أحيل مؤخرا على هيئة القضاء بابتدائية باجة شاب من مواليد 1986 لمقاضاته من أجل سرقتين طالتا كشكين لبيع السجائر اقترفهما في نفس الليلة وبنفس الطريقة وادعى أنه لم يكن في وعيه عند التنفيذ!! وقد قضت هيئة الحكمة اثر المفاوضة بسجن المتهم مدة 4 أشهر من أجل سرقة الكشك الأول و4 أشهر من أجل الثاني وهي نفس الأحكام الصادرة غيابيا في حق شركائه في العمليتين. وعلمنا من مداولات الجلسة ان الشاب الموقوف العاطل عن العمل والبالغ من العمر حوالي 19 سنة قد عمد في احدى الليالي الفارطة إلى خلع كشك مختص في السجائر يقع بباجةالمدينة وقد استعمل نازع مسامير في عملية الخلع المذكورة ثم ولج الدكان صحبة شريكه المحال بحالة فرار وتوليا سرقة علب من السجائر وبطاقة تعريف صاحب المحل التي أحرقاها!؟ التقى الشاب بعد حوالي 3 ساعات من زمن حدوث الأولى بشابين آخرين (هما أيضا محالان بحالة فرار) وتولوا جميعا (باستثناء الشاب الشريك في العملية الأولى) خلع باب كشك ثان في مكان آخر بباجةالمدينة بنفس الطريقة واستولوا على قدر كبير من السجائر. وأمام القاضي اعترف المتهم الموقوف بارتكابه للجريمتين مرجعا ذلك إلى حالة السكر التي كان عليها والتي جعلته لا يعي ما يفعله! وتدخل لسان دفاع المتهم ليفيد هيئة المحكمة ان اعترافات منوبه النقي السوابق دليل قاطع على احساسه بالذنب واستعداده للتوبة وما جر منوبه لاقتراف ما اقترفه ليس سوى التغرير الذي صدر عن مشاركيه الذين يكبرونه سنّا وخبرة والذين استغلوا حالة السكر التي كان عليها منوبه ليلة الواقعتين للدس به في هذا العمل الاجرامي. كما أراد لسان الدفاع اقناع هيئة المحكمة بأن منوبه ليس عاطلا عن العمل كما ورد ببحث البداية وإنما هو يساعد والده في العمل التجاري الذي يقوم به في السوق طالبا بذلك التخفيف قدر الامكان عن منوبه ومقترحا ضم القضيتين في قضية واحدة. كما اقترح أيضا استبدال العقاب البدني الذي قد يقرّره القضاء في حق منوبه بعقوبة بديلة تتمثل في العمل لفائدة المصلحة العامة. ولكن قاضي المكان لم يقتنع لا بضم القضيتين ولا باستبدال العقاب البدني بالعقوبة البديلة المقترحة فقرر سجن المتهم مدة 4 أشهر نافذة من أجل سرقة الكشك الأول ومثلها من أجل سرقة الكشك الثاني ليكون الحكم بذلك مجمعا 8 أشهر وقد نال شريكه في العملية الأولى غيابيا 4 أشهر وهي نفس المدة التي نالها غيابيا كل من شريكيه في العملية الثانية.