التخوفات من قناة «روتانا سينما» التي ظهرت حديثا على البارابول، لم تعد تشغل المصريين وحدهم فقد امتدت في الآونة الأخيرة لتشمل الموزعين وأصحاب قاعات السينما في تونس إذ يشعر هؤلاء بقلق شديد جراء المنافسة المنتظرة مع هذه الشاشة الجديدة. ويخشى أصحاب القاعات والموزعون خصوصا أن تفتك منهم «روتانا» السبق في عرض الافلام المصرية الجديدة مع العلم وأنها بدأت بالفعل في الكشف عن برامجها للأيام القادمة. ومنذ إعلان «روتانا سينما» عن الأفلام المصرية الجديدة التي ستبثها في الأيام القادمة، وهي أفلام لم تجهز بعد ومع ذلك اشترت القناة حقوق استغلالها وبثها مباشرة بعد عرضها في القاعات المصرية، تسلّل الخوف إلى نفوس الموزعين في تونس. روتانا سينما تنافس القاعات وتعرض القاعات التونسية في العادة الأفلام التي يتم اقتناؤها من مصر، وهي أفلام مصرية كلها، بعد ستة أشهر على الأقل، وأحيانا تصل المدة إلى حدود العام مثلما هو الشأن مع شريط «فول الصين العظيم» الذي يعرض الآن في القاعات التونسية.. وبما أن قناة «روتانا سينما» ستقوم بدورها بشراء حقوق بث هذه الأفلام، مثلها مثل الموزعين في تونس، فإن مواعيد بث أو عرض هذه الأفلام، ستكون متوازية أي في نفس الفترة تقريبا وفي أقصى تقدير بفاصل زمني لا يتجاوز الشهر. وفي هذه الحالة ستفقد قاعات السينما نسبة كبيرة جدا من جمهورها الذي سيفضل حتما مشاهدة نفس الأفلام على الشاشة الصغيرة (روتانا سينما) بدل التنقل إلى قاعات السينما.. وقد أعلنت قناة «روتانا سينما» فعلا، من خلال الومضات الاعلانية التي ما فتئت تبثها في الأيام الأخيرة، عن عدد من الأفلام المصرية الحديثة جدا، التي ستعرضها مباشرة بعد استغلالها في القاعات المصرية، أي قبل وصولها إلى تونس. ولا يخفي الموزعون في تونس قلقهم الشديد من هذه الاعلانات ذاتها لأنها حتما شتثني الجمهور عن الذهاب إلى قاعات السينما، وانتظار قناة «روتانا سينما» بما أنها ستبث كل الأفلام المصرية الجديدة. TPS ثم روتانا سينما وفي الواقع ما ستقوم به قناة «روتانا سينما» من منافسة للقاعات التونسية ليس أمرا جديدا، فقد سبقتها إلى ذلك باقة «التي.بي.آس» (TPS) الفرنسية التي ما فتئت تبث أفلاما أجنبية أمريكية وفرنسية حديثة جدا. وقد بثت هذه الشبكة أو الباقة عبر قنواتها، العديد من الأفلام الأجنبية، قبل ظهورها في القاعات التونسية.. وإذا كان مجال ال»TPS» محدودا في السينما الأجنبية، فإن مجال «روتانا سينما» سيمتد من السينما العربية إلى السينما الأجنبية. ويتردد منذ أيام أن «روتانا» بعد بعثها ل»روتانا كليب» و»روتانا سينما» ستبث في القريب قناة ثالثة خاصة بالسينما الأجنبية. هذا هو المطلوب والمطلوب الآن في ظل انتشار هذه القنوات التي بدأت تهدّد بشكل جاد وخطير قاعات السينما في تونس، هو مراجعة الموزعين لسياسة عملهم باقتناء الأفلام الحديثة حال ظهورها وعرضها بالتوازي مع القاعات المصرية (بالنسبة للأفلام المصرية) والقاعات الأوروبية (بالنسبة للأفلام الأمريكية والفرنسية).. وهذا النهج أو السياسة العملية، وان كانت مكلفة ماديا نظرا لغلاء الأفلام حديثة الانتاج، فإنها تبقى الحل الأوحد بالنسبة للموزعين حتى لا تغلق القاعات أبوابها.