بغداد سامراء كركوك (وكالات) بدا العراقيون كأنهم على أبواب حرب مقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات التي استنفرت الحكومة العراقية المعينة جميع قواتها الأمنية لضمان أمنها بينما واصلت الجهات المعارضة للانتخابات استهدافها مراكز الاقتراع في أنحاء متفرقة من العراق رغم حرص حكومة علاوي على سرية هذه المراكز بشكل جعل المواطنين العراقيين في حالة حيرة وتردد. وهددت عدة جماعات مسلحة بتسخير كل ما لديها من قوة لاحباط الانتخابات وافشالها بينما أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة حالة الطوارىء في بغداد وفي عدة مدن أخرى لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم غد السبت مما جعل العراقيين في حالة أشبه بحالة حرب. حالة حرب وفي ظل هذه الأجواء استهدفت المدارس التي تحول معظمها الى مراكز للاقتراع والشعور بأن حربا قد بدأت وارتفعت أسعار البضائع في العراق بشكل مفاجىء فيما اختفت بعض البضائع المهمة من الأسواق كما اختفت أدوية مهمة من الصيدليات وارتفعت أسعار أدوية أخرى في أجواء سباق بين العراقيين على توفير حاجاتهم المنزلية قبل اعلان حظر التجول استعدادا للانتخابات بينما شهد سعر صرف الدولار انخفاضا مفاجئا وصل الى 1350 بعد أن كان لأشهر مضت في حدود 1460 دينارا عراقيا. وغادر الكثير من العاملين في بغداد العاصمة وعادوا أدراجهم الى مدنهم مع عطلة نهاية الأسبوع لتغلق الكثير من المحلات الخدمية والمصانع والورشات وتخلو الفنادق من ساكنيها القادمين من مدن بعيدة كما عاد أهالي بغداد العاملون في المدن الأخرى إلى بيوتهم ببغداد. وفي مشهد بدا شبه مألوف يتجمع عشرات العراقيين في أحيائهم قرب المخابز والأفران للحصول على أرغفة بكميات كبيرة خوفا من عدم تمكنهم من الخروج في الأيام المقبلة من الحصار الانتخابي. وبدأت حصة كل عائلة من الخبز تزيد عما هو متعارف عليه فبينما كانت العائلة تكتفي يوميا بعشر أرغفة من الخبز بدأت تشتري مئات الأرغفة وتتسوق الأغذية الجافة وتخزن المياه والمعلبات. ويذكر هذا المشهد العراقيين باستعداداتهم لحرب 1991 وحرب 2003 . وشملت هذه الاستعدادات أيضا وزارة الصحة العراقية التي خصصت نحو 190 مستشفى لاستقبال حالات الطوارىء. واذا كان العراقيون قد ألفوا في الحروب الماضية حفر الخنادق وتجميع أكياس الرمل في الشوارع خوفا من شظايا القصف فإن حكومة علاوي هذه المرة أغلقت جميع الطرق إلى المراكز الانتخابية وسيتم نشر قوات من الشرطة والجيش حولها بينما ستنطلق الطائرات المروحية الأمريكية لتغطي سماء العراق ومراقبة ما يحدث على الأرض لتأمين الانتخابات. تكتم ويرفض المسؤولون في الحكومة العراقية المؤقتة الكشف عن الأماكن التي سيدلي فيها المواطنون بأصواتهم بعد غد حتى اللحظة الأخيرة في محاولة لمنع الجماعات المسلحة من تفجير مراكز الاقتراع. وشكا أحد الشيوخ في مدينة سامراء قائلا «أي انتخابات؟ لا أعلم أي شيء عن الانتخابات ولم يخبرني أحد الى أين يجب أن أذهب لأدلي بصوتي». وقال شاهر محمود (60 عاما) لقد عشت في سامراء 24 عاما ولا أعرف من المرشحين أو أسماء الأحزاب شيئا ولا أعرف أين أدلي بصوتي. وأضاف محمود أن الجنود الأمريكيين يلوثون منزله بالطين من آثار أقدامم في كل مرة يأتون للبحث عن السلاح لكنهم لا يقولون له أين يقع المركز الانتخابي الذي يتبعه. ورغم هذا التكتم ازدادت حدة استهداف المراكز الانتخابية في مناطق متفرقة من العراق. وذكرت الشرطة العراقية في كركوك أمس أن قنابل يدوية الصنع انفجرت في ثلاث مراكز للاقتراع في المدينة وتعرضت مراكز أخرى للاقتراع في سامراء لهجمات بسيارات مفخخة أمس أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلا.