عندما تزوز محلاتها المختصة في بيع الاثاث والديكور تلمس هذه الروح الشرقية الطاغية على المكان وتحس مدى روعة وجمال المعروضات التي تجمع بين الروح التونسية التقليدية والجمالية الشرقية الاصيلة إنها محلات «الباشا» للاثاث والديكور التي تقوم على إدارتها السيدة حليمة بن فرج ضيفتنا في ركن»نادي الناجحات» لهذا الاسبوع حيث التقيناها وتحدثنا اليها مطوّلا فاصطحبتنا في رحلة شيقة عبر مسيرتها مع النجاح وإثبات الذات في مجال العمل وندعوكم لاكتشاف مسيرة نجاح السيدة حلية بن فرج ومعرفة بعضا من الجوانب في حياتها الشخصية والعائلية عبر هذه «الدردشة» القصيرة. عن بدايتها تقول: «إثر حصولي على شهادة الباكالوريا شعبة رياضيات علوم سافرت الى فرنسا لدراسة الصيدلة خلال سنوات السبعينات لكني انقطعت عن الدراسة في هذا المجال واتجهت لدراسة السياحة لان ذلك كان سيساعدني حسب اعتقادي على بعث مشروع مربح لاسيما وانني أقطن بمنطقة سياحية هي منطقة الحمامات وبالفعل أتممت دراستي السياحية وفتحت وكالة أسفار عملت خلالها مدة 15 سنة الى أن تعرفت الى زوجي الحالي وهو رجل أعمال مصري يشتغل في تجارة «الموبيليا». وإثر زواجي منه أغلقت وكالة الاسفار واقتحمت مجال تجارة الاثاث والديكور وذلك ببعث مصنع للاثاث والديكور وطوّرت عملي وأصبحت لديّ سلسلة محلات الباشا للاثاث والديكور. ** بين الفن والتجارة تقر السيدة حليمة بن فرج أن عملها بمجال الاثاث والديكور يجمع بين هدفين اثنين هما الفن والكسب المادي. وتقول إن من أهم الاسباب التي دفعتها الى العمل بقطاع صناعة وبيع الاثاث المنزلي والديكور هو هذا الاحساس الفني العالي الذي يحتوي عليه مجال الموبيليا والديكور فأنا أعشق الجمال في كل تجلياته ولديّ حنين خاص لكل ما هو عتيق وأصيل لذلك كانت السلع التي أتاجر فيها تحمل طابعا شرقيا بحتا فأنا أجلب سلعتي من أعرق أسواق الموبيليا في مصر وأسافر بنفسي بصفة مستمرة الى هناك لجلب كل ما هو جديد وعادة ما تكون السلع نصف مصنعة وأتولى إتمامها، بمصنعي بالحمامات وأضيف اليها طابعا مميزا وخاصا حيث استعمل الفضة لتزويق غرف النوم وبيوت الجلوس وأستوحي أشكالا متميزة لمجموعة التحف التي استعملها لديكور بيوت الجلوس وقاعات الاستقبال. وتضيف السيدة حليمة أنها توظف حسها الفني في عملها والدليل على ذلك كما تقول عندما يطلب الحرفاء مني مرافقتهم الى منازلهم لأصمم ديكورات منازلهم وأنتقي لهم الاثاث المناسب لها وهذا الامر يسعدني ويبعث في نفسي الثقة والعزيمة لتطوير عملي وإيلاء الجودة والجمالية الاهمية القصوى في كل ما أنتجه. ** صعوبات ونجاحات لا يخلو مجال من مجالات العمل من الصعوبات والعراقيل كما تقول السيدة حليمة لذلك لم يكن نجاحها في هذا المجال الذي يتطلب الجهد والقوة بالامر الهين وتتمثل أهم الصعوبات التي واجهتها في صعوبة التعامل مع المصريين الذين لهم باع في مجال تجارة الموبيليا. وكان من حسن حظها أنها مرتبطة بمصري مما سهل عليها عملية التعامل معهم. وتبرز الصعوبة الثانية في ضرورة ايجاد شخص له خبرة طويلة في مجال النجارة وصنع الاثاث لمراقبة المشروع وهو الامر الذي استدعى استنجاد السيدة حليمة بوالدها العامل بمجال التجارة وإشراك أخيها في الوقوف على المشروع ومتابعته. ونجحت السيدة حليمة في إثبات ذاتها في هذا المجال واستطاعت في غضون سنوات قليلة من تكوين زبائن قارين سواء من داخل الوطن أو من خارجه وقد ساعدها على ذلك مشاركتها السنوية في معرض الشرية للمفروشات والتظاهرات التي ينظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية وقد حازت على الجائزة التقديرية في مهرجان القاهرة الدولي بفضل مشاركتها بقطع ديكور مصنوعة من الفخار النابلي. وتتجه نية السيدة حليمة بن فرج الى المشاركة في معارض المفروشات بكل من الجزائر والمغرب والقاهرة وباريس.