توفّق رجال الشرطة العدلية ببن عروس مؤخرا الى فك رموز سلسلة من السرقات يشتبه في اقدام 8 شبان في مقتبل العمر على ارتكابها في مناطق مختلفة من مدينة تونس الكبرى مثل الضواحي الجنوبية وسيدي البشير وسليمان وغيرها... وقد استطاع رجال الفرة القاء القبض على ستة من أصل ثمانية شبّان يشتبه في أنهم ضربوا بسرعة ودقة في أماكن مختلفة من العاصمة في توقيت صباحي يسارع فيه المواطن العامل عادة الى الالتحاق بعمله دونالتزام الحيطة والحذر أثناء التوجه الى مقصده. وقد جاء في رواية المشتبه بهم الذين ألقى أعوان الامن القبض عليهم انهم ارتكبوا 23 عملية سرقة بالسلب والنشل في أماكن متفرقة من العاصمة وأفادوا المحققين بأن عملياتهم تستند الى عنصر مباغتة ضحاياهم في ساعات مبكرة (بين السادسة والثامنة صباحا) ولتحقيق ذلك كانوا يخرجون مثنى او ثلاث او رباع فيبدأون يومهم بالاستيلاء على سيارة عادة ما تكون صغيرة الحجم، وينتقلون على متنها الى أحد احياء العاصمة حيث تكثر حركة سير العاملين والموظفين الذين يرومون الالتحاق بعملهم ومن ثمة يحدّدون الهدف وبسرعة تتوقف السيارة حذو المستهدف فينزل أحدهم (او أكثر حسب الضحية) وينشل او يسلب ثم يلتحق بالسيارة التي يدوس سائقها على محوّل البنزين الى أقصى مداه وبالتالي يغيبون في زحام المدينة، وقد يصادف ان يعاودوا الكرة مرة أو أكثر قبل ان يتخلصوا من السيارة بركنها في زاوية مقفرة وفي مكان بعيد عن صاحبها ثم يفترقون بعد اقتسام الغنائم للالتقاء مجددا في موعد لاحق... وقد تكررت العمليات وتفاقمت ومعها تتابع تسجيل شكاوى المتضررين وأغلبهم من النساء على مختلف مراكز الامن ومن ثم تعهدت فرقة الشرطة العدلية بمتابعة القضايا وتولى رجالها جمع معلومات ساعدتهم على التعرف على هويات المشتبه بهم وتمكنوا من القاء القبض على ستة منهم فيما تحصّن اثنان بالفرار. وقد اعترف المظنون فيهم باستيلائهم في كل مرة على سيارة من جهة معينة (حمام الانف، الزهراء، ابن سينا، الكبارية، سليمان) تمكنوا بواسطتها من تنفيذ 23 عملية سرقة (حقائب نسائية، هواتف جوّالة...) من مناطق مختلفة في دوائر المصانع ومحطات المترو حيث تنشط حركة السير منذ الصباح الباكر. أحيل المشتبه بهم على العدالة في انتظار ايقاف الشابين الفارين.