بعد شريط «صندوق عجب» للمخرج السينمائي رضا الباهي، تقدم قناة تونس 7 يوم السبت 17 افريل الجاري شريط «الكتبية» لنوفل صاحب الطابع. وهذه المرة الثانية التي يعرض فيها شريط سينمائي تونسي على الشاشة الصغيرة قبل عرضه على الشاشة الكبيرة اي في قاعات السينما التجارية وذلك نتيجة امتناع الموزعين وأصحاب القاعات عن اقتناء حقوق استغلال وتوزيع الشريطين!في الاثناء جدّت «معركة» كبيرة منذ ايام بين اصحاب القاعات في العاصمة الذين يحتكرون في نفس الوقت قطاع التوزيع من اجل الفوز باحتضان تظاهرة ايام السينما الاوروبية التي ستنتظم قريبا في احدى القاعات بالعاصمة! عزوف عن الفيلم التونسي! ويبرر الموزعون وأصحاب القاعات امتناعهم، وعزوفهم عن توزيع وعرض الافلام التونسية وخصوصا المنتجة في السنوات الاخيرة بعدم اقبال الجمهور عليها وبالتالي عدم مردوديتها على مستوى الايرادات... ولكن الغريب في المسألة هو ان عددا من اصحاب القاعات المذكورة الذين يعملون في نفس الوقت في مجال التوزيع حصلوا شأنهم شأن اصحاب اغلب الافلام التونسية على دعم مالي من وزارة الثقافة والشباب والترفيه. واذا كان الدعم الذي حصلوا عليه هو في الاصل لغاية تأهيل قاعاتهم واصلاحها من اجل استعادة الجمهور الذي عزف عن مشاهدة الافلام في القاعات الا انه يدخل كذلك (اي الدعم) في منطق دعم السينما التونسية والتشجيع على استغلالها وتوزيعها في القاعات، والا ما الفائدة من دعم القاعات اذا كانت تقتصر في عروضها على الافلام الاجنبية؟! فالمفوضية الاوروبية التي تشرف سنويا على تنظيم ايام السينما الاوروبية في تونس وتحديدا في القاعات التجارية هدفها الرئيسي دعم الفيلم الاوروبي ليس انتاجا وإنما ترويجا... وهي تمنح مقابل ذلك ولأصحاب القاعات تحديدا، منح ايجار القاعات! ولهذا السبب تشتد المنافسة في كل عام بين اصحاب القاعات من اجل كسب ودّ المشرفين على التظاهرة لان فيها مداخيل مالية كبيرة. وقد جدّت حديثا «معركة» كبيرة في هذا الشأن. المطلوب من وزارة الثقافة ويحصل عدد من اصحاب القاعات على امتداد الموسم على منح دعم اخرى من مؤسسة «أوروبا سينما» التابعة بدورها للاتحاد الاوروبي وذلك مقابل ترويج السينما الاوروبية في القاعات التونسية... ورغم عدم مردودية هذه السينما يحرص اصحاب القاعات على برمجتها وعرضها في فضاءاتهم لأن مقابلها مسبق الدفع... وهنا يتوجب على وزارة الثقافة والشباب والترفيه فرض الفيلم التونسي المدعوم على اصحاب القاعات لعرضه مقابل منح الدعم التي منحتهم اياها مقابل تأهيل قاعاتهم وإصلاحها او تخصيص نوع جديد من منح الدعم على الاستغلال والتوزيع لفائدة الانتاج السينمائي التونسي، لانه في حالة تواصل عزوف الموزعين واصحاب القاعات عن استغلال وتوزيع الفيلم التونسي فإن مآل السينما التونسية سيكون التلفزة. كما هو الشأن بالنسبة ل «صندوق عجب» لرضا الباهي و»الكتبية» لنوفل صاحب الطابع... اما اذا عزفت التلفزة كذلك عن اقتناء حقوق بث هذه الافلام فإن نهاية السينما التونسية ستكون قريبة.