برافو، برافو من الاعماق نقولها للمنتخب الوطني لكرة اليد رغم اضاعته أمس لبطاقة الترشح الى الدور نصف النهائي.. برافو لأنه قدم على ابتداء هذه البطولة العالمية مردودا رائعا جدا وأسعد ملايين التونسيين.. برافو لأنه حقق انجازا تاريخيا وهو دخول المربع الذهبي مع أفضل المنتخبات وأكثرها خبرة.. صحيح ان منتخبنا كان قادرا في حوار الامس على الافضل أي الترشح والدفع بأحلامه الى منصة التتويج لكن الصحيح ايضا انه وجد في طريقه منافسا من الطراز الرفيع ومن دون نقاط ضعف تقريبا في كل المراكز، له خبرة كبيرة بمثل هذه المواجهات الحاسمة وعلى أتم الاستعداد ذهنيا وبدنيا وتكتيكيا اضافة الى تصميمه الواضح على الانتصار. بداية اللقاء كانت رغم ذلك ايجابية لمنتخبنا الوطني الذي لعب بانضباط في الدفاع وقلّص بشكل كبير من فاعلية لاعبي الدائرة أوريوس وغارابايا وأغلق جيدا المنافذ أمام الجناحين. هذا النجاح التكتيكي مكّن المنتخب الوطني من المحافظة على توازن واضح مع المنتخب الاسباني على مستوى الفرص والنتيجة التي ظلت متعادلة تقريبا الى حدود الدقيقة 21 التي شهدت وسام بوسنينة يمنح الاسبقية لزملائه (12/11) لاول مرة خلال الشوط الاول ثم (13/12) قبل ان يعود المنتخب الاسباني بقوة ليعدل في مستوى الهدف السادس عشر عن طريق روميرو ويحدث الفارق عن طريق نفس اللاعب (17/16) ثم ينهي هذا الشوط لصالحه بفارق هدفين (18/16). رقابة صارمة على وسام حمام منذ الدقائق الاولى لهذه الفترة فرض المنتخب الاسباني رقابة مشددة على وسام عن طريق اللاعب رقم 13 هرنانديز وحرم المنتخب الوطني من احدى نقاط قوته. الاسبان قلّصوا بهذه الورقة التكتيكية من قوة ونجاعة الهجوم التونسي وقد ساهم اخفاق لاعبينا أمام الحارس العملاق دافيد باروفي بإدخال بعض الشك الى نفوسهم ومنح الثقة لأبناء المدرب باستور. **انعدام الحلول مع بداية الشوط الثاني انتظرنا استفاقة للمنتخب الوطني وهو ما تم فعلا فقد تمكن ذاكر السبوعي وعصام تاج من تعديل الكفة (18/18) ومنح وسام بوسنينة الأسبقية لتونس (19/18) وكان بإمكان منتخبنا ان يوسع هذا الفارق ويلعب بثقة أكبر لولا تواصل الاخفاق الهجومي وتألق الحارس الاسباني الامر الذي سمح لاوريوس وغارالدا وغارسيا بالعودة في النتيجة وأخذ الاسبقية لصالحهم الى حدود 3 أهداف (21/18). تقدم المنتخب الاسباني لم يمنع عناصرنا الوطنية من رد الفعل والتعديل عن طريق بوسنينة (21/21) قبل ان يحقق هذا الاخير التفوق لزملائه (23/22). المنتخب الوطني عجز مرة أخرى عن الاحتفاظ بهذه الاسبقية حيث ضاعت عدة محاولات هجومية وتمكن الاسبان من التعديل (26/26) ثم تعميق الفارق لصالحهم (29/26) و(30/27) و(32/29) عن طريق غرسيا قبل ان يقلص وسام بوسنينة النتيجة الى حدود (33/30) وهي الحصيلة التي انتهت بها المباراة وبها ترشح المنتخب الاسباني الى نصف النهائي لأول مرة في تاريخه اذ لم يسبق مطلقا لاسبانيا في اية بطولة عالمية ان تجاوزت نصف النهائي والمرتبة الرابعة في أحسن الاحوال. **رقابة مضاعفة مقارنة بالدفاع الاسباني الذي كان يوم أمس متغيرا من (6/0) الى (4/2) في بعض الاحيان يمكن القول ان دفاع منتخبنا الوطني لم يستطع المواصلة بنفس المجهود والتركيز خلال الشوط الثاني حيث تكرر الاقصاء بدقيقتين. أما على الصعيد الهجومي فقد عجز علي مادي عن التجسيم من مركز الجناح فيما أدى الضغط النفساني الى اخفاق اللاعبين في تحويل الفرص التي أتيحت لهم الى أهداف بما في ذلك ضربات الجزاء. المنتخب الاسباني نجح خلال الشوط الثاني ايضا في شل فاعلية وسام حمام وفرض رقابة صارمة على هيكل منم منسق المنتخب. خلال هذا الشوط اعتمد الاسبان بصفة كلية تقريبا على الظهير روميرو وعلى لاعبي الدائرة وقد صنعوا لوحدهم تقريبا انتصار منتخبهم سواء بتسديداتهم القوية او باختراقاتهم المتكررة لدفاع المنتخب التونسي. **حافظوا على هذا المنتخب رجاء.. حافظوا على هذا المنتخب، هذه الرسالة التي يمكن ان نبعث بها الى كل التونسيين فالوصول الى الدور نصف النهائي للمونديال ليس حدثا عابرا وليس في متناول اي منتخب. منتخبنا شرّف تونس بامتياز وروعة طيلة الدورة وكان في مستوى انتظارات أحبائه بل انه افتك بأدائه المتميز جدا اعجاب كل الفنيين والاعلاميين الحاضرين في البطولة. اليوم ايضا يخوض المنتخب التونسي مقابلة هامة من أجل المرتبة الثالثة انطلاقا من الساعة الثالثة مساء والمطلوب مواصلة المساندة والحضور بكثافة. **مبروك لتونس في الاخير ماذا يمكن القول؟.. نقول مبروك لتونس بهذا الانجاز وبدخول المربع الذهبي ومبروك ايضا الترشح الى المونديال القادم لأن منتخبنا قد ضمن ترشحه حتى قبل ان يواجه اسبانيا. **توزيع الاهداف * تونس : تاج (4) حمام (9) الجرو (1) بلحاج (1) السبوعي (4) بوسنينة (7) بن عزيزة (1) مقنم (3). * اسبانيا : روميرو (8) غرسيا (6) غارالدا (6) انتريريوس (4) أوريوس (4) أورتيغا (2) رودريغاز (2) غارابايا (1).