لحظات تاريخية عاشتها قاعة رادس مساء أمس.. لحظات للفرح.. لحظات للنشوة.. ترجمت احتفال بلد وشعب بمنتخب عانق أداؤه أمس أقصى حدود الروعة.. فمنتخب آمن بإمكاناته وبحقه في الذهاب الى تخوم الحلم.. وقد أكد جدراته بذلك.. الارقام وحدها تتكلم عن الانجاز التونسي.. 8 مباريات دون أدنى هزيمة.. 5 انتصارات وسيطرة واقناع أمام منتخبات فرضت كلمتها عالميا.. وفي الاخير ترشح الى نصف نهائي بطولة العالم. اي انجاز أحلى من هذا واي انتصارات أحلى من الانتصار الذي فتح لنا أمس أبواب المربع الذهبي للمونديال أمام المنتخب الروسي.. تونس فازت (تذكروا هذا جيدا) على منتخب حمل اللقب في 3 مناسبات.. فازت عليه بفارق لم يعرفه طيلة تاريخه... والاهم من ذلك كله أكدت ان ترشحها لم يكن ضربة حظ بل هو نتيجة عمل جديد وروح انتصارية ومساندة جماهيرية بلغت أمس حدا لا يوصف. **سيطرة مطلقة تحدثنا عن الرغبة في الانتصار ولا يأس من القول انها كانت أمس أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في نجاح منتخبنا فقد لاح اصرار عناصرنا الوطنية على بلوغ مبتغاهم منذ الشوط الاول حيث حضر الاندفاع والتركيز والسرعة ليفرضوا سيطرة كلية تجسمت تدريجيا بمرور الوقت من خلال الفارق المتزايد في النتيجة. المنتخب الوطني تمكن منذ الدقائق الاولى من توسيع تقدمه من (6/4) الى (9/6) و(12/8) و(15/9) و(16/10) قبل ان ينهي هذا الشوط بفارق 8 أهداف كاملة (19/11). سيطرة منتخبنا على امتداد هذا الشوط نتجت في الواقع عن قراءة ممتازة لأداء المنتخب الروسي وانضباط دفاعي كبير اضافة الى سرعة تصعيد الكرة في الهجوم المعاكس واستغلال بطء المنافس على الوجه الاكمل. خلال هذا الشوط كان الامتياز بلا منازع لوسام حمام الذي أمسك بزمام المبادرة لوحده فسدد بنجاح من كل المواقع وأربك كثيرا الدفاع الروسي الذي تعددت الاقصاءات في صفوفه وافتقدت عناصره الى التركيز. **عزف منفرد في الشوط الثاني تواصل العزف المنفرد للمنتخب التونسي الذي رفع الفارق الى حدود 11 هدفا عن طريق علي مادي منذ الدقيقة (11) وهو فارق ظل شبه مستقر تقريبا على امتداد هذا الشوط الذي عرف منتخبنا يرفع الحصيلة الى (27/17) ثم (29/18) و(31/20) قبل ان يعمق ذاكر السبوعي الاسبقية التونسية بحلول الدقيقة 27 الى 14 هدفا (35/21). مردود المنتخب على امتداد هذا الشوط كان «درسا» فنيا وتكتيكيا من اعلى طراز سواء في الدفاع حيث نجح المهدوي ومادي والسبوعي في قطع عديد الكرات للمنافس والقيام بهجمات مرتدة سريعة وتحويلها الى اهداف او في الهجوم عبر التنويع في الاداء بالتركيز على الظهيرين وتحديدا وسام حمام او المرور من مركز الجناح عن طريق ذاكر السبوعي وعلي مادي. هذا التنوع التكتيكي والنجاح الكامل دفاعا وهجوما كان لابد من ان يؤتي اكله اذن ليكون الانتصار وليكون الترشح وليكون طوفان الفرح الذي تواصل في قاعة رادس بعد نهاية المباراة. **مقايز بامتياز اكدنا على المردود الرائع لجميع اللاعبين في المنتخب الوطني ولابد من معلقة شرف وامتياز للحارس مروان مقايز الذي قدم امس اضافة اكيدة لزملائه وكان في مستوى الحدث. توزيع الاهداف الهدوي (1) تاج 6) حمام (13) (مادي (4) بوسنينة (2) منم (2) السبوعي (4) بن عزيزة (3). * ياسين بن سعد ---------------------------------------------------------------- بن علي يهنئ * قرطاج (وات) على اثر تأهل المنتخب التونسي لكرة اليد الى نصف نهائي بطولة العالم بعد فوزه الباهر على نظيره الروسي امس كلف الرئيس زين العابدين بن علي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بابلاغ تهانيه الى أسرة المنتخب الوطني من لاعبين واطار فني ومسيرين بهذا الانجاز الهام معبرا لهم عن تشجيعاته لمزيد التألق في التظاهرات الدولية. ---------------------------------------------------------------- «الشروق» مع عائلات اللاعبين: زغاريد في بيت بن عزيزة.. و»هروب» من دار منّم كعادتها اختارت الشروق ان تشارك بعض عائلات اللاعبين فرحتها وغصرتها.. وكان الاختيار على الثلاثي الصحبي بن عزيزة وهيكل مقنم ومكرم الجرو.. فكانت الأجواء مختلفة باختلاف الحضور والمعطيات. في منزل المتميز الصحبي بن عزيزة كانت الوالدة حبيبة على نار متحركة.. ولم تقو على متابعة المقابلة عبر جهاز التلفزة بل اختارت الراديو وكانت تدعو الله لكل أفراد الفريق بالنصر والتميز مصحوبة بزغاريد الحاضرات وأهازيج الحاضرين في وقت كان العم سالم بن عزيزة (والد الصحبي) يتابع كامل حيثيات اللقاء بأعصاب من حديد. بين أفراد عائلة الجرو كان التميز لشقيقه نورالدين الذي جلس الى جانب الوالدين لمتابعة واحدة من أصعب المباريات على الصعيد النفسي مصحوبين ب»جمهور» حقيقي من الجيران جاء ليشهد الفرحة في بيت احد عناصر المنتخب وقد لفت انتباهنا وجود المدرب مسعود سليم الذي يقول انه كان وراء تكوين الرباعي الذهبي للمنتخب المتكوّن من بن عزيزة والجرو ومنم وانور عياد وانه منذ البداية كان متفائلا جدا بالنهاية خاصة ان لاعبينا ابدعوا في غلق المنافذ وكسب الاسبقية ب «رجولية» وتحكم في الاعصاب. عندما زرنا دار هيكل منم فوجئنا بهروب العائلة من المنزل... اذ لم يبق غير الوالدين والشقيق هشام أما البقية فقد «طاروا» الى قاعة رادس لمتابعة المباراة مباشرة... ومثل سابقيه كان المنزل عبارة عن «مقهى شعبية» سيطر عليها الهتاف والزغاريد من الجيران وكانت السهرة حتى مطلع الفجر. * طارق المجريسي ---------------------------------------------------------------- بن عمار مع منتخب اليد السيد حمودة بن عمار رئيس جامعة كرة القدم كان الى جانب منتخب كرة اليد ووقف الى جانب المسؤولين واللاعبين والاطار الفني وكان فرحا ويتلقى التهاني وهذه هي قوة تونس.. كلنا وراء المنتخب. مدرب روسيا يهرب المدرب الروسي رفض التحول الى قاعة الندوات الصحفية وناب عنه مساعده والاكيد ان مدرب روسيا لم ينتظر تلك الهزيمة وبذلك الفارق ومن الصعب جدا ان تكون روسيا انسحبت بذلك الفارق في تاريخها.