يصادف غدا الاثنين 14 فيفري عيد الحب هذه المناسبة المستحدثة التي دخلت حياتنا فتبنّاها البعض باعتبارها عادة جميلة لا بأس في اقتباسها والتعاطي معها إيجابيا باعتبار الحب قيمة إنسانية يجدر أن نستحضرها ونحن في أمس الحاجة اليها في زمن تسرب اليه «القحط العاطفي» وران عليه «التكلّس» فطغت عليه المادة وحب الذات ونكران الآخر... ولكن في المقابل هناك من يرى أن مثل هذه المناسبات دخيلة على تقاليدنا العربية الاسلامية وأن في تراثنا الاسلامي ما يكفي من القيم الجميلة التي يحسن أن نلتفت اليها وننفض عنها غبار النسيان أو التجاهل وهي قيم تجعل الحب قيمة ثابتة يومية حاضرة في قلوب المؤمنين الذين لا يكتمل إيمانهم دونها... فالمؤمن الذي لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ناقص إيمانه والمؤمن الذي لا يحب جاره عليه أن يراجع إيمانه ومن لا يحب والديه لا يأمن من غضب الله... ... الجنة تحت أقدام الأمهات والجار أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشهد الزور لا يؤمن أبدا ومن لا يحب في الله ولا يغضب من أجل الله مهزوز إيمانه. حتى الجماد أوصانا رسول الله ص أن نحبه فقد أمر بالاحسان للشجر وقال عن جبل «أحد»، «هذا جبل يحبنا ونحبّه»... **لا معنى للايمان دون حب! ولو لخصنا جوهر الدين لوجدناه أقيم على المحبة. ومن يحب الله عليه أن يحب عباده والاقربون أولى بالحب... لا معنى لايمان لا يعطف على الصغار ولا يجلّ الكبار ولا معنى لايمان لا يحترم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوصى بالنساء خيرا أمهات وأخوات وزوجات... هو الحب إذن في كل جوانبه... هل يحتاج المؤمن الى يوم للحب وهو الذي لا يكتمل إيمانه إذا لم يكن الحب ينبض في عروقه كل ثانية في كل مناحي الحياة؟! نحن أولى بالحب من كل الشعوب وفي تعاليم ديننا ما يجعل قلوبنا عامرة بالحب لكل ما في الحياة وحين يطل يوم اختارته شعوب أخرى للحب نكون على موجة واحدة مع هذه الشعوب التي تتذكر الحب يوما واحدا في السنة ونعيشه كل لحظة نشعر حينئذ بعظمة الأمة التي ننتمي اليها ونمسح الصدأ عن قيمنا التي تجاهلناها وتناسيناها... اليوم وكل يوم نشعر بالاعتزاز والحسرة... **اعتزاز لأننا أمة الحب. وحسرة لاننا أوصدنا أبوابنا التي أمرنا الله بأن نفتحها ونشرعها تجاه الآخرين لنفيض حبّا ونغمر بها كل ما يحتاجها لماذا حجبنا كل هذا الفيض الايماني وكل طاقات المحبة؟! لماذا انتظرنا مطربا يغني: «يا ناس حبّوا الناس الله موصّي بالحب»؟! ولم ننبش في عشرات التوصيات والاشارات الالهية التي تدعو الى قيم التسامح والحب؟! إنها فرصة لنتذكر ولو عبر مناسبات من وراء البحار أن الحب قيمة إيمانية وأن الايمان لا يكتمل بغير الحب في كل معانيه وأنه لا يجوز أن نختزل هذه العبارة الربانية لتكون حكرا على العشاق أو على نزوات عابرة أو أن نتهاون بهذه القيمة ونتعامل معه بخفة وكأنها من باب الترف أو العادات الطريفة لا غير! عيد الحب عادة مستحدثة وعادة وثنية لا تعنينا جذورها ولا تفاصيلها ولكن يمكن أن تكون هذه المناسبة مجالا نسترجع فيه عظمة هذه الأمة وتعاليم دينها التي ضاعت أو كادت حتى صرنا ننبهر ببعض التفاصيل الصغيرة ونعتبرها إنجازات وهي من صميم هذه الأمة وركيزة من ركائزها وساهمت في صنع أمجادها. عيد الحب عادة وثنية... لكن الحب ركيزة إيمانية نحن أولى بها وأحق... وعلينا أن نتمثل هذه القيم الجميلة وقبل أن نحتفل مع الآخرين هل سألنا أنفسنا هل يجوز لمن يحتكر أن يكون مع المحبين في عيدهم؟ وأية جرأة تسمح لمن يسرق جهد الآخرين بأن يدعي أنه محب؟ الحب قيمة ينبوعها دائم الفيض ينبوعها يروي الجميع حتى من كان عدوّا للحب عسى أن يرتدع ويعود للانخراط في سلكه... فيا أيها المحبون اتحدوا ولتكن كل أيام السنة موعدا مع الحب وحربا على كل القيم التي ينظر اليها الشيطان بإعجاب!! * شكري الباصومي ---------------------------------------------------------------- «أحبك» اختلفت اللغات والحب واحدا ! الفرنسية JE TAIME الانقليزية I LOVE YOU الايطالية TI-AMO/LO GRADISCO الالمانية ICH-LIEB-DICH الاسبانية TE-QUIERO البرتغالية DE-O-GOSTO التركية SENI SEVIYORUM اليابانية KIMO O AI SHITERU الهندية NINNU PREMISTUNNAHU