مثل مؤخرا بابتدائية باجة شاب جاوز عقده الثالث لمقاضاته في قضيتين متصلتين تمثلت الأولى في قتل امرأة على وجه الخطإ على إثر حادث مرور وتمثلت الثانية في تدليس شهادة تأمين السيارة. وإثر المفاوضة القانونية تأجل البت في الأولى إلى حين استدعاء ورثة الهالكة في حين نال المتهم 3 أشهر سجنا من أجل التدليس في ما يخصّ الثانية. وعلمنا من مداولات الجلسة أن الكهل المتهم يعمل سائق سيارة أجرة ويقوم بنقل المسافرين بين مدينة نفزة ومنطقة وشتاتة التابعتين لولاية باجة وخلال إحدى السفرات همّ بالخروج بسيارته من محطّة النقل الريفي فقطعت طريقه امرأة فحاول تحاشيها لكنّه صدمها بعاكس الرؤية التابع لسيارته وكانت الصدمة قوية إلِى درجة أن المرأة قامت حينها بعدّة دورات قبل أن تسقط أرضا وتفارق الحياة. وبحضور أعوان الحرس الوطني بباجة على عين المكان تمّ نقل الجثّة إلى المستشفى الجهوي بباجة كما تم نقل السائق إلى مركز الحرس للتحقيق معه في ملابسات الحادث. وباطلاع الأعوان على وثائق السيارة اتضح أن شهادة التأمين قد طرأ على بعض بياناتها تغيير وخاصة منها المتصلة بانتهاء مدّة صلوحية الشهادة المذكورة فالرقم 4 في سنة 2004 تحول إلى 5 لتصبح سنة انتهاء مدّة الصلوحية 2005 ومن سوء حظّ المتهم أن التغيير قد طال أيضا تاريخ تسليم الشهادة ليصبح 682005 بعد أن كان 682004 وشهر أوت 2005 لم يحن بعد. حرّر باحث البداية على المتهم ليجد نفسه إثر ذلك أمام ممثل النيابة العمومية الذي أذن بإيداعه سجن الإيقاف على ذمّة قضيتين القتل على وجه الخطأ والتدليس. وبمثوله أمام القاضي بمحكمة المكان اعترف بتفاصيل حادث المرور في حين أنكر ما تعلق بالتدليس إذ أفاد بأنّ التغييرات المذكورة بشهادة التأمين لم تكن متعمّدة إذ أنّه كان يشرح لابنه كتابيا محتويات شهادة التأمين فقام بإدخال التغييرات التي ورطته على سبيل التوضيح لا على سبيل التدليس... وهو الأمر الذي سانده فيه لسان دفاعه الذي ركّز مرافعته في ما يتعلق بتهمة التدليس على أنّ منوبه كان خالي الذهن من نيّة التدليس وأن أعوان الحرس هم الذين تسرعوا بمجرد وقوع الوثيقة المذكورة بين أيديهم كما أكد لسان الدفاع أن السيارة مؤمنة بموجب شهادة التأمين التي سلمها المحامي أثناء المرافعة للقاضي وباطلاع القضاة على الشهادة الجديدة اتضح أنها مستخرجة ومسلّمة بتاريخ وقوع الحادث فسأل القاضي عن ساعة تسلّم هذه الشهادة إن كانت قبل الحادث أم بعده عندها ذكر لسان الدفاع بأنّ ذلك يتمّ عبر عقود يبرمها صاحب السيارة مع شركة التأمين فيكون التأمين ساري المفعول ما لم تنته المدة القانونية لتسديد معلوم التأمين وما الوثيقة التي يتسلّمها صاحب السيارة موضوع التأمين سوى شهادة خلاص المعلوم المذكور يعني أنّها تحتوي على مدّة صلوحية الوثيقة وليس على مدّة صلوحية عقد التأمين. لذلك طلب القاضي من لسان الدفاع إحضار ما يفيد أن صلوحية العقد المذكور لم تنته بعد يوم وقوع الحادثة. وفي خاتمة المداولات وإثر المفاوضة القانونية قرّر القاضي إدانة المتهم فيما يتعلق بالتدليس وأصدر حكما بسجنه مدّة 3 أشهر كما قرّر تأجيل البتّ في القضية الأولى (القتل على وجه الخطأ) إلى حين استدعاء ورثة الهالكة.