علمتنا الأيام داخل الحقل الرياضي ان الصفقات الكبيرة لا يمكن أبدا أن تجود بها اللحظات الأخيرة.. ومعنى ذلك ان مسؤولي فرقنا على طول البلاد وعرضها لا يغرهم الصيد إلا عند اللحظات الأخيرة من الآجال القانونية لانتقال أو بيع اللاعبين.. وطبيعي جدا أن يكون هذا الصيد من أتعس المحاصيل خاصة ان الصفقات الجيدة تنبني على معطيات جيدة وأرقام جيدة عدا ذلك يبقى فواضل. والملعب التونسي كان يتمتع في بداية الموسم بأجواء معقولة.. ومحصول من النقاط معقول.. ومدرب يملك دراية معقولة.. وكانت تأتيه مساء كل أحد أعداد جماهيرية معقولة.. لكنه اتخذ قرارا غير معقول فانقلب السحر على الساحر وأصبحت البقلاوة مضغة في الأفواه.. بعد ان جلبوا لها مدربا لا ندري حقيقة سجله وبطاقة تعريفه الحقيقية.. نقول هذا الكلام لأننا شاهدنا السيد «ميغال» بأمهات أعيننا وهو يتنقل من هذا إلى ذاك بحثا عن «لقمة باردة» قبل ان نفاجأ به يمسك بدواليب فريق عريق اسمه الملعب التونسي.. وطبيعي جد ان يكون المصير نحو الهاوية.. هاوية الترتيب.. وطبيعي أيضا أن ينفر الجمهور وان تحترق آخر آطراف «البقلاوة». والحمد للّه ان الهيئة الحالية تحركت في الوقت المناسب لتعيد إلى المركب واحدا من أبناء الدار سمعناه منذ عام يقسم بأغلظ الايمان الاّ يعود.. لكن ومهما كانت الأسباب فإن الملعب التونسي يبقى اليوم في حاجة إلى أبنائه من كل الجهات لاستعادة بريقه وأحلامه ثم ان أحمد المغيربي يعرف «فم البير وقاعه» وبالتالي لا غرابة ان تستوي بعض الأمور بمجرد حصول الاتفاق.. وتكفي الاشارة ان خبر التخلي عن المدرب «ميغال» مثّل في حدّ ذاته نقطة أمل وتحوّل.. والبقية تأتي. **جئت للانقاذ إضافة إلى كونه مدرب مشهود له بالكفاءة الفنية فإن أحمد المغيربي معروف بردوده المرحة وخفة روحه، ولعلّ أطرف ردّ على الذين عابوا عليه «القسم بأغلظ الايمان» والعودة بمجرد أن وقعت دعوته من طرف الملعب التونسي فقال: «أقسمت على ألا أتفرج على «البقلاوة» وليس على عدم تدريبها» و»أقسم باللّه» أني لم أطّلع على ترتيب وأوضاع البقلاوة هذا العام إلا في الساعات الأخيرة حتى أني لا أعرف «لون القميص» الذي اختاره الفريق هذا الموسم. أحمد المغيربي أضاف بأنه ابن الملعب التونسي وقد تأسف لما وصل إليه الفريق وهو عائد للانقاذ. وهذا واجب على كل أبناء البقلاوة.