ازدان ركح فرقة مسرح العرائس والدمى المتحركة بمولودة جديدة عنوانها «الموسيقارة العنيدة». فبعد طول عناء وصبر طالت مدته الى عشرة شهور وبها اقتحم فتحي المليتي التجربة الحديثة والنظرية الجديدة ألا وهي الارتباط بين المسرح الركحي والعرائسي. وقد ساهم بكتابة النص والسينوغرافيا والاخراج. ويتجه محور النص أساسا الى مداعبة الأطفال الصغار من خلال نمط معين ومحوري حول مفهوم الموسيقى ومبائدها فهو تربوي وهادف في حين أن العرائيسي في المسرحية يعتبر أداة لتبسيط المعلومة في اطار فرجوي متنوع ونشيط من خلال اشكال متزنة فيها عرائس القفاز والخيط والظل وشبه القلابس والممثلين الركحيين الذين يمثلون ويتكلمون في شكل أنيق ومبدع بمظهر يحشدون فيه كل أنماط الكوميديا لايصال معلومة سليمة ويحاولون تبليغ جملة مفيدة مفهومة بمخارج حروف صحيحة ويستعملون الاثارة والتبسيط من حيث الأداء في لعبة جد محترفة. يشارك في هذا العمل الممثل القدير العائد كريم المغربي الذي ابتهج كل الحاضرين بأسلوبه الشيق والقيم وقد ساعد الممثلة فاتن فرحاني في تحسين أدائها وابداعها من حيث التناسق والتناغم بين كل «العرائس» ونخص بالذكر علي بن ميلاد الذي أحكم التوضيب وأصلح جميع النواقص وساعد كذلك على التحريك مع هاجر الغربي وقيس الجماعي وسمير بن عياد وقيس بن عبد الرزاق وفرح المليتي ونبيهة الجلاصي بمشاركتهم الفعالة في الأداء الجوهري الذي يتضمن جملة من القراءات في التنويع فمثلا نجد مسرح «الميم» الذي نُبلّغ به وظيفة الممثل العرائسي كي يصبح هو الآخر دمية متحركة ومسرح الظل مقترنا بعربة جامدة تمر بوضوح تلعب دورها دون الانعكاس الضوئي وكذلك المسرح الركحي المتداول ومسرح العرائس في دائرة منتظمة وكل واحد يدرك مسؤوليته.