هدّدت تل أبيب بنسف الهدنة السارية عمليا منذ أيّام في حال حدوث عملية للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك اطلاق قذائف المدفعية والصواريخ على المستوطنات في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية تثبيت هذه الهدنة.. ولتثبيت هذه الهدنة نفذت أمس قوات الأمن الفلسطينية للمرة الأولى منذ سنوات حملة بحث عن الأنفاق في منطقة رفح بعدما نشرت الآلاف من عناصرها في قطاع غزة. ومع أن الهدنة التي وضعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقدمة أولوياته حتى قبل انتخابه رئيسا للسلطة، لم تتحقق بعد رسميا باعتبار عدم استجابة تل أبيب لشروطها، إلا أن الحكومة الصهيونية لوّحت بنسفها مع حدوث أول عملية للمقاومة حتى لو كانت ردّا على اعتداء اسرائيلي. تهديد بنسف الهدنة ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية في موقعها على شبكة الانترنت عن اللواء «دان حالوتس» نائب رئيس هيئة الأركان الاسرائيلية قوله ان اسرائيل سترد بعملية «موجّهة» ضد الفلسطينيين في حال توفر معلومات أكيدة حول نوايا تنظيمات فلسطينية شن عمليات ضد أهداف اسرائيلية. أما وزير الحرب شاؤول موفاز، فقال من جهته أن الوضع لا يزال هشا مضيفا أنه يتوقع من الفلسطينيين أن يعملوا بشكل فاعل ضد ما تنعته تل أبيب بالإرهاب أي ضد فصائل المقاومة. في السياق ذاته كان رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية «أهارون زئيفي» قد قال أن الهدنة التي تسعى السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية الى اقرارها بشكل رسمي لا تزال تواجه تهديدات كبيرة. وأشار زئيفي في عرض قدمه للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست أن الهدنة المحتملة قد توفر فرصة للمقاومة الفلسطينية لتطوير مدى صاروخ القسام الذي تنتجه حركة «حماس» الى 12 كيلومترا. وفي سياق ترتيبات الهدنة المحتملة، يطالب الفلسطينيون حكومة شارون بأن تلتزم بالكفّ عن استهداف ما لا يقل عن 300 مقاوم تلاحقهم أجهزة الأمن الصهيونية، وبالانسحاب من معظم مدن الضفة الغربية والافراج عن مئات المعتقلين. وفي المقابل كانت السلطة الفلسطينية قد نشرت حوالي 4 آلاف من عناصر الأمن في شمال قطاع غزة وفي جنوبه استجابة لمطلب اسرائيلي ملحّ. وفي سياق تلبية جانب من المطالب الاسرائيلية نفذت أمس قوات الأمن الفلسطينية حملة بحث في رفح عن الانفاق التي تستخدم لنقل السلاح من مصر الى قطع غزة. وذكرت مصادر أمنية أن الحملة أفضت الى العثور على نفق واحد على الأقل. وقال مسؤول فلسطيني أن الحملة تدخل في اطار بسط السيادة (الفلسطينية) على الأرض معلنا الاستمرار في غلق الانفاق. وعلى الميدان سجلت أمس توغلات اسرائيلية عديدة في الضفة الغربية وتحديدا في طولكرم ونابلس. وفي نابلس اعتقل جنود الاحتلال مقاوما من كتائب شهداء الأقصى كان يستعدّ لتنفيذ عملية فدائية حسب متحدث صهيوني. وفي قطاع غزة كانت قوات الاحتلال قد قصفت الليلة قبل الماضية عدة أحياء سكنية في خان يونس. وفي جنوب القطاع أيضا هاجمت المقاومة الفلسطينية أمس والليلة قبل الماضية موقعين على الأقل للقوات الصهيونية واكتشفت عبوة ناسفة ثقيلة تزن 20 كيلوغراما، كانت ستستخدم لضرب آليات اسرائيلية في المنطقة.