و»الصقور» المحيطين به يستعدون للمواجهة مع ايران. وقال تشيرنيشيون «إنهم يعتقدون ان لديهم تفويضا وأنه ليس لديهم وقت كبير لتنفيذه وأنهم بعزمهم سيتمكنون من تغيير العالم وينوون القيام بذلك». ورأى أنه إذا امتلكت ايران السلاح النووي فإن ذلك سيكون بمثابة صفعة كبيرة للادارة الامريكية التي وعدت بأنها ستتصدى بكل الوسائل لامكانية امتلاك البلدان المتهمة بدعم الارهاب أسلحة دمار شامل. تهديدات... ايرانية وعلى وقع هذه التوقعات تحديدا وجه مسؤول عسكري ايراني امس تحذيرات شديدة الى الولاياتالمتحدة هدّد فيها باعداد 10 ملايين «استشهادي». وقال الجنرال محمد باقر زولقادر، مساعد قائد الحرس الثوري الايراني «إن طهران هي القوّة العسكرية الرئيسية في المنطقة ووجود 10 ملايين استشهادي مستعدين لتنفيذ عملياتهم جعل من ايران كابوسا مرعبا للولايات المتحدة». وأضاف الجنرال الايراني في تصريحات لصحيفة «كيهان» الايرانية « إذا كانت الولاياتالمتحدة تريد الاعتداء على ايران فإن عليها أن تعلم ان طهران لا تتوانى اطلاقا في الدفاع عن نفسها وستكون قادرة على ضرب العدو بقوّة وفي كل مكان». وتابع «إننا لا نريد الحرب لكن في حال ارتكبت الولاياتالمتحدة خطأ فإننا سنلقنها درسا لا ينسى». وكان العسكري الايراني يرد بذلك على التصريحات التي كان قد أدلى بها الرئيس الامريكي جورج بوش والتي لم يستبعد فيها «الخيار العسكري» ضد ايران. وكان بوش قد قال ان بلاده تأمل في التوصل الى تسوية سلمية للازمة القائمة مع ايران «لكنها لا تستبعد اي خيار في هذا الصدد». وقبل بوش كان نائبه ديك تشيني قد اثار بدوره الازمة النووية الايرانية وقال ان واشنطن تشعر بالقلق حيال هذا الامر.